أعلنت السلطات المصرية، أمس الخميس 2 مارس، أن العلماء اكتشفوا ممرًا خفيًا داخل الهرم الأكبر في مصر، في إطار مشروع بحثي دولي مدته سبع سنوات، يأتي المشروع بالتعاون بين الجامعات الكبرى في فرنسا وألمانيا وكندا واليابان ومجموعة من الخبراء المصريين.
• كشف أثري هام بالهرم الأكبر
حسب الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار المصرية عبر موقع الفيسبوك، فقد استطاعت بعثة أثرية مشتركة اكتشاف ممر جملوني بالواجهة الشمالية لهرم الملك خوفو، الهرم الأكبر ، يبلغ طوله 9 أمتار وعرضه أكثر من مترين، يُعتقد أنه "يمكن أن يحمي حجرة الدفن الفعلية".
وقد صرح وزير السياحة والآثار المصري، أحمد عيسى عبر مؤتمر صحفي عُقد في الموقع الأثري بالجيزة أمام الهرم الأكبر، أنه تم العثور على "ممر جملوني بسقف مثلثي على الوجه الشمالي لهرم الملك الأكبر. خوفو ".
وأعرب الوزير المصري عن سعادته بالكشف الأثري الهام في أهرامات الجيزة والتي جذبت أنظار العالم على مدار آلاف السنين ولا تزال محط أنظاره حتى أصبحت عنصراً مُميزاً وأساسياً للصورة الذهنية عند الحديث عن مصر أو عن السياحة بها، مشيراً إلى أن أهرامات الجيزة تعتبر من أهم وأبرز الآثار في العالم، وزيارتها كانت ولا تظل حُلم مئات الملايين حول العالم.
وأكد على حرص الدولة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار على الاهتمام والحفاظ على آثار مصر بمختلف عصورها التاريخية والحفاظ على تراثها الحضاري الكبير ودراسته والكشف عن أسراره وخفاياه وغموضه من خلال استمرار العمل والبحث العلمي باستخدام الأساليب التكنولوجية المتطورة والآمنة للكشف عن أسرار الحضارة المصرية العريقة.
وتحدث الوزير عن نتائج مشروع استكشاف الأهرامات "ScanPyramids" والذي يعتبر مشروعاً بحثياً هاماً اِستُخدمت فيه التكنولوجيا العلمية المُتطورة بالتعاون بين أكبر الجامعات الدولية بالعالم، وإذا كان هذا الاكتشاف يميط اللثام عن بعض من الغموض لأهرامات مصر الشهيرة فهذا اكتشاف لهرم جديد في مصر بداخله مفاجأة
• مشروع بحثي أثري بالتعاون بين جامعات عالمية كبرى
حسب موقع sciencealert.com، يُعد الاكتشاف جزءًا من مشروع Scan Pyramids، الذي تم إطلاقه في عام 2015 بالتعاون بين عدد من الجامعات الكبرى في فرنسا وألمانيا وكندا واليابان ومجموعة من الخبراء المصريين، ويرأس اللجنة المشرفة على المشروع عالم الآثار المصري د. زاهي حواس، وزير الآثار المصري السابق، حيث يتم استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتصوير الأجزاء المخفية من داخل الهرم الأكبر دون الحاجة إلى حفره.
وكان القائمون على مشروع ScanPyramids، في عام 2017، قد أعلنوا عن اكتشاف تجويف بحجم طائرة الركاب، وهو أول هيكل رئيسي يتم العثور عليه في الهرم الأكبر منذ القرن التاسع عشر.
• تكنولوجيا فائقة لحماية الأثر
حسب الموقع السابقsciencealert.com، فالتكنولوجيا المستخدمة كانت للنظر في نفق عمره 4500 عام، وهي عبارة عن مزيج من التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء والتصوير الشعاعي بالميون وإعادة البناء ثلاثي الأبعاد - وكلها (بحسب الباحثين) تقنيات غير جراحية وغير مدمرة للأثر، حيث استخدم الباحثون كاميرا عالية الدقة ما مكنهم من مشاهدة الممر والذي يبلغ طوله ما يزيد عن 9 أمتار، وقد تم التوصل لهذا الممر من خلال ادخال جهاز تليسكوب صغير جدا بالكاميرا عند أحد الفتحات الموجودة عن مدخل الهرم الأكبر (الممر) والذي يأخذ الشكل الجملوني، حيث يعتقد العلماء أن الممر يعمل على تخفيف الضغط والوزن عن أية هياكل تقع أدناه حتى حوالي ٧ متر، وأن كتل الجمالون التي تشكل سقف الممر توزع الوزن فوق الممر لأسفل وإلى الجانبين بعيداً عنه.
وقد وضع العلماء هذا الاستنتاج نتيجة وجود العديد من الأمثال المشابهة لمثل هذه الممرات، ومنها تلك الموجودة بهرم ميدوم، وغرفة الدفن للملك خوفو والذي يوجد فوقها ٥ غرف لتخفيف ضغط الأحمال، وفي ظل هذا الاستنتاج يرى د. زاهي حواس رئيس اللجنة المشرفة على المشروع أن "هناك احتمالا كبيرًا أن يكون النفق يحمي شيئا هامًا" حيث يرى أن الممر يحمي حجرة الدفن الفعلية للملك خوفو".
يذكر أن هرم خوفو هو أكبر الاهرامات المصرية الشهيرة بمنطقة الجيزة، ويبلغ ارتفاعه 146 متراً، وهو الهيكل الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع القديمة، وقد تم بناؤه منذ حوالي 4500 عام، وله ثلاث غرف معروفة، ومثل الاهرامات الأخرى في مصر كان من المفترض أن يكون قبر فرعون، وإذا كانت الاهرامات قد بُنيت من آلاف السنين يمكنك التعرف على أول مدينة في العالم.. أقدم من الأهرامات
