الإلهام هو إحساس وهبة تُمنح للإنسان بعد توافر شروط معينة في شخصيته، وهو زائر بلا موعد ووافد بدون مقدمات، لا يمكن التحكم به، ولا السيطرة عليه، ويكون دائمًا لدى المبدع كرؤيا تشبه الحلم، وتجلٍ يُخضع العقل وتَكشُّف يفتح الأبواب على مصاريعها للخيال، فيتفاعل المبدع وينتج بفضله أروع الفنون وأبدع الأشعار وأعمق صنوف الأدب، حيث يلج عوالم لم يصل إليها أحد، ويوغل بفضاءات لم يطرقها أحد.. وفي ظل الحديث عن الإلهام سيدتي التقت بالأديب خالد شبانة عضو اتحاد كتاب مصر يقول شبانة لسيدتي: في حياة كل إنسان لحظات إلهام يمكن تذكرها، والأشخاص الناجحون في جميع المجالات دائماً يجدون ومضة عابرة تكون حافزاً لهم، فهو يعتبر جزءاً أساسياً من العملية الإبداعية.
الإلهام هو إحساس ينبع من داخل الإنسان فيتوصّل من خلاله إلى فكرة خلاقة متميّزة ومختلفة، وهو نوع من الحدس والاستبصار والبصيرة العميقة، وهوالعين التي يرى بها الإنسان شيئًا ربما لا يراه الآخرون وعلى الرغم من أهميته، فهو مجرد خطوة في طريق العملية الإبداعية، أي أنه مجرد استثارة للإبداع، ويرتبط بمساحات الإبداع وبمساحات التعبير والابتكارات المختلفة التي تنتج عنا بأنفسنا لا بتجارب واهتمامات الآخرين، وحتى لانكون أسرى دوائراهتماماتهم ومصادر معلوماتنا المحدودة.
وأفضل أنواع الإلهام هو طويل الأجل الذي يأتي عن طريق تطبيق تلك الأشياء المحفزة على أهدافك ويوجد نوعان من الإلهام:
مصادر الإلهام ليست مقتصرة فقط علي الصدفة بل أيضاً علي سعينا لأجلها و التأمل بكل ما حولنا، وهي كثيرة ومتعددة لانستطيع معرفة متى سنصادفها أو معرفة مدى تأثيرها، فمنذ بداية عصر الإغريق إلى يومنا هذا لم يتوقف الحديث عن الإلهام ودوره في أي ثقافة من ثقافات العالم. وقد تنوعت مصادره بتنوع الثقافات وتعاقب الأزمنة بل ومن شخص لآخر فنجد:
يفترض في الإلهام أنه يسبق الإبداع، فقبل سقراط وأفلاطون وأرسطو واختلافاتهم في دور الإلهام على صعيد الإبداع الشعري. - عرف الإغريق الإبداع الأدبي والفني ما يستوجب تفسير ظهوره على أيدي عدد محدود من الناس، ويتضح أن الإغريق اقتصروا في نظرتهم إلى الإلهام على أنه فعلٌ بين شخصين أحدهما مُتَخيل وهو الملهِم، والثاني حقيقي وهو المنتج والمُلهَم. - كان هوميروس يناشد شيطانة الشعر أن تلهمه، وأيضاً فعل دانتى فى فردوسه الذى تضرع فى أَوَّلِهِ إلى الرمز الإغريقى أبوللون كى يلهمه. - على مستوى الفلاسفة، فقد قررأفلاطون فى محاوراته المسماة "أَيُون" أن الشاعر يكون ملْهَمَاً إذا ظن أنه لا يعتمد على ملكاته الشخصية، وإنما ينفذ إرادة أعلى من إرادته، وأن شاعراً كسولاً يستطيع أن ينشئ شعراً ممتازاً إذا أُلهم، وأن الشاعر المبدع لا يستطيع أن ينظم شعراً له قيمة إذا فقد الإلهام. - لحظات الإلهام التي وصلت ألبرت أينشتاين أثناء اكتشافه نظرية النسبية قيضت له بعد أن نضج واكتملت ثقافته العلمية في مجال (الفيزياء) فالإلهام إذن علاقة بين ما تصل إليه، وبين جديد يكتشفه فجأة ويطرأ على ذهنه كإلهام مفاجئ يأتيه. - وفي الحضارة العربية والإسلامية يُروى أن "ابن سينا" الفيلسوف المعروف كان إذا صعبت عليه مشكلة توضأ وصلى ثم نام فيرى حل تلك المشكلة في أحلامه. - أما عن إلهام "ليوناردو دافنشي" فقد كان أول مفكر مبدع تحدث عن أهمية الأحداث والأشياء العشوائية، ونصح الناس بتأمل الجدران والغيوم والأرضيات المرصوفة كما لو كانوا يتطلعون إلى أنماط وصور بهدف مزجها بأفكارهم، وفي كتاب كتبه بلغة "سرية"، وهي في الواقع كتابة معكوسة لا يمكن قراءتها إلا من خلال التطلع إلى عكسها على المرآة، تحدث دافنشي عن مصادر إلهامه في الفن والاختراعات، وفي هذا الكتاب يفترض دافنشي أن بإمكان المرء أن يستلهم أفكاراً رائعة من خلال التطلع إلى مواضيع عشوائية يمزجها بالتحديات التي يواجهها. وإذا كانت هذه طريقة القدماء فى العثور على إلهامهم، فالجيل الجديد في عصرنا الحديث يبحث عن إلهامه بطريقة مختلفة في منتدى الابتكار الاجتماعي ، والآن يحين دورك، فحدثينا عن إلهامك وما هو مصدره؟
ما هو الإلهام...؟
- ثقافة وفنون
- سيدتي - سامر سليمان
- 18 فبراير 2023