لطالما تغنى الشعراء بالمرأة وتفننوا في وصفها، وتغزلوا بأوصافها، وتغنوا بمآثرها وأبدعوا في الوصف، خاصة الشعراء العرب منذ العصر الجاهلي وحتى الآن والذين لم يترددوا ولو للحظه واحدة في الحديث عن المرأة في مجالسهم وقصائدهم ومعلقاتهم وأشعارهم، فالمرأة كانت المحور واللبنة والهدف والأساس والركيزة لمجتمعاتهم الأدبية ولنصوصهم الشعرية وصياغاتهم الفنية. سيدتي التقت بالشاعر محمود علم الدين عضو اتحاد الكتاب في حديث حول أجمل ما قاله الشعراء عن المرأة.
يقول علم الدين لسيدتي: لا يوجد شاعر لم يتحدث عن المرأة، سواء أكان من القدماء أو من المحدثين والمعاصرين، الكل يدرك قيمة المرأة وقوتها وقدرتها ومقدار احتياج المجتمع لها حيث أن كافة الشعراء نظموا فيما نظموا، ووضعوا فيما وضعوا، ووصفوا وأشعروا ونثروا احتراما ووفاءاك وتقديرًا للمرأة في جميع حالاتها وأحوالها، وهذه قبس من قصائد نظمها الشعراء حبًا وتقديرًا وتغزلًا بالمرأة
- عنترة بن شداد عاشق محب للمرأة
بسبب الأثر النفسي الذي تركته حبيبته عبلة، انعكس ذلك على شعره، وكان أحد أهم الشعراء في "الغزل العذري"، حيث المعاناة من الحب والعفة التجرد.
إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي
طفا بردها حرَّ الصبابة والوجدِ
وذكرني قوماً حفظتُ عهودهمْ
فما عرفوا قدري ولا حفظوا عهدي
ولولاَ فتاة ٌ في الخيامِ مُقيمَة
لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعد
مُهفْهَفة والسِّحرُ من لَحظاتها
إذا كلمتْ ميتاً يقوم منْ اللحدِ
أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها
قولُ إِذا اِسوَدَّ الدُجى فَاِطلِعي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اِسفِري
- دور مدهش للمرأة في قصائد المتنبي
لطالما عمد المتني للصورة الحسية لتميثل المرأة حيث أبدع في طرح غزلياته متفننا في جمال المرأة وشكلها ووصفها وتكوينها، ومنها:
هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت بَيتًا مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
مَظلومَةُ القَدِّ في تَشبيهِهِ غُصُنًا مَظلومَةُ الريقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبا
يضاءُ تُطمِعُ فيما تَحتَ حُلَّتِها وَعَزَّ. أيضاً ذَلِكَ مَطلوبًا إِذا طُلِبا
أَنَّها الشَمسُ يُعيِي كَفَّ قابِضِهِ شُعاعُها وَيَراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا
مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا.
كذلك فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت كَالمُغيثِ يُرى لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا اِنتَسَبا
جاءَت بِأَشجَعَ مَن يُسمى وَأَسمَحَ مَن أَعطى وَأَبلَغَ مَن أَكَتَبا
لَو حَلَّ خاطِرُهُ في مُقعَدٍ لَمَشى أَو جاهِلٍ لَصَحا أَو أَخرَسٍ خَطَبا
إِذا بَدا حَجَبَت عَينَيكَ هَيبَتُهُ وَلَيسَ يَحجُبُهُ سِترٌ إِذا اِحتَجَبا
بَياضُ وَجهٍ يُريكَ الشَمسَ حالِكَةً وَدُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُرَّ مَخشَلَبا
- ومما قاله جرير في وصف المرأة
وجرير ابن تميم من أشهر الشعراء العرب في فن الهجاء وكان بارعًا في المدح أيضًا. كان جرير أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة. وعاش عمره كله يناضل الشعراء بزمانه ويساجلهم ، وكان هجاءاً مرّاً ، فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل.، وكان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا
يا رُبُّ غابِطِنا لَو كانَ يَطلُبُكُم
لاقى مُباعَدَةً مِنكُم وَحِرمانا
أَرَينَهُ المَوتَ حَتّى لا حَياةَ بِهِ
قَد كُنَّ دِنَّكَ قَبلَ اليَومِ أَديانا
طارَ الفُؤادُ مَعَ الخَودِ الَّتي طَرَقَت
في النَومِ طَيِّبَةَ الأَعطافِ مِبدانا
ونحو مزيد من الاستمتاع ببلاغة اللغة العربية وجزالتها فهذه أجمل قصائد عن المرأة في اليوم العالمي للمرأة
قيس بن الملوح مجنون مفتون بالمرأة
قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى هو من المتيمين بالمرأة، لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينظم الأشعار، ويرص الأبيات، ويأنس وحوش البرية، ومن أبدع ما قال:
وَقالَ نِساءٌ لَسنَ لي بِنَواصِحِن
لِيَعلَمنَ ما أُخفي وَيَعلَمنَ ما أُبدي
أَأَحبَبتُ لَيلى جِهدَ حُبِّكِ كُلَّهُ
لِعَمرِ أَبي لَيلى وَزِدتَ عَلى الجَهدِ
عَلى ذاكَ ما يَمحو لِيَ الذَنبَ عِندَها
وَتَمحو دَواعي حُبِّها ذَنبَها عِندي
أَلا إِنَّ قُربَ الدارِ لَيسَ بِنافِعٍ
وَقَلبُ الَّذي تَهواهُ مِنكَ عَلى البُعدِ.
النابغة الذبياني وأجمل ما كتب بالغزل:
هو أحد أهم شعراء المعلقات وبلغ مكانة كبيرة كشاعر في عصره ، ويعد شعره بغزل المرأة من أروع ما كُتب فيه.
بَیِضاءُ کالشّمْسِ وافَتْ یَومَ أسْعَدها
لَمْ تُؤذِ أهلاً ولم تُفحش علی جار
أقولُ وَالنّجْمُ قَدْ مَالَتْ أواخِرُهُ
إلی المَغیبِ تُبیتُ نظرة حارِ
أَلَمْحَةٌ مِنْ سَنا بَرْقٍ رَأی بَصَري
أمْ وَجْهُ نعمٍ بَدا لِي، أمْ سَنَا ناَرِ؟
أَلَمْحَةٌ مِنْ سَنا بَرْقٍ رَأی بَصَري
أمْ وَجْهُ نعمٍ بَدا لِي، أمْ سَنَا ناَرِ؟
بَلْ وَجُهُ نُعمٍ بَدا، وَالَّلیْلُ مُعْتَکرٌ
فَلاحَ مِنْ بَیْنِ أَثْوابٍ وَأَسْتارِ
وإذا كان هذا ما قاله أهم الشعراء العرب القدامى عن المرأة، فهذا نزار قباني شاعر المرأة بامتياز فى العصر الحديث ماذا قال عن النساء