في سياق مساهماته المستمرة لتعزيز التفاعل والحوار الإبداعي والثقافي بين المملكة ودول المنطقة، وتسليط الضوء على قيمة الفن السعودي والعربي، يواصل معهد مسك للفنون رحلته في توثيق الإبداع المحلي والإقليمي من خلال إصدارات مكتبة الفن التابعة له، حيث أطلقت المكتبة إصدارين جديدين، يعدان التاسع والعاشر في سلسلة إصداراتها ويسلطان الضوء على أعمال مختارة من الحياة المهنية للفنانة السعودية منال الضويان والفنان الإماراتي الراحل حسن شريف من خلال نصوص كتبها كتّاب ونُقاد وقيمين فنيين محلّيين ودوليّين باللغتين العربية والإنجليزية.
يحمل كتاب الفنانة (منال الضويان: أداءات تشاركية) بين طيّاتهِ مجموعة من الأعمال التي تُجسِّد مواضيع النسيان والأرشيف والذاكرة الجماعية، كما يَعبُر كتاب الفنان المفاهيمي الرائد حسن شريف:"منسوج"، ثنايا أعماله الفنية التي تجمع بين تقنيات الأداء والرسومات واللوحات والنسيج.
ويصاحب الإطلاق معرض لأعمال الفنانة منال الضويان وآخر لأعمال الفنان حسن شريف في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون احتفاءٍ بإطلاق الكتب، ليمثل مساحة تمنح الزوار تجربة حية بين أعمال الفنانين التي ناقشتها الكتب وتستمر حتى 15 يونيو 2023، كما يصاحب المعرضين برامج ثرية تتنوع بين الحوارات الفنية وتوقيع الكتب مع المتحدثين الرئيسين المشاركين في كتابة أحدث إصدارات مكتبة الفن.
تثبيت للحركة الفنية السعودية
وعن الأعمال المعروضة في المعرض أوضحت: "الصور المعروضة في المعرض عمرها تقريبا 20 سنة وكان وقتها هناك حوار كبير في السعودية عن المرأة والعمل وهذا العمل الفني كان نوع من أنواع التعبير، وفي الواقع نجد أن المرأة السعودية شخصية قيادية وناجحة في كافه المجالات وداخل البلد وخارجها، والآن المرأة نالت حقوقها وهناك دعم مستمر لها ونحن ننظر الى المستقبل وأنا أفتخر أن أعمالي هذه باتت قديمة."
وتابعت: "المعرض يتحدث عن رحلتي الفنية على مدار العشرين سنة الماضية وعن الأعمال الفنية المعاصرة التي قدمتها بالتعاون مع المجتمع السعودي وكذلك خارج المملكة فعندنا أعمال مثل على حافة الهامش وهو عمل تعاونت فيه مع حرفيات سعوديات مبدعات في حرفة السدو وهناك عمل بعنوان "اسمي" وهو عمل بدأ في الشرقية وانتقل الى الرياض وجدة وشاركت فيه تقريبا 300 امرأة نناقش فيه ذكر اسم المرأة في المساحات العامة وهناك عدة أعمال أخرى."
وتحدثت عن أهمية التدوين والأرشيف قائلة: "هما أساس العلم والبحث وتطوير الفكر حول مختلف المواضيع، وبالنسبة لي كفنانة من المهم أن يكون هناك كتاب يمكن للباحث الأكاديمي والفنان المبتدئ والفنان المقتدر أن يصل إليه ويكون بمثابة نوع من المساحة التي يبحث فيها الشخص ويفهم الأعمال الفنية كذلك الكتاب يعتبر بالنسبة للفنان المدونة الأساسية لأفكاره حتى لا يحدث أي تحريف لفكرة الفنان الأصلية المرتبطة بالعمل."
وعبرت عن سعادتها بأن تعرض أعمال الفنان حسن شريف بالتوازي مع معرضها وأكدت: "حسن شريف التقيت به عندما انتقلت الى الإمارات في بداية مشواري كفنانة وهو كفنان كان يعتبر كأب لجميع الفنانين الشباب والشابات الموجودين في الإمارات، ترك أثرًا كبيرًا كفنان، لذلك عندما طلب مني مسك أن أختار فنانًا عربيًا يكون موازيًا لي في معرض مكتبة الفن اخترت الفنان حسن شريف وكان مهمًا جدًا أن تأتي أعمال حسن شريف الى الرياض وبالأخص ضمن حركتنا الفنية القوية حاليًا."
تسجيل تاريخنا الخاص
بهذه المناسبة أيضًا، تحدثت "سيدتي" إلى منى خزندار محررة الكتب والمسؤولة عن الأصول والمراكز الثقافية في وزارة الثقافة، التي قالت: "مكتبة الفن هي سلسلة من الكتب الفنية التي توثق تاريخ الفن التشكيلي السعودي والعربي وتقوم دائمًا باختيار فنانين معًا، أحدهما سعودي والآخر عربي، يتمايزان بالأعمال ولكن يكون هناك ما يجمعهما كالأعمال التركيبية أول فن الخط العربي أو غيرها."
وأضافت: "مبادرة سلسة مكتبة الفن هي الأولى من نوعها في المملكة تهتم بتدوين الفنانين المعاصرين، فعمل الفنان هو شكل من أشكال توثيق عصرنا، وهو بدوره سجل تاريخي، ومع نشر هذه السلسلة نأمل إلهام وتثقيف الجمهور حول الفن العربي في جميع أنحاء العالم".
وتابعت: "بدأنا بجيل أكبر بالسن وهو جيل الفنان النحات الراحل آدم حنين والفنان عبد الرحمن سليمان وبعد ذلك قدمنا كتابين حول الحرف أو الخط العربي لرافع الناصري رحمه الله وللفنانة السعودية لولوة الحمود واليوم نحتفي بمنال الضويان وأعمالها التي هي عبارة عن أعمال سردية تشاركية تسرد المجتمع وتقوم على حوار بين كافة أطياف المجتمع وبين الأجيال وأعمال الفنان الراحل حسن شريف تتحدث عن النسيج وعن نظرته الخاصة للأمور."
التواصل مع الثقافات الأخرى
وأضاف: "معلوماتنا عنه كفنان كانت ضعيفة ومن الجيد أن مسك تمكنت من توثيق هذه الأعمال وتقديمها للناس، فتوثيق الأعمال الفنية سيصبح كتوثيق للتاريخ وهذا مهم جدًا للأجيال المقبلة بإذن الله. أنا منذ تخرجي وأنا أبحث عن الفنانين وعن الأعمال الفنية ولم يكن هناك مراجع الآن بات هناك مرجع وهو عن طريق مسك."
وتابع: "بالنسبة لمنال الضويان فأنا متابع لأعمالها منذ البداية كنت في البداية أرى أنها بعيدة قليلًا عن التواصل لكنها مع الزمن باتت تتواصل مع الناس أكثر وبدنا نعرف من هي الفنانة منال الضويان كإنسانة وهي شخصية معطاءة جدًا،كانت لديها رسالة من خلال هذا العمل مفادها أنه في البداية كانت كل شيء محدودًا أما الآن أزيلت العوائق والحدود فيما بيننا أي من الانغلاق الى السلام، وانا متحمس جدًا لأقتني الكتاب الخاص بها والكتاب الخاص بالفنان حسن شريف."
إيصال رسالة الفنانين العرب للعالم
يذكر أنه سيتبع المعرضان أول احتفاء إقليمي بإطلاق الكتب في 3 مارس ضمن فعاليات آرت دبي بالإمارات العربية المتحدة حيث عاش حسن شريف، وحيث بدأت منال الضويان حياتها المهنية.
يلي ذلك أول احتفاء دولي لمكتبة الفن في مقر منشورات ريزولي الدولية في ميلان بإيطاليا، ليكون خطوة تعكس أهمية هذه السلسلة على مستوى العالم، من خلال تسليطها للضوء على الفنانين السعوديين والعرب.
اقرأوا المزيد: الفنانة السعودية منال الضويان تصل العالمية بلوحاتها الفريدة