تساعد الهدايا فى التقريب بين القلوب وإسعاد المحبين، ليس لقيمتها المادية ولكن لمعناها وفكرتها التى تعنى أننا نفكر بالطرف الآخر، وإذا كانت العلاقة طويلة المسافة بين حبيبين تفصلهما عشرات الكيلومترات وربما الآلاف منها، تصبح الهدايا ضرورية للغاية فى تذكير الحبيب "البعيد عن العين" بنا طوال الوقت كى لا نصبح "بعيدين عن القلب". حتى وإن كنت تعرفين حبيبك أو خطيبك بشكل كبير، وتعرفين جميع طباعه واهتمامته، فإن اختيار هدية قد لا يكون بتلك السهولة، فقد تشترين له هدية لكنها موجودة لديه مسبقاً أو تكون مجرد قطعة تقليدية ليست مثيرة للاهتمام. تقول الدكتورة دينا حسن خبيرة التنمية البشرية: الهدايا ليس لها علاقة بمهنة مقدم الهدية ولكن الهدايا المميزة للحبيب أو المتلقي هو الأساس سواء كان رياضياً أو عاشقاً للتكنولوجيا أو طاهياً منزلياً أو أياً كان. وحتى إن كان يمتلك كل شيء بالفعل، إلا أنك ستجد الهدية المناسبة له بكل تأكيد، لمساعدتك على انتقائها فعليك أن تعلم بعض الإشارات التي قد تصدر منه خلال حياته اليومية، بالتأكيد ستلاحظ بعض الأشياء المحببة لديه، فالهدية في الحقيقة لا تقدر بثمنها وإنما بمقدار إعجاب المتلقي بها، فإن كان المهدى إليه على سبيل المثال لا يحب سوى ارتداء الألوان الداكنة، فإن إهداءه ملابس فاتحة اللون أمر قد لا يعجبه وربما يثير غيظه، لذا فإن الأمر لا يكمن في مقدار النقود المدفوعة وإنما في ملاءمة الهدية وإن كانت عملية وتوافق ميوله.
الهدية يجب أن تكون شخصية
وترى دينا، من أجل اختيار هدية مميزة يجب جعلها شخصية قدر الإمكان. حاول أن تراقب نشاط من تريد إهداءه، خاصة إن كان غير مقرب منك، ومعرفة إن كان يحب ممارسة الرياضة أو قراءة الكتب أو ممارسة هواية معينة، وكذلك إن كان يحتاج غرضاً ما وينوي شراءه، وإن لم تستطع فيمكنك دائماً سؤال المقربين منه عما يحبه ويعجبه.
أما إن كان مقرباً منك، فحاول أن تستمع لما يقول بين السطور، فإن كانت زوجتك تشكو من ساعة يدها المكسورة، أو صديقك المتحمس لصدور نسخة جديدة من لعبة الفيديو المفضلة، إذن فشراء ساعة يد جديدة أو الإصدار الأحدث من اللعبة يعد هدية مثالية. لا يجب أن يكون كل شيء مفاجأة، ففي عالم اليوم أصبحت كل الأغراض باهظة، ومن الأفضل أحياناً أن تكون الهدية عملية ومفيدة. لذا، إن لم تستطع التوصل إلى هدية مناسبة بمفردك، اسأل صاحب المناسبة عما يريده، وإن أخبرك بما يريده فلا تحاول تغيير ما اختاره بنفسه وشراء غرض آخر باعتباره أغلى أو أفضل، فهو أعلم بما يريد.
ليس من الضروري أن تكون الهدية غرضا يمكن الإمساك به أو استعماله، بل من الممكن أن تكون دعوة لجلسة استرخاء ومساج، أو تذكرة لحضور حفل موسيقي لفرقته المفضلة أو مطربه المحبوب، كذلك من الممكن أن يكون دفع اشتراك باقة في قنواته المفضلة أو منصته الرقمية لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، أو دفع اشتراك الصالة الرياضية إن كان الشخص يحب ذلك.
العامل الحاسم أن تكون رغبة تم تحقيقها
وتقول الدكتورة دينا: إن العامل الحاسم بالنسبة لكل الهدايا هو ألا تبدو للمتلقي وكأنها قدمت إليه بناء على طلب منه بل هي رغبة تم تحقيقها وليست نوعاً من تعويض أو اعتذار”. وغالبا ما تشير الهدية إلى الشريك بأنه قد تم تخصيص وقت واهتمام كثير من أجل الحصول عليها.
ومن الممكن التأكيد على هذا الجانب بتقديم هدايا من صنع شخصي أو بشراء تذكرتين لحضور حفل موسيقي أو أي نشاط مماثل.