اتخاذ القرارات في أبسط تعريفاته هو عملية الاختيار الناجح بين أمرين، فهو المقدرة على الاختيار بين حلّين أو أكثر لمشكلة معيّنة، حيث يعتمد اتخاذ القرار على أحد العاملين التاليين أو كليهما: الحدس: وهو الرجوع إلى المشاعر الغريزية عند اتخاذ قرار معيّن، قد يصفه البعض بالحاسة السادسة، وربما يتخيّلونه كقدرة خارقة، إلا أنّ الحدس يأتي في واقع الأمر من مزيج من خبرات سابقة وقيم شخصية يمتلكها الفرد.
المنطق: وهو استخدام الأرقام والحقائق المتوافرة حول مشكلة أو قضية معيّنة لاتخاذ القرار المناسب لحلّها. قد تتساءل هنا: أيّ هذه الأسس أفضل عند اتخاذ القرارات؟ والجواب ببساطة هو الاثنان معاً.
يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لـ"سيدتي": قد تحتاج في حياتك اليومية إلى مهارة اتخاذ القرار الصحيح في العديد من الأمور، سواء المتعلقة بحياتك الشخصية أو حياتك العملية.لذا، أنت لا تريد ترك الأمور للصدفة، بل تسعى إلى امتلاك منهجية محددة، تمكنك من اتخاذ القرار الصحيح والمناسب لك.
خطوات اتخاذ القرارات الصحيحة
- توضيح طبيعة المشكلة:
يجب توضيح طبيعة المشكلة قبل البدء باتخاذ الإجراءات، ومن الأمور التي يجب معرفتها لفهم المشكلة؛ الغرض من القرار، وما هي النتيجة المتوقعة؟ وما هي الأولويات الرئيسية؟ مثل: الجودة، والوقت، والمال، وإذا كان الحل السريع سيجدي نفعاً، أو ستكون بحاجةٍ إلى استثمار الوقت والمال للحصول على الأمور.
- جمع البيانات وتلخيصها:
يحتاج الشخص قبل اتخاذ القرار، إلى جمع البيانات ومقارنتها، وتنظيم المعلومات التي تستخدم لاتخاذ القرار، وتحليل جميع العوامل المهمة التي تنطوي عليها المشكلة وتقييمها، وتسليط الضوء على أيّ عوامل حاسمة يعتمد عليها نجاح القرار.
- إيجاد حلول بديلة للمشكلة:
يجب كتابة قائمةٍ بجميع دورات العمل التي يمكن أن تخطر على البال، ومراعاة ألا تكون القائمة محدودة، فعملية كتابتها دون تقييمها، يساعد الشخص للتفكير خارج الصندوق، والعصف الذهني، وعدم إلقاء نظرةٍ على الخيارات الواضحة، والمجربة والتي تمّ اختبارها من قبل، وعدم الخوف من التحدي.
- كتابة قائمة بأفضل الخيارات:
كتابة قائمة قصيرة بأفضل الخيارات؛ لأنّ القائمة الطويلة تسبب الإرباك، والعمل على إزالة أيّ خيارٍ ضعيف، والمفارقة بين الحلول العملية وغير العملية.
- اتخاذ القرار:
تحديد مزايا وعيوب كلّ من الخيارات الموجودة في القائمة، عن طريق التعرف إلى أيّ تناقضاتٍ للمنطق، وتقييم كلّ خيار، واختيار الحل أو الخيار الأمثل لحل المشكلة.
- تنفيذ القرار وتقييم نجاحه:
تنفيذ القرار الذي تمّ اتخاذه، ومحاولة وضع خطة احتياطية وطارئة في حال عدم نجاح القرار الأول لحلّ المشكلة، ثمّ القيام بتقييم نجاح تنفيذ القرار، واستعراض أثر القرار على حلّ المشكلة وتعديل مسار العمل.