تشير معلومات صحية إلى أن ألعاب الفيديو تؤثر على أهم مناطق في الدماغ، وهي ذاتها المناطق المسؤولة عن التعلم والدراسة، وهي: القشرة الجبهية Prefrontal cortex، الحصين Hippocampus، اللوزة Amygdala، وذلك بحسب خبراء.
واهتمت كثير من الدراسات والإحصائيات والحقائق بهذه الألعاب الإلكترونية، وتأثيراتها المباشرة على سلوك مستخدميها، وفهم آثارها المتفاوتة على فئة الشباب والأطفال والمراهقين، في ظل ما تشهده تلك الألعاب من إقبال كبير من خلال نظامها التفاعلي والتقنية المتطورة المستخدمة في تنفيذها وصناعتها.
تنمية الذكاء والتركيز
وتضاربت نتائج الدراسات فيما بينها من حيث تأثيرها على التركيز والقدرات العقلية لممارسيها، إذ أظهرت إحدى الدراسات أن الألعاب الإلكترونية تنمي الذكاء بعكس ما يشاع عنها بعملها على تقليل القدرات العقلية لدى الأفراد.
وقامت الدراسة التي أجريت بجامعة براون الأميركية، بإجراء اختبارات للقدرات العقلية لعدد من عاشقي الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى عدد من الأشخاص الذين لا يلعبونها بانتظام.
وقال أحد الباحثين القائمين على الدراسة ويدعى يوكا ساساكي، إنهم استخلصوا من الدراسة أن القدرات البصرية لدى عاشقي الألعاب الإلكترونية تكون أكثر كفاءة من غيرهم، مشيراً إلى أنه لاحظ تطور سلوك أحد محبي الألعاب الإلكترونية واستجابته السريعة في العزف على البيانو.
وأشار خبراء أن نتيجة الدراسة تدحض مزاعم بعض الناس أن ألعاب الفيديو مجرد مضيعة للوقت ولا تعود بالنفع على مستخدميها.
إدمان الألعاب
فيما أشارت دراسة أخرى إلى أن الإدمان على ألعاب الفيديو يؤثر على وظائف المخ ويفقد القدرة على التركيز.
ووجدت العالمة النفسية الأسترالية أوليفيا ميتكالف أدلة ملموسة على أن ممارسة الألعاب هو إدمان بالفعل.
ولإتمام بحثها، الذي أظهر أن اللاعبين المدمنين يعانون من عدم القدرة على التركيز على مهام أخرى، قامت ميتكالف بجمع متطوعين يمثلون مدمنين على ممارسة الألعاب، وآخرين يمارسون الألعاب بانتظام إلا أنهم ليسوا مدمنين، ومجموعة ضابطة من غير اللاعبين.
وأجرت اختباراً على هؤلاء لتحديد قدرتهم على الاستجابة لكلمات مرتبطة بالألعاب.
وقالت: "وجدنا أن مركز الانتباه فى مخ الشخص المفرط في ممارسة الألعاب يعطي أولوية قصوى لمعلومات خاصة بالألعاب.. وحتى إذا كان لا يرغب في التفكير في الألعاب، إلا أنه لايمكنه التوقف عن ذلك".
وأبانت أن هذه الظاهرة، المعروفة باسم تحيز الانتباه، هي أمر شائع بين مدمني الهيروين والتبغ والكحول والقمار، ويُعتقد أن هذه الظاهرة تعد عاملاً في تطوير حالة إدمان.
وتابعت "كل نوع من مواد أو سلوك الإدمان ينطوي على مخاطر فريدة مرتبطة به.. الجانب الفريد في ممارسة الألعاب بإفراط هو الكم الهائل من الوقت الذي يمكن أن يقضيه الإنسان في ممارسة ألعاب الفيديو".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قضاء وقت طويل للغاية في ممارسة ألعاب الفيديو يجعل الإنسان مدمناً، قالت ميتكالف: "لا .. غالبية لاعبي ألعاب الفيديو يستمتعون بممارسة اللعب دون أي عواقب، حتى إذا قضوا بعض الأيام يلعبون لفترات طويلة".
اضطراب الألعاب الإلكترونية
في منتصف العام 2018 م ، صنفت منظمة الصحة العالمية who، اضطراب الألعاب الإلكترونية في التصنيف الدولي للأمراض ICD-11، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية يُعرف اضطراب الألعاب الإلكترونية بأنه نمط لسلوك الألعاب الرقمية أو الفيديو التي تتميز بصعوبة التحكم في الوقت الذي يقضيه المصاب، كما أنه تعطي أولوية للألعاب على الأنشطة والمهام الأخرى".
تابعي المزيد: ما هي أفضل طريقة لإقناع الأطفال بخطورة الألعاب الإلكترونية؟
نصيحة الخبراء
ويرى خبراء أنه لا يمكن الجزم بأن الألعاب الإلكترونية جيدة أو سيئة تماماً للدماغ، ولكن كل هذا يتوقف على طول مُدة اللعب ونوع اللعبة التي يهتم بها الطفل وشخصيته أيضاً، حيث أن هناك عدد من المتغيرات الفردية لقياس تأثيرها على الدماغ، مؤكدين على أنه من الأفضل تقنين المحتوى والوقت بحيث لا يتعارض مع التحصيل الدراسي للطفل وألا يُسلب منه دافع اللعب والترفيه، والسعي إلى إشباع احتياجاته بشكل ترفيهي وذو فائدة.
ونصحوا بأن تشارك الأسرة في اختيار الألعاب المناسبة لأبنائهم خصوصاً التي تعتمد على الذكاء والألغاز، التي تُحسّن من أفكارهم وتنمي قدراتهم العقلية والمعرفية والذهنية، ما سينعكس إيجابياً على الأبناء والتركيز على مثل هذه الألعاب التي تبعد عنهم التوترات، إلى جانب تحديد أوقات الجلوس التي يقضيها الأطفال والمراهقين أمام الشاشات، وحثهم على الحركة والنشاط خلال فترة فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر