يوم 1 ماس (آذار)2023 سيكشف الرئيس الفرنسي إيمانيوال ماكرون عن اسم الشخصية المرموقة التي سيختارها لتتولى رئاسة معهد العالم العربي بباريس. واعتبارا لأهمية المنصب، فان رئيس الدولة الفرنسيّة هو الوحيد المُخوّل له اختيار الشخصية التي يراها مناسبة لهذه الوظيفة السّاميّة بإصدار مرسوم يتضمن قراره.
تنافس
وعلى مكتب الرئيس الفرنسي ـ وفق ما أفادت به جريدة لوموند ـ اسمان اثنان مرشحان متنافسان لهذا المنصب الهام ،أولهما Jack Lang جاك لانغ، وهو الذّي يرأس المعهد منذ 10سنوات، وقد اختاره الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عام 2013 ثم جدّد له الرئيس ايمانيول ماكرون لولاية جديدة عام 2017،وهو يطمح ويسعى للفوز بولاية رابعة
رسالة
و"جاك لانغ "شخصية شهيرة في فرنسا ، وسبق أن تولى عديد المناصب العليا من أهمها وزارة الثقافة الفرنسية في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران. وهو يؤكد اليوم ـ حسب نفس المصدر ـ " انه يرغب في الاستمرار في منصبه الحالي الذي قال أنه يعتبره"رسالة " وليست " وظيفة " علما وان ولايته تنتهي يوم 6 مارس2023. وقد أدلى بحديث مطول هذه الأيام لجريدة "الباريزيان" ضمن حملته الرامية الى سعيه للظفر بولاية رابعة. وتقول مجلة"الاكسبراس: الأسبوعية الفرنسية أن جاك لانغ يقصد كل صباح راجلا مقر المعهد مرورا بجسرين اثنين على نهر السين ليصل الى مكتبه في الطابق الثّامن المطل في مشهد بديع على باريس ،وهو يؤكد ، وقد بلغ 83 عاما بأنه يتمتع بكل حيويته وله مشاريع للمعهد يريد اتمامها وتطويرها.
جسر ثقافي
وهو يصف معهد العالم العربي بباريس في حديث له بجريدة "لابراس"اليومية التونسية الناطقة باللغة الفرنسية ب"انه مؤسسة لا مثيل ولا نظير لها في العالم وانه جسر ثقافي حقيق يساهم في التعريف بالعالم العربي في فرنسا واوروبا".
كتاب
وألف جاك لانغ عديد الكتب من بينها كتاب عنوانه:"اللّغة العربيّة:كنز لفرنسا"سلّط فيه الضّوء على المكانة المرموقة للغة الضاد باعتبارها لغة حضارة عريقة وعلوم وثقافة ومعرفة.
وزير خارجية فرنسا السابق
أما المرشح الثاني"لمنصب رئاسة المعهد للولاية المقبلة فهو جان إيف لودريان" Jean-Yves Le Drian ، (75 عاما) ،وهو أيضا شخصية مرموقة ،فهو وزير خارجية فرنسا السابق،وغادر الحكومة في مايو آيار 2022 اثر إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي ايمانيوال ماكرون لولاية ثانية. وسبق قبل ذلك أن تولى أيضا وزارة الدفاع وطاف طيلة 10 أعوام البلدان العربية كلها مرات متعددة وهو راغب اليوم في تولي منصب رئيس المعهد العربي بباريس.
تاريخ المعهد وإنجازاته
ومعهد العال" في الدائرة الخامسة في قلب باريس تأسّس عام 1980 أي منذ43 عاما ودشنه الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران عام 1987. وجاءت هذه المؤسسة الثقافية ثمرة تعاون بين فرنسا والدّول العربيّة لإبراز قيمة الحضارة العربيّة ومعارفها وفنونها وجماليّاتها، ،و يضم متحفا ثريا ومكتبة تعتبر الأكبر على الصعيد الأوروبي حول العالم العربي ومركزا لتعليم اللغة العربية ، وينظم العديد من الندوات الفكرية والعلمية حول العالم العربي والإسلامي، إلى جانب تقديم عروض مسرحية وأمسيات شعرية وموسيقية وعروض وتقديم كتب وعروض أفلام والقيام بمعارض كبرى وندوات وحلقات نقاش ويزور المعهد سنويا اكثر من مليوني شخص سنويا (احصائيات 2017) ـ وفق ما ذكره جاك لانغ وأوردته إذاعة "اوروبا1" الفرنسية.
السؤال
والسؤال الذي تلقيه هذه الايام اكبر الصحف الفرنسية مثل "لوموند" هو ": من سيكون الرئيس المقبل لمعهد العالم العربي بباريس:جاك لانع أم جان إيف لودريان؟ ولا أحد يعلم الجواب اليقين سوى الرئيس الفرنسي ايمانيوال ماكرون.