لكي تنوي جعل رمضان هذا العام مختلفاً عما قبله، فعليك أن تعلم أن رمضان شهر كريم ارتضاه الله -سبحانه وتعالى- أن ينزل فيه كتابه على قلب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فإن الله سبحانه وتعالى أعان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- على تلقي كلامه المبين الذي لو نزل على جبل لجعله دكاً؛ فأنزل ذلك الكتاب العظيم على قلب سيد المرسلين ﷺ في ذلك الشهر الكريم.
يقول الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر: إن شهر رمضان منحة ربانية، نفحة صمدانية، معونة إلهية، وشهر ينتهز فيه المؤمن العاقل الفرصة فيُغير حياته ويجددها، ويبدأ كما أمر الله -سبحانه وتعالى- ونهى، وكما أرشد رسوله الكريم ﷺ ودل بأن نغير حياتنا بعزم النية، والبعد عن المهلكات، ونجددها بفعل المنجيات، ونبدأها بالاستمرار على الخيرات، هكذا رسم لنا رسول الله ﷺ الطريق إلى الله، تخلية القلب من القبيح فتتبعه الجوارح والسلوك، وتحلية القلب بالصحيح فتتبعه الجوارح والسلوك، فهو شهر فضيل كريم تُسلسل فيه الشياطين؛ فلكي تنوي جعل رمضان هذا العام مختلفاً عما قبله،استعدوا له والتجئوا بقلوبكم لربكم أن يرفع عنا البلاء، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا.
خطوات لجعل رمضان هذا العام هو الأجمل
رمضان هو شهر الخير والرحمة، وهو فرصة لتحقيق التغيير والتحول في حياتك. إذا كنت تنوي جعل رمضان هذا العام مختلفاً عما قبله، فإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:
- اختر هدفاً واحداً لتحقيقه في رمضان:
يجب أن يكون الهدف محدداً وواقعياً ومناسباً لقدراتك. على سبيل المثال، إذا كنت لا تصلي الصلوات الخمسة بانتظام، فحدد هدفاً لصلاة الصلوات الخمس في وقتها خلال شهر رمضان.
- قم بتنظيم يومك:
يجب أن تعتني بوقتك خلال شهر رمضان، وتحاول تنظيم يومك بشكل جيد. قم بتحديد أوقات الصلاة وقراءة القرآن والعمل والنوم والاستراحة.
- اقرأ القرآن:
لكي تنوي جعل رمضان هذا العام مختلفاً عما قبله،يعتبر شهر رمضان فرصة مميزة لتلاوة القرآن الكريم. حاول أن تقرأ بعض الصفحات كل يوم، وإذا كان لديك الوقت، فحاول أن تقرأ القرآن كاملاً خلال الشهر.
- تحلَّ بالأخلاق الحميدة:
حاول أن تكون متسامحاً ومتفائلاً، وتعامل الآخرين بالود والإحسان، وتتجنب الأخطاء والسلوكيات السلبية.
- لا تنسى الصدقة:
حاول تقديم الصدقة للفقراء والمحتاجين، وتعاون مع المؤسسات الخيرية والمساعدة فيما تستطيع.
- احرص على الاستغفار:
قم بالاستغفار بشكل دائم وباستمرار، وحاول أن تقوم بذلك بعد كل صلاة.
- حافظ على الأذكار:
قم بترديد الأذكار والأدعية المناسبة لكل موقف، ولا تنسَ التسبيح.
كيف أعيش تجربة رمضانية لا تنسى؟
شهر رمضان فرصة عظيمة، لإعداد النفس، وتربيتها من جديد. فمن رحمة الله إلى العباد، أن أعطاهم هذه النعمه العظيمة، ولكي تنوي جعل رمضان هذا العام مختلفاً عما قبله،فلا تضيع لحظة، لا تذكر فيها الله، ولا تنسَ قول أمير المؤمنين (ع): "ضياع الفرصة غصة!"، ولكي تعيش تجربة رمضانية:
-ابدأ الشهر، بتسليم جميع أمورك إلى الله تعالى؛ لأنه ستنفتح عليك كثير، من أبواب الرحمة والمغفرة.
- عليك بمساعدة الناس -الأغنياء أو الفقراء- وإدخال السرور على قلوبهم؛ لعل الله يدخل السرور على قلبك، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
-عليك بالإكثار من الاستغفار، والصلاة على محمد وآل محمد، وأن تحاول أن تضع جدولاً، مملوءاً بالأعمال الصالحة؛ لكي لا يذهب وقتك الثمين، على غير طاعة الله، في هذا الشهر والإلحاح في الدعاء، بأن يوفقكم الله تعالى لطاعته خلال هذا الشهر الفضيل.
- إياك وكثرة الأكل؛ فإنه يميت القلب، ويسبب الخمول الروحي، وعليك بقلة النوم، واجعل من هذا الشهر الشريف المبارك، ربيعاً للقرآن المجيد، كما ورد في الروايات الشريفة، وأكثر الخلوة مع هذه النفس الأمارة بالسوء، في ظلام الليل.
- طلب العون والتوفيق من الله تعالى؛ فهو سبحانه من يأخذ بيد عبده المؤمن، ويستجيب له الدعاء، الإلحاح على الله في الدعاء، بدون ملل أو كلل، فهذا الشهر فرصة عظيمة، ورحمة من الله تعالى على عباده، قد لا تتكرر، فمن يدري قد يكون هذا آخر شهر رمضان نصومه؟
- أن نزيد تعلقنا أكثر بالله سبحانه وتعالى، ونطلب منه أن يتكفلنا، ويساعدنا على التوبة والاستغفار، والرسول -سلام الله عليه- نعم الوسيلة، وبه وعلى نهجه يتحقق كل الخير، والفوز وحسن الخاتمة.
- أن نواظب على حضور مجالس الذكر والدعاء، ونبتعد قدر الإمكان عن كل ما يلهي عن ذكر الله تعالى، وأخيراً، تطهير القلب من كل ما يبعدنا عن الله، ويسلبنا مناجاته في هذا الشهر العظيم، من حقد وبغض وحسد، أو خصام وغيره. وبدلاً من ذلك، يجب علينا أن نصالح، ونسامح، ونعفو، وندخل السرور على إخواننا المؤمنين والمؤمنات. حتى ننال بذلك، طهارة الروح والقلب، والتلذذ بمناجاة الله تعالى، والرضا والقبول، وغفران الذنوب، وقبول الأعمال.