اختتم خلال هذا الأسبوع معرض "من الشُعاع إلى الشغف"، الذي أقيم في حي جاكس بالدرعية، بعد أن استقبل زواره على مدى 127 يوماً، ابتداء من 3 نوفمبر 2022م، مقدماً لهم رحلة فنية للتحوّل الضوئي الإبداعي بين الماضي والمستقبل، والعديد من ورش العمل والجلسات الحوارية، وذلك ضمن فعاليات احتفال "نور الرياض 2022" السنوي، الذي شارك في نسخته الأخيرة 130 فناناً وفنانة يمثلون 40 دولة حول العالم، قدّموا أكثر من 190 عملاً فنياً و500 فعالية مختلفة في 40 موقعاً في أنحاء مدينة الرياض.
130 فناناً وفنانة من 40 دولة
حصد احتفال "نور الرياض" ستة أرقام عالمية ضمن "موسوعة غينيس للأرقام القياسية"، تمثلت في: "أكبر احتفال لفنون الضوء على مستوى العالم"، وتحقيق العمل الفني "نبض من النور" للفنان الفرنسي يان كيرسالي، وأربعة أرقام قياسية هي: أطول مسافة يتم تغطيتها لعرض باستخدام الليزر، وأكبر عرض باستخدام الليزر، بالإضافة إلى كونه أطول، وأكبر شاشة انعكاسية على برج، كما سجّل الاحتفال رقماً قياسياً سادساً من خلال عملي الفنان الأمريكي مارك بريكمان، كـأكبر عدد من طائرات الدرون المستخدمة في عرض جوّي.
ويهدف احتفال "نور الرياض"، الذي نظمته "الرياض آرت" والهيئة الملكية لمدينة الرياض، إلى تحويل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة، وإبراز القوة الإبداعية للعصر الرقمي ودعم المواهب وتنمية الاقتصاد الثقافي في المدينة؛ وذلك من خلال تنفيذ 1000 عمل فني في الأماكن العامة بمدينة الرياض، وأقيمت فعاليات نور الرياض في 40 موقعاً في مختلف أنحاء الرياض.
يشكّل احتفال "نور الرياض"، إلى جانب "ملتقى طويق للنحت"، أول مشاريع برنامج "الرياض آرت" الذي يشتمل على 12 مشروعاً، وقد شهدت النسخة الثانية من احتفال "نور الرياض" والرابعة من "ملتقى طويق للنحت"، زيارة أكثر من 2,8 مليون زائر خلال نسختها الأخيرة.
ملتقى طويق للنحت 2023
يعد ملتقى طويق للنحت أحد المشاريع السنوية لبرنامج "الرياض آرت"، والذي يُقام بمشاركة فنانين من مختلف أنحاء العالم؛ لصناعة منحوتات ملهمة أمام الجمهور؛ لتنتقل بعد ذلك إلى الأماكن العامة وتشكّل جزءاً من هوية المدينة، وتجسّد أحد مستهدفات برامج "رؤية المملكة 2030" في تعزيز دور الفن وتهيئة البيئة الملائمة للجميع.
وشارك في فعاليات ملتقى طويق للنحت 2023، في نسخته لهذا العام التي توزعت بين ضاحية "درة الرياض" و"رياض آرت هب" في حي جاكس بالدرعية، 30 فناناً من 20 دولة حول العالم، وأكثر من 65 فعالية، شملت: ورش عمل تفاعلية، وحلقات نقاش تتناول عناصر العمارة والنحت والفن والتصميم، وبرنامج للشراكة المجتمعية، وتنظيم زيارات مدرسية.
المشهد الفني العالمي
أوضح المهندس خالد الهزاني، المدير التنفيذي لبرنامج "الرياض آرت"، أن: "البرنامج يسير بخطى ثابتة لتحقيق أهدافه المنشودة بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة، حفظها الله، وأهداف برامج "رؤية المملكة 2030"؛ من خلال مساهمة البرنامج في تنمية الاقتصاد الإبداعي بمدينة الرياض، وتوفير بيئة فنية حاضنة لجميع المواهب المحلية والعالمية، وتحويل العاصمة إلى مدينة نابضة بالفن والإبداع في مختلف أنحائها، مؤكداً أن هذا الحراك الفني الكبير الذي تشهده الرياض لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله، ثم الدعم غير المحدود الذي حظي به البرنامج من قيادتنا الرشيدة، حفظها الله".
وأضاف المدير التنفيذي لبرنامج "الرياض آرت" أن: "البرنامج يهدف من خلال مشاريعه الـ 12، إلى دعم واحتضان المواهب الوطنية والعالمية؛ ليكونوا مصدر إلهام حقيقي لسكّان وزوّار مدينة الرياض، وترسيخ مكانة المملكة على خارطة المشهد الفني العالمي، وإثراء المشهد الثقافي والفني؛ لتكون الرياض عاصمةً نابضة بالفن والفنانين، وملتقى لكل المواهب من أنحاء العالم."
وبيّن المهندس خالد الهزاني بأن: "فريق عمل "برنامج الرياض آرت" يعملون بشكل متواصل للنسخ القادمة من "احتفال نور الرياض" وملتقى طويق للنحت"، والعديد من المشاريع الأخرى التي سيتم الإعلان عنها في حينها، بمشيئة الله"، مثمناً جهود جميع الشركاء والداعمين لبرنامج "الرياض آرت" من القطاعات كافة.
نبذة عن مشروع "الرياض آرت"
شرعت الرياض، عاصمة السعودية، في تحقيق هدف عظيم خلال عشر سنوات، يتمثل في أن تصبح إحدى أفضل عشر مدن في العالم؛ من ناحية جودة الحياة والتنافسية، كما تفتح أبوابها لاستقبال الأعمال وترحب بالزوار على أرضها من شتى أنحاء العالم. وبما أن فئة الشباب تستحوذ على نسبة عالية من إجمالي سكانها، البالغ عددهم قرابة 7.5 مليون نسمة، مع تسجيلها وتيرة نمو متسارعة؛ ستتحول الرياض إلى مدينة عالمية فائقة الحيوية والنشاط.
ويعد الفن والثقافة مكوّنيْن أساسييْن من مكّونات روح المدينة، لذلك تم تطوير مشروع "الرياض آرت" لتحويل العاصمة بأكملها إلى لوحة فنية إبداعية، ومعرض مفتوح لا تحدّه الجدرانح من أجل إثراء الحياة، وإطلاق العنان للتعبير الإبداعي، وتحفيز الاقتصاد الإبداعي.
ويركز المشروع على إبراز التحول المتاح لسكان العاصمة بسهولة ويسر، لاسيّما أن تبادل الأفكار من خلال التعبير الإبداعي؛ يؤدي إلى تطوير التفاهم، وتعميق الاحترام المتبادل بين مختلف فئاتهم وشرائحهم.
ومن أهداف مشروع "الرياض آرت" أن يكون ذا تأثير إيجابي على الناس، مقدماً للمقيمين والزوار لحظات مليئة بالبهجة كل يوم، وُمرسّخاً لشعور الانتماء والاعتزاز بمدينة الرياض، وتطوير مدينة تزهو بجمالها؛ ليستمتع بها الجميع. ويسعى هذا المشروع إلى تطوير الاقتصاد الإبداعي الجديد، مما يعود بالنفع على جذب الأعمال الجديدة والاستثمارات في المدينة.
يذكر أن برامج مشروع "الرياض آرت" تشتمل على ما يلي:
- "ساحات الفن" وهي معارض فنية تقام في ساحات المدينة؛ لإتاحة التفاعل بين الفنانين والسكّان. وتوفر الأعمال الفنية العامة للمقيمين فرصاً لاكتشاف ثقافات وفنون إبداعية مختلفة، وتشتمل كل ساحة على أعمال رقمية وبرامج ثقافية، ومزيج من المعارض والأستوديوهات وورش العمل المفتوحة ومساحة للمحاضرات.
- حدائق البهجة: برنامج يختص بتطوير الحدائق في أحياء المدينة، يتم تصميمه بالتعاون مع فنانين مميزين، ليوّفر فرصاً تعليمية تحفّز روح الإبداع والمغامرة والترفيه لجميع أفراد العائلة.
- جواهر الرياض: مجموعة من الأعمال الفنية في أبرز الوجهات السياحية في المدينة، يتم اختيارها بعناية لتطوير المساحات العامة؛ لتعكس قصص وتاريخ وهوية المكان للزوار، والاحتفال بالتراث الثقافي، والإسهام في بناء المجتمع، وتحسين جودة الحياة للسكان، وجذب السياحة الدولية.
- بوابات الرياض: بوابات عند مداخل مدينة الرياض بتصاميم إبداعية وطرق فنية على الطرق الرئيسية المؤدية إليها؛ لتصبح جزءاً من معالم المدينة، ولترحب بالزوار عند دخولهم إليها.
- ميادين الفن: مجسّمات فنية ملونة ومتحركة في أهم تقاطعات طرق المدينة، ويندرج تصميمها ضمن البنية التحتية لشبكات الطرق بمدينة الرياض مثل الجسور؛ لتصبح أجمل وأكثر إلهاماً، وتسهم في تسهيل تحديد الوجهات للزوار ولمستخدمي الطرق بأساليب فنية وإبداعية.
- الفن العابر: جسور للمشاة مصممة بطريقة مبتكرة وإبداعية من قبل فنانين مرموقين، تهدف إلى تعزيز الترابط بين مختلف أنحاء المدينة، وتشجّع حركة المشاة. ويدمج البرنامج بين الفن العام وممرات المشاة، من خلال التعاون بين الفنانين والمهندسين؛ ليكون حلقة وصل بين الفن والهندسة، بالإضافة إلى توفير طرق جديدة للتنقل في المدينة واستكشافها بشكل خاص.
- جسور وادي الفن - الجسور المضيئة: إنشاء أعمال فنية على جسور المدينة باستخدام أحدث تقنيات فن الإضاءة، وستشتمل الأعمال الفنية على عبارات تنشر قيم الترابط بين المواطن وأفراد المجتمع وسكان المدينة.
- وادي الفن: مسارات فنية تبعث الحياة من جديد في الأودية وتستقبل جميع أفراد الأسرة؛ من خلال أعمال تسرد تاريخ المدينة وتراثها العريق وبيئتها المميزة. ويشجع البرنامج الاستكشاف والأنشطة الخارجية بما لها من تأثير على صحة الإنسان وجودة الحياة.
- متنزه الفنون: حديقة للمنحوتات والمجسمات والأعمال الفنية، تحتوي على مزيج متنوع من الأعمال الفنية النحتية في الأماكن العامة، وتدعو سكان المدينة لتجربة عالم من الفنون المعاصرة، التي تتيح الفرصة لجميع أفراد العائلة لقضاء وقت ممتع أو بالاسترخاء والتأمل.
- معلم الرياض: معلم فني مميز لمدينة الرياض، يتم تصميمه بمعايير عالمية، ويرمز لتطلعات مدينة الرياض الثقافية ضمن رؤية 2030، ويهدف المعلم لتحفيز حركة الإبداع والتعبير ودمج الثقافات.
- احتفال نور الرياض: احتفال سنوي يعرض أعمالاً فنية تفاعلية في أرجاء المدينة، تعتمد على الضوء والفن والإبداع وتعزز المواهب. ويعد من أكبر احتفالات فنون الضوء في العالم، حيث يجمع نخبة من كبار الفنانين العالميين والسعوديين، ويضم الاحتفال أعمالاً فنية مختلفة.
- ملتقى طويق الدولي للنحت: مبادرة تجمع فناني النحت من مختلف أنحاء العالم؛ لتقديم أعمال فنية إلهامية وإبداعية. سيتيح الملتقى للجميع مشاهدة النحت الحي وبرامج زيارات وورش عمل ونقاش ونشاطات مصاحبة، حيث يتم عرض المنحوتات بشكلها النهائي في المعرض المصاحب في نهاية الملتقى.
اقرأ المزيد :تعرف على ملتقى طويق الدولي للنحت 2021 الذي سيُقام ضمن برامج الرياض آرت
