لمى بنت إبراهيم الشثري
لمى بنت إبراهيم الشثري

ترجمةُ الأفكار إلى أعمالٍ، تلامس المتلقي، عمليةٌ بسيطةٌ في مضمونها، لكنها معقَّدةٌ في تصميمها، فالمُنتَج النهائي لابدَّ أن يأسِر الاهتمام بتعبيره عمَّا يختلجُ في خيالات المبدعين، وأن يُقدَّم في الوقت نفسه بلغةٍ مفهومة، وينطبقُ ذلك على مختلف المخرجات والمنتجات في العلوم، والثقافة والفنون، والجوانب المتعددة لأساليب الحياة.

تجدون في العدد تغطيةً مميزةً لبطولة كأس السعودية 2023، التي تجلَّت فيها إبداعات العقول المضيئة، فجمع الحدثُ بين أصالة الخيل، التي نعتزُّ بها، وتاريخ الأزياء في مختلف المناطق السعودية، لتكتمل المعزوفة الثقافية بتناغمٍ، تجاوب معه الحضور الدولي بأجمل صورة.

وفي سياق الفعالية، أجرينا لقاءً متعمّقاً مع الفنانة البصرية الباكستانية سارة شاكيل، التي اشتُهرت من خلال بلورات الكريستال المنثورة على أعمالٍ، تجمع بين الفن الواقعي ونظيره الرقمي.

شاكيل شاركت في أغلى كؤوس الفروسية بعملٍ ضخمٍ لأحد أهم المناظر الطبيعية التي تعتزُّ بها المنطقة العربية بشكلٍ عام، والخليج خاصةً، إذ قدَّمت الصحراء بمفهومٍ مختلفٍ وفريدٍ عبر ملياراتٍ من بلورات الكريستال اللامعة في ترجمةٍ حقيقيةٍ لأفكارها البرَّاقة بمدِّ جسرٍ متلألئ بين المجتمع والمعرفة.

كذلك أجرينا حواراً ملهماً مع الشابة فريدة الحسيني، أوَّل مديرٍ
لـ "بينالي الفنون الإسلامية" في جدة، حيث تحدَّثت خلاله عن دوره المهم في إظهار تجربة المسلم في العبادة والروحانية، وتوثيق الـروابـط بين المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية أولاً، ثـم الـربـط بين الـحـضـارات والشعوب الإسلامية، وتأكيد أن الفنون الإسلامية تجمع بين القديم والمعاصر، ولا تزال حاضرةً بقوة في الأعمال الفنية من مختلف أنحاء العالم. وقد تمَّ ترجمة هذه الفكرة عبر "بينالي" استثنائي، جرى التحضير له لمدة عامين كاملين.

أفردنا لكم أيضاً صفحاتٍ عن منتدى الابتكار الاجتماعي، الذي أقيم في الرياض تحت عنوان "جيل الإلهام"، وضمَّ جلساتٍ حوارية، جمعت العقول المضيئة لمناقشة مسارات الابتكار، وما يتعلَّق بها من تحدياتٍ وفرصٍ لبناء بيئةٍ مجتمعية، هدفها تنمية الاستدامة، وتعزيز الإنسانية، وتطوير حسِّ المبادرة لإيجاد الحلول.