تعرفت السيدتان اللبنانيتان، ليلاس حرب وفرح خطاب، إلى بعضهما منذ 25 سنة، عن طريق أولادهما الذين كانوا في المدرسة نفسها، من وقتها أصبحتا أعزّ صديقتين، ثم قررتا الظهور على السوشيال ميديا، ومشاركة مطبخهما لمتابعيهما على إنستغرام، واتفقتا أن يتم التصوير في بيت إحداهما، ليقوم به أحد الأبناء، أو الضيف الذي تمت دعوته ليتعشى أو يتغدى في بيت إحداهما، أو يتم التصوير من قبل واحدة للأخرى. جذبتنا رائحة الطعام البيروتي إلى مطبخ ليلاس وفرح، لنتعرف إليه عن قرب.
يمكنك إعادة تدوير يخنة اليوم السابق إلى شوربة، وتعديل بهاراتها
على الرغم من أن فكرة مشاركة الآخرين تأخذ وقتاً، لكن حب وشغف الطبخ، مكنهما من جمع العائلتين، تعلّق فرح: «في النهاية نحن ربتا منزل تحضران الطعام لأولادهما.. نطبخ ونصور ونطعم عائلتينا من حولنا، وهذا ما يبعث السعادة في البيتين».
ليس هنالك مطعم لثقافة معينة تتبع الطاهيتان وصفاته، فأي طبق من أي مطبخ يعجبهما نعيد تجريبه، وعندنا نفس نزيده على الوصفة، نضع بصمتنا عليها بشكل مليء بالحب.
تعلّق ليلاس: «إجمالاً نشتري كل المواد الأولية من الأسواق؛ لأن تركيزنا الأكبر على الخروج بأفكار جديدة وابتكارات لافتة لوصفاتنا، وتحضير المواد في البيت يأخذ وقتاً نحن أحوج إليه».
تعودت الصديقتان عندما تطبخان أن تعطيا موافقتهما على جودة الطبق قبل أن تقدماه لأي ضيف، لكن في بعض المرات، قد تفشلان في إعداد الطبق لأسباب كثيرة، تتابع ليلاس: «مرة قررنا عمل وصفة كبة الأرز، وفشلت فشلاً ذريعاً معنا، ولم نحب تقديمها لأي ضيف؛ لأننا نفسينا لم نحبها، لم نرمها طبعاً أكلتها كما يقولون كالشاطرين أنا وفرح».
تابعي المزيد: الشيف سهام بورهان الأزرق: أكبر مشاكل الجيل الجديد تناوله للطعام خارج المنزل
زبدة وزيت زيتون
ليلاس وفرح متفقتان على مقادير أي وصفة وطريقة تقديمها، وعندهما الذوق نفسه، هذا لأن ما يجمعهما محبة لا يمكن وصفها، كما ذكرتا، لكنهما لا تنكرا أنهما أحياناً تتجادلان لخلاف على المقادير، إلى أن تتوصلا إلى تحضير وصفة نموذجية، وعلى الرغم من أن خلافهما لا يذكر، تضيف ليلاس: «واحدة من الأشياء التي نتجادل عليها أنني أحب الثوم»!
قاطعتها فرح: «هي تحب الملح كثيراً، بينما مهمتي أن أردد أمامها «كفى يا ليلاس»، كما أنها تحب الزبدة، وأنا أحب استخدام زيت الزيتون، وأنا أفضل الكريمة الطازجة، وهي تفضل إضافة الحليب قليل الدسم، وأشياء من هذا القبيل».
أنشأت ربتا المنزل «غروب» من أصدقاء أولادهما في المدرسة، تقومان بدعوتهم بين الحين والآخر؛ حيث تعدان أكثر من وصفة من الوصفات التي وضعتاها على صفحتهما على إنستغرام؛ لأن أصدقاء المدرسة يعرفونها وينتظرون تجربتها، وفي أجواء من الصداقة والحميمية العائلية، يتم تقييم الأطباق المقدمة من قبل الطلاب.
فن تدوير الطعام
منذ فترة تحضر الصديقتان لوليمة خيرية ستنجزانها في رمضان، كما رمضان الماضي، وهما تحاولان إقامة هكذا ولائم على مدار السنة، آخذتان بعين الاعتبار الظروف الصعبة، التي يمر بها الناس، تعلّق فرح: «كل إنسان بحاجة إلى بذل جهد لمساعدة أكبر قدر من الأفراد».
كما أنهما اعتادتا على تدوير الطعام المتبقي لصنع وجبة جديدة، وبالتحديد اليخنات، تتابع فرح: «منذ أيام، كان عندي في الثلاجة يخنة البازلاء، خفقتها بالخلاط وأضفت بعض المنكهات، وشوربة الدجاج، فحصلت على طبق من الحساء، حتى أكلة المجدرة، لو بقيت لليوم الثاني أزيد لها القليل من الماء، وأخفقها في الخلاط وأضع عليها الكريمة الحامضة ومرقة الدجاج، فتتحول إلى طبق حساء لذيذ»، هنا قاطعتها ليلاس قائلة: «هل رأيتم كيف تعشق الكريم فريش.. أنا فقط أضيف مرقة الدجاج، وأعدل البهارات، أجد ذلك صحياً أكثر». لذلك تنصح الطاهيتان سيدات البيت عند تحضيرهن لأي طبق في وقت ضيق، أن يستعن بيخنة اليوم السابق، وتحويلها إلى شوربة، وتعديل بهاراتها.
تابعي المزيد: 3 طهاة آسيويون: يجمعنا عشق الأعشاب الطازجة
الفريكة بالسمك
بدأت ليلاس وفرح بعرض أطباقهما الرمضانية منذ الآن، مع أنهما تتفقان على أن مائدة رمضان هي للأكل التقليدي، لكن هذا لا يمنع من إضافة بعض الأطباق المبتكرة، خصوصاً في النصف الثاني من رمضان، تضيفان قائلتين: «نقترح تحضير فطائر السبانخ بخبز المرقوق، يمكن متابعتها على صفحتنا، وكذلك شوربة الكوسا التي لا تحضرها السيدات في بيوتهن إلا نادراً، وهناك طبق رقائق الباذنجان، وجميعها تصلح أطباقاً لذيذة في رمضان. أما الطبق الجديد في سنة 2023، فيمكن أن يكون الفريكة بالسمك بدل اللحم والدجاج، وقد أعددنا طبقاً شهياً جداً، نال إعجاب الآلاف من المشاهدين».
حب القراءة
تنتمي الصديقتان إلى الجيل الذي تربى على حب القراءة من الكتب، لكن في زمن السوشيال ميديا، لا تجدان أن إطلاق كتاب سيكون أمراً رائجاً في الأسواق، وتأسفان لأمر أن الجيل الجديد لا علاقة له بالمطبخ، وهو جيل السرعة والفاست فود، والأشياء السهلة والسريعة، هن لسن مستعدات لإعطاء المطبخ وقتهن، ولا يمتلكن نفساً وحباً للطبخ، هذا الجيل ليس عنده شغف، قاطعتها ليلاس: «نحن بالتأكيد لا نقصد الجميع، لكن الشريحة الأكبر، ونصيحتنا لهن أن يستمتعن بالطبخ، وهن يرين أطفالهن وأصدقاءهن يأكلون أطباقاً لذيذة ونظيفة وصحية من صنع بيتي»، وتنصحان الفتيات اللواتي يرغبن في إنشاء صفحة للطبخ على إنستغرام، قائلتين: «أولاً وثانياً وثالثاً، لا بد من توافر الحب والنفس، ليعشقن تذوق الأكل، ويمتلئن بالشغف، هذا يساعدهن أن يكون الطبخ أسهل ومليئاً بالمرح والمتعة، تعلق ليلاس: «لا بد أن تتوافر فيهن صفة الذوق والترتيب أيضاً».
تابعي المزيد: الشيف منال مسعود: طريقة التقديم توازي أهمية الطعم الطيب
كسكس على الطريقة المبتكرة
المقادير:
- 1/2 1 كيلوغرام صدر دجاج منزوع الجلد والعظم
- كوبان كبيران من الكسكس
- حبتان من الفليفلة الحمراء
- 5 حبات كوسا مقطعة إلى دوائر ومقلية
- حبتان من الباذنجان المقطع إلى مكعبات ومقلي
- حبة بطاطا كبيرة واحدة مقطعة إلى مكعبات ومقلية (ملاحظة: القلي بقلاية كهربائية هوائية من دون زيت)
- 3 فصوص من الثوم
- كوب واحد لوز مقشر ومقسم إلى لنصفين
- 1/2 كوب من البندورة المجففة
- ملعقة صغيرة واحدة من البابريكا + ملعقة صغيرة واحدة من بودرة التشيلي الحارة «حسب الرغبة» + ملعقة واحدة من الزنجبيل المبشور
- 3 ملاعق كبيرة من عصير الليمون
- 3/4 كوب صغير من زيت الزيتون
طريقة التحضير:
- نقطع الفليفلة إلى شرائح كبيرة، ونضعها في صينية مع اللوز والثوم، ونضيف القليل من الزيت، ثم نزج الصينية في الفرن على نار متوسطة حتى تحمر المكونات.
- نخرج الصينية من الفرن، ثم نسكب الفليفلة والثوم واللوز في الخلاط، ونضيف فوقها البندورة المجففة، والبابريكا، والتشيلي، وحامض الليمون، وزيت الزيتون، ونخفق حتى نحصل على خليط صلصة الكسكس.
- نتبل صدور الدجاج بالليمون، والبابريكا، والزيت، والثوم المدقوق، والزنجبيل لمدة ساعة، ونزجها في الفرن، لنحو 35 دقيقة، ونخرجها من الفرن ونقطعها إلى شرائح.
- نطبخ كوبي الكسكس على بخار الماء، بعد نقعهما بالزيت لمدة ساعة مع التقليب المستمر.
- نضع خليط صلصة الكسكس في طبق كبير للتقديم، ثم نضيف الكسكس، وطبقة من دوائر الكوسا المقلية، على الجوانب بينما نضع الباذنجان والبطاطا في المنتصف، وفوقها شرائح الدجاج، ونقدم الطبق.
تكفي لـ 7 أشخاص - مدة التحضير: ساعة كاملة
تابعي المزيد: الشيف البولندية آجا أوراز: وصفاتي تعكس شخصيتي
