تشير الفنانة التشكيلية السعودية غدير حافظ إلى أن الأم حاضرة في أعمال الفنانات التشكيليات السعوديات، وأن دعم ودعاء والدتها لها وبشكل خاص كان ملازما لها خلال مشوارها الفني وسر من أسرار نجاحها في ايصال رسالتها من خلال معارضها المحلية والعالمية، منها معرضين شخصيين في فيينا ودارالأوبرا المصرية، والمشاركة في تمثيل وطنها السعودية في مهرجان" إيرث "وملتقى بكوسوفو .
الأم مصدر الحب والأمان
أوضحت الفنانة التشكيلية غدير حافظ، أن "الأمومة حاضرة دائماً في لوحات التشكيليات للتعبير عن الذات والأبناء، لأنها نبع الحنان، ومصدر الأمان، والملجأ الأول لكل الأبناء، ليس فقط في الصغر، بل وفي الكبر أيضاً"، وقالت: "ربما يعتقد بعضهم أنه عندما يكبر، يستطيع الاعتماد على نفسه، لينتهي بذلك دور أمه في تربيته والاهتمام به، كما كان عليه الحال في صغره بتلبية حاجياته، وهذه نظرةٌ خاطئةٌ، لأن دور الأم لا يقتصر فقط على الاعتناء بابنها في الصغر، فحاجتنا لها تكبر كلما تقدمنا في العمر".
مضيفةً: "عندما نكبر، تزداد مسؤوليات الحياة على كاهلنا. نعم نستطيع الاعتناء بأنفسنا، لكن يزداد احتياجنا لدعواتٍ، نسمعها من أمهاتنا، تخفِّف عنا عبء الحياة، وأحياناً ننتظر منها نظرة رضا، وأحياناً أخرى نتعطش لابتسامتها، ربما لأننا نعاني من جفاف الحياة وقسوتها، لذا تصبح أقل الكلمات التي نسمعها من أمهاتنا زادنا في مواجهة هذه التحديات"،
مؤكدةً: "كلما واجهنا قسوة الدنيا، كثر بحثنا عن أي فرصةٍ للارتماء في أحضان أمهاتنا، ولو لثوانٍ معدودة، نعانقها حتى نشعر بأننا في أمانٍ، وأن هناك مَن يغمرنا برحمته وحبه ، فدعاء والدتي صاحبني في مشواري الفني ودعمني لإيصال رسالتي في معارضي المحلية والعالمية.
وذكرت غدير: "عندما تواجهنا المشكلات، نلجأ إلى أمِّنا، لنستند على صدرها، ونخبرها بما نعاني منه، ونشعر بأن هناك مَن يسمعنا، ويحنو علينا بحضنه الدافئ، فالأم هي الأمان والحنان والاستقرار، وهي التي تقوِّي العلاقات بين الإخوة والأخوات، وهي التي تحمينا من صدمات الحياة، لذا وجودها ليس وجوداً لتلبية الرغبات والاحتياجات فقط، فالدعم المعنوي والنفسي الذي تقدمه أكبر بكثيرٍ مما نتخيَّل، فحفظ الله أمي، وأثابها الجنة وكل أمهات المسلمين".
الفن التشكيلي والأمهات
ورأت غدير، أن "الفن التشكيلي، يعدُّ البوابة الأولى للأم للتنفيس عن ضغوط الحياة والمشكلات والتحديات التي تواجهها، فالخط واللون، يخفِّفان عنها كثيراً من هذه الضغوط، ومن خلال لوحاتها وإبداعاتها تستطيع التشكيلية التعبير عن آلامها التي لا تستطيع البوح بها لأحدٍ، فهي التي تحمل معاناة الأبناء، بينما يستطيع الفن وحده حمل معاناتها، وفهم تفاصيلها بوصفها أماً وامرأةً عاملةً وزوجةً".
أبنائي سر سعادتي
يأخذ الفن وقتاً جيداً، لكنني أحياناً أبتعد عن العالم وعن الفن، وأتفرغ لأبنائي سر سعادتي ، وفي أوقات أخرى أبتعد عن الجميع لأعيد شحن طاقتي التي أفقدها أثناء عملي، فتدريب السيدات والأطفال على الرسم يأخذ من طاقتي الكثير، كذلك الحال مع السفر، لذا أختلي بنفسي أحياناً لترتيب أولوياتي، فالنجاح له ضريبة.
اقرأو المزيد : بمناسبة يوم الأم التشكيلية بريت تطلق معرض هوانم لسلسلة النساء بعالمي