يمكن أن تكون الحياة معقدة، فلعلَّكَ كنت تشعر قبل بضعة أشهر أنَّك منتج للغاية، ولكن أصبح كل شيء مملاً وكئيباً فجأة، فقد سئمت من الجدول الزمني المكتظ بالمهمات، وتراجع أداؤك، وأصبت بحالة من الإحباط والمماطلة، وربَّما عانيت من فقدان علاقة أو مرض أو إصابة أو نكسة كبيرة، وأصبحت تفكر بشكل سلبي؛ لأنَّك تشعر كما لو أنَّ كل التقدم الذي أحرزته قد دُمِّر الآن. ومع ذلك، عندما لا تسير الأمور على ما يرام، يمكنك القيام بعدة أمور لإعادة حياتك إلى المسار الصحيح؛ فهذه ليست النهاية، ولكن كيف يجد المرء الدافع للبدء من جديد عندما تتدهور الأمور؟ عليك أن تعود إلى الأساسيات.
تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لـ"سيدتي": بينما لا يوجد حل واحد لإعادة حياتك إلى المسار الصحيح على الفور، يجب أن تعلم أنَّ هناك عدة خطوات أصغر يمكنك القيام بها لتحقيق هدفك النهائي، وما عليك سوى اتباع الطرق لاستعادة السيطرة عندما تسوء الأمور، وستشعر في النهاية بتحسن في نوعية حياتك؛ ذلك لأنَّ السيطرة على حياتنا هي مفتاح الشعور بالرضا.
طرق لاستعادة الحياة الطبيعية
- تحلَّ بالصبر
عندما لا تسير الأمور على ما يرام، قد يكون من المغري للغاية العودة إلى المسار الصحيح في أسرع وقت ممكن، ونتيجة لذلك؛ قد تجد نفسك تسرع في كل شيء وتحاول القيام بالكثير من الأمور، ولكن عليك التمهل والتحلي بالصبر؛ فإن فقدت السيطرة على نظامك الغذائي، فمن الأسهل العودة إلى المسار الصحيح؛ من خلال البدء بتتبع السعرات الحرارية مرة أخرى بدلاً من إعداد الوجبات واتباع نظام غذائي صارم.- تذكَّر هدفك
إنَّ الوعي الذاتي ضروري جداً؛ فلاستعادة السيطرة على حياتك بعد تراجعك في إحدى المرات، يجب أن تخطو خطوة إلى الوراء وتفكر في الغرض من رغبتك في السيطرة في المقام الأول، فحتى في أقسى الأحوال الجوية، تبقى الأشجار ثابتة؛ لأنَّها تمتلك جذوراً قوية.تعدُّ الأقوال السحرية ضرورية لتذكير نفسك بأنَّ كل شيء ممكن، حتى لو لم تكن تعلم كيف ستتحقق الأشياء التي تأمل حدوثها، وهو شيء يمكن نسيانه بسهولة عندما تتدهور الأمور، فعندما لا تسير الأمور على نحو مثالي، ارجع إلى البحث عن هدفك، واعرف لماذا بدأت؛ كي تستعيد السيطرة على حياتك.
- عدم المقاومة
عندما يسير كلُّ شيء على ما يرام، فأنت تسير مع التيار، وعندما تسوء الأحوال؛ تراك تجدِّف عكسه، وجميعنا يعلم أنَّ هذا معدوم الجدوى، لذلك بدلاً من أن تشعر بالإحباط وتقسو على نفسك؛ حاول أن تأخذ الأمور ببساطة؛ لأنَّ العالم لن ينتهي إذا توقفت عن عطائك لبعض الوقت، هذا يحدث لمعظم الناس المنتجين.إذا شعرت بأنَّك غير منتج؛ فاغتنم الفرصة بالنوم، وتناول المثلجات، وحاول الاسترخاء، ولا تذهب إلى النادي الرياضي، ثم ستعود تلقائياً إلى روتينك المنتج؛ لأنَّ انعدام الإنتاجية لوقت طويل سيئ جداً.
- إعادة إحياء الماضي لتعود إلى المسار الصحيح
عندما تحيد عن المسار الصحيح، فإنَّ الوقت يكون مناسباً للعودة بالزمن إلى الوراء وتأمُّل الماضي واستحضار إحدى لحظات حالتك العقلية الممتازة حينما كان كلُّ شيء بخير؛ لذا حاول أن تكون دقيقاً، تأمَّل ماضيك وحاول تذكُّر أمر مماثل؛ فقد يكون يوم ولادة طفلك، أو تخرجك في الجامعة، أو عندما حصلت على علاوة، أو سيارة جديدة، أو تقدمت للزواج، وغيرها، وبعدها عليك أن تتخيل تلك اللحظة بعمق وتستحضرها بتفاصيل واضحة في عقلك، وتحاول أن تكون دقيقاً قدر الإمكان في تصوّر رائحة عطرك ولباسك ووضعية جسدك حينذاك بتكرار الأمر مرات عديدة يومياً، ستشعر بأنَّك بخير وقوي من جديد، وتنتقل من دون سابق إنذار من الحزن إلى السعادة ومن الضعف إلى القوة.- أنشئ حدوداً صحية
تتطلب استعادة السيطرة على حياتك إعطاء الأولوية للأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك، والتخلص من الأشياء القليلة التي تضغط عليك فحسب، وللقيام بذلك بشكل فعَّال، يُوصَى بوضع حدود صحية حولك تساعدك على التركيز على الأمور المهمة في الحياة فحسب.- امنح نفسك الوقت
عندما لا تسير الأمور على نحو جيد، وتغمرك المشاعر السلبية، تبدأ سريعاً بلوم نفسك على كل شيء، ونتيجة لذلك؛ قد تشعر أيضاً بالضغط بسبب إلحاحك على العودة إلى المسار الصحيح مباشرة.لذا، عليك أن تمنح نفسك الوقت، حيث يُبنَى الروتين الصحي من خلال الثبات والصبر وإعادة التقييم المستمر، وتعلم كيفية القيام بالأمور بصورة مختلفة؛ ونظراً إلى أنَّ هذه العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، ينبغي عليك أن تكون لطيفاً مع نفسك.
- التركيز على الجهد بدلاً من النتائج
"قد لا تسير الأمور دائماً في مصلحتك، ولكن يجب ألا تتوانى عن بذل جهدك طوال الوقت"، ربما يزداد وزنك، أو تخسر المال، أو لا تحقق النتائج المرجوة في العمل، ومع ذلك عليك ألا تنسى أنَّك ستجد المسار الصحيح مجدداً، وهذا يتطلب التركيز على الجهد؛ لأنَّه الطريقة الوحيدة لاستعادة حياتنا المثالية، ثم تأتي النتائج تلقائياً.- تنظيم أيامك بدقة
إنَّ السؤال الوحيد الذي يجب ألا تطرحه على نفسك أبداً هو: "ماذا أفعل بعد ذلك؟"، فعندما تخطط وتنظم أيامك، فإنَّك تعرف ما ينبغي فعله، وهذا أمر بسيط جداً: 1. انظر في أهدافك، وإذا لم يكن لديك أهداف؛ قم بوضعها.2. فكِّر في الأنشطة اليومية التي عليك ممارستها لتحقيق هذه الأهداف.
3. أدرج هذه النشاطات في التقويم.
4. حدِّد الوقت المخصص للعائلة والأصدقاء والاسترخاء والقراءة وغيرها من الأنشطة.