أيام قليلة مرت.. ولا زلنا ننعم بفضائل الشهر الكريم، والذي ينبغي ألا يقتصر على الصيام والامتناع عن الطعام، وألا يكتفي أن يخبر الأب المسلم طفله عن آداب شهر رمضان، وفضل الترحيب والسلام وإظهار آداب الضيافة، وحسن التعامل مع الآخرين، وغيرها من الآداب الواردة في المنهج النبوي؛ بل ينبغي على الآباء متابعة الطفل لتحفيزه على استمرار ممارسة هذه الآداب.. ومن أجل المزيد. التفاصيل تطالعينها بالتقرير التالي. اللقاء والدكتور محمد المنشاوي أستاذ الشريعة بالجامعة للشرح والتوضيح.
آداب رمضانية
- تعليم الأطفال الصيام في شهر رمضان و التحلي بالأخلاق الحسنة، من الأمور التي تتطلّب صبراً ومجهوداً كبيراً.
- قضاء شهر رمضان لا يكون بالفرح والابتهاج وحدهما.. إنما باستعداد الطفل المستمر، والقدرة على القيام بالطاعات والإكثار من الدعوات.
- بأن تأخذ طفلك إلى المسجد.. فيراك وأنت تقرأ القرآن وتستمع لدروس العلم، ويشاهدك وأنت تنتظر الإمام مع المصلين لأداء صلاة العشاء والتراويح وغيرها من الصلوات.
- من آداب رمضان أن يتعلق قلب الطفل بالمسجد؛ لأنّه سوف يتعايش مع الأجواء الرمضانية التي تحفّها السكينة والاطمئنان والإيمان.
- تعليم الأبناء الصيام يصاحب تعريفهم بالآداب الرمضانية؛ من خلال التوجيه والإرشاد والموعظة الحسنة؛ بعيداً عن التهديد والإجبار.
- فيمكن للأب أن يتحدّث مع الطفل عن فضل الصيام والفوائد الصحيّة للصيام على الجسم، والفوائد الاجتماعية التي تعود على المجتمع بالتزام المسلمين بآداب الشهر.
- يقلّد الأطفال آباءهم؛ فإن رأَوهم يفعلون خيرا فعلوا مثلهم، وإن شاهدوهم يفعلون شراً قلدوهم أيضاً؛ لهذا ينبغي على الآباء أن يكونوا القدوة الصالحة لأبنائهم.
تعرفي على صفات الطفل المسلم
تابع: دعوا أطفالكم يشاركون عمل الخير
- لا جدوى من تعليم الطفل وتعويده على ممارسة آداب الشهر الفضيل، بينما يرى أباه لا يصوم ولا يصلي ويتلفّظ بالألفاظ السيئة، فالقدوة الصالحة مسؤولية كلا الأبوين.
- مشاركة الأطفال في الأعمال الرمضانية من الأمور التي تترك أثرها في نفوسهم، من تفطير للصائمين، والتصدّق على المحتاجين، ومراعاة صلة الأرحام.
- الثناء والمكافأة.. ينبغي على الآباء أن يثنوا على أطفالهم إذا فعلوا ما يوجب الثناء من الأعمال الصالحة في رمضان.
- عدم تجاهل ما يقوم به الطفل؛ لأن الطفل إذا لم يجد التقدير الذي كان يتوقعه من والديه قد يصيبه الإحباط.
- ويمكن الثناء عليه أمام الآخرين ممن يؤتمن عليهم؛ ليشعر بقيمة ما يفعل، كما أنّه من الجيّد مكافأة الطفل بالطريقة التي يحبّها، لكن من غير اشتراط المكافأة قبلًا.
في رمضان كيف تنظمين وقت مذاكرة طفلك؟
أخطاء في التعامل مع الأطفال في رمضان
- هناك بعض الأخطاء يمارسها الأهل في التعامل مع الطفل في رمضان.
- مثل.. إجبار الطفل على الصيام.
- مقارنة الطفل بغيره: "فلان أفضل منك لأنّه يصوم اليوم كاملاً".
- تجاهل صيامه وقيامه بالنوافل والعبادات.
- تهديده بما يخوفه إذا لم يصم.
- عدم إمداد الطفل بمعلومات عن الصيام وعن فضله وأحكامه.
علّم واشرح لطفلك.. مضمون دعاء الإفطار
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قالَ: ذَهبَ الظَّمأُ، وابتلَّتِ العروقُ، وثبتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ).
- دعاء كان يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- عند إفطاره سواء في شهر رمضان أو غيره.. وفي الحديث إظهار لفرح الصائم، واستبشاره بعبادة الصيام التي جعل الله -تعالى- أجرها عظيماً.
- ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ذهب الظمأ) أي ذهب العطش بشرب الماء ونحوه، لأن الصائم حالة صيامه مدة من الزمن، يحصل له نوع من التيبس في الكبد، فإذا شرب الماء عند فطره حصل للكبد انتعاشاً وانتفاعاً عظيماً.
- وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وابتلت العروق) العروق هي أوردة الجسم التي يحصل لها نوع تيبّس وجفاف بسبب قلة الماء، والمعنى: وابتلت أوردة الجسم التي يبست من شدّة العطش.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وثبت الأجر إن شاء الله) أي أدعو الله -تعالى- وأرجوه أن أنال بصومي هذا الذي حصل معه العطش والجوع والتعب الأجر والمثوبة من الله -سبحانه وتعالى-.
- وفي هذا ترغيب بالعبادة والطاعة..فقد ذهب العطش والجوع والتعب وثبت الأجر الذي يبقى للعبد ذخراً بعد موته.
- كما رُويت أدعية أخرى تقال عند الإفطار: (اللَّهمَّ لَكَ صُمتُ، وعلَى رزقِكَ أفطَرتُ).
- ويحرص المسلم على الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الإفطار، كما يحرص على الدعاء لنفسه ولأهله وللمسلمين.
- لأن للصائم دعوة لا ترد وتكون مستجابة بإذن الله -تعالى-، وعلى المسلم احتساب تعبه في صومه لله -تعالى- لينال الأجر العظيم والمثوبة من الله تعالى.