شهر شعبان
فضائل شهر شعبان- pexels-paulo-márcio-dos-santos
 شهر شعبان
اختص الله شهر شعبان بمنزلة عظيمة عن باقي الشهور- pexels-ali-arapoğlu
 شهر شعبان
فضل ليلة النصف من شعبان من القرآن والسنة- pexels-tayeb-mezahdia
 شهر شعبان
 شهر شعبان
 شهر شعبان
3 صور
خلق الله عز وجل الزمان والمكان، وفضَّل بعضهم على بعض في سائر الدهور والأعصار؛ ومن ذلك: تفضيل بعض الشهور؛ كرمضان ورجب وشعبان، وبعض الأيام؛ كالعشر من ذي الحجة، والست من شوال، وبعض الليالي؛ كليلة القدر، والنصف من شعبان. لذلك، وفقاً لدار الإفتاء المصرية، فقد حثت الشريعة الإسلامية على زيادة الاعتناء بهذه الشهور والأيام، وإحيائها بشتى صور العبادات؛ لما فيها من الفضل والإحسان وزيادة التجلي والإكرام، حيث ورد الأمر الشرعي بالتذكير بهذه الأيام؛ كما في قوله سبحانه: ﴿وذكرهم بأيام الله﴾ [إبراهيم: 5]، كما ورد الأمر بالتعرض لنفحاتها واغتنامها، وأن ذلك يكون سبباً لصلاح الحال وهناء البال على الدوام؛ في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً». أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني.
ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات والنفحات، فقد كان شهر شعبان خير مقدمة له. هذا الشهر هو من الشهور المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى وأولاها من المنزلة قدراً هائلاً؛ فميزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلاً لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم». أخرجه ابن أبي شيبة والبغوي والنسائي.

منزلة الصوم في شعبان

اختص الله شهر شعبان بمنزلة عظيمة عن باقي الشهور- pexels-ali-arapoğlu

فضائل شهر شعبان كثيرة ويحتل الصوم فيه نزلة عظيمة؛ لأنه يهيئ النفس وينشطها لأداء الفرض، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فيه؛ فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهرقط إلا رمضان، وما رأيته في شهرأكثر منه صياما في شعبان» متفق عليه.
وفي هذا دليل على أنه كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره. وكذا كان السلف الصالح يجتهدون فيه في العبادة؛ استعداداً لاستقبال شهر رمضان، وفي هذا المعني قول أبي بكر البلخي: "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع". وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من كثرة صيامه فيه؛ فعن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.

فضل ليلة النصف من شعبان

اختص الله سبحانه وتعالى من شهر شعبان ليلة النصف منه ونهارها، وفضلهما على غيرهما من أيامه ولياليه، ورغب في إحيائها، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعياً لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.
وقد ثبت ذلك بنصوص الكتاب والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم سلفاً وخلفاً، وعليه العمل إلى يوم الناس هذا.

فضل ليلة النصف من شعبان من القرآن السنة النبوية

فضل ليلة النصف من شعبان من القرآن والسنة- pexels-tayeb-mezahdia

جاء في تفسير قول الله تعالى: ﴿ فيها يفرق كل أمر حكيم﴾ [الدخان: 4]: أنها ليلة النصف من شعبان.
وأما السنة النبوية، فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا؟ ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر» أخرجه ابن ماجه في "السنن" واللفظ له، والفاكهي في "أخبار مكة"، وابن بشران في "أماليه"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب» أخرجه ابن راهويه وأحمد في "المسند"، والترمذي وابن ماجه -واللفظ له- في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وعنها أيضاً رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يفتح الله الخير في أربع ليال: ليلة الأضحى، والفطر، وليلة النصف من شعبان؛ ينسخ فيها الآجال والأرزاق، ويكتب فيها الحاج، وفي ليلة عرفة إلى الأذان» رواه الدارقطني في "غرائب مالك"، والخطيب في "الرواة عن مالك"، وابن الجوزي في "مثير العزم"، والديلمي في "الفردوس".