انفصال جزء من الشمس وتشكيله دوامة يثير حيرة العلماء

عجائب الفضاء والكون وما يحتويان عليه كثيرة ولا تنتهي. وعلى الرغم من عدم إلمامنا بما يحتويه كوننا الشاسع واللامتناهي، فإن ما عثرنا عليه حتى الآن يعد مزيجاً مذهلاً ومثيراً قد لا يصدقه العلماء من غرابته. ومن غرائب عالم الفضاء التي أذهلت العالماء مؤخراً أن جزءاً من الشمس قد انفصل عنها وانجرف في دوامة قطبية، التقطتها أجهزة وكالة ناسا. لكن وفقاً للعالِمة التي لفتت الانتباه إلى هذه الظاهرة، فإن الأمر ليس رهيباً كما يبدو.

عالمة طقس الفضاء تتحدث عن البروز الشمسي

وفقاً لموقع CBS، تحدثت تاميثا سكوف عالمة فيزياء طقس الفضاء وعالمة أبحاث في شركة Aerospace Corporation في جنوب كاليفورنيا، عن هذه الظاهرة والتي تُسمى البروز الشمسي Polar Vortex، وغردت، قائلة: "المواد من البروز الشمالي انفصلت للتو عن الخيط الرئيسي وهي الآن تدور في دوامة قطبية ضخمة حول القطب الشمالي لنجمنا". في الأساس، انفصلت قطعة كبيرة من البلازما عن سطح الشمس وانطلقت في دوامة قطبية، ليست مثل الدوامة القطبية التي قد نشهدها هنا على الأرض. وفقاً لخدمة الطقس الوطنية، فإن الدوامة القطبية على كوكبنا هي نظام كبير للضغط المنخفض من الهواء البارد الذي يقوى في الشتاء. على الأرض، يحدث ذلك بشكل منتظم إلى حدٍ ما، وهو معروف بإرسال موجات من طقس القطب الشمالي إلى المناطق المجاورة. وقالت سكوف إن هذا الاكتشاف قد يكون له تداعيات مثيرة على فهم النظام الشمسي، حيث إن الكواكب الغازية العملاقة الأخرى كزحل والمشتري معروفان أيضاً برياحهما القطبية الشديدة، حيث قالت: "اتضح أن شمسنا تشترك مع عمالقة الغاز هذه أكثر مما قد يعتقده المرء. لذلك على الرغم من أن الشمس لا تزال تحتفظ ببعض أسرارها، فقد اقتربنا اليوم خطوة واحدة فقط". وأضافت: "هذه المادة سمحت لنا برصد الرياح حقاً ومدى سرعة تحرك الأشياء. نحتاج حقاً إلى البدء في معرفة المزيد حول كيفية محرك النشاط المغناطيسي الضخم- ما نسميه الدينامو المغناطيسي- كيف يعمل، لأن هذا حقاً ما يولد طقساً في الفضاء".

عملية انفصال جزء من الشمس

أما عن الجزء المنفصل، فقد قالت عنه سارة هوسيل، من مركز عمليات الطقس الفضائي التابع لسلاح الجو الأمريكي: "بعض هذه المواد تبدأ في التحلل من الهيكل الرئيسي وتبدأ في الوقوع فيما يبدو أنه رياح قطبية. وعندما تبدأ هذه الأجزاء في الانجراف، يمكن رؤية أن الأمر يستغرق حوالي 8 ساعات لتلك المادة للاتجاه حول القطب عند حوالي 60 درجة". وفقاً لحساباتها الأولية، قالت سكوف إن الرياح القطبية كانت تتحرك بسرعة جنونية- حوالي 60 ميلاً في الثانية.