بمشاركة أكثر من 145 ألف من المهتمين ورواد الأعمال وبصفقات واتفاقيات بقيمة 52 مليار ريال، اختتم ملتقى بيبان 2023 فعالياته في العاصمة الرياض تحت شعار«فرص تصنع الريادة»، وتميز الملتقى باستعراض قصص محفزة، وتجارب ملهمة لمبدعين من رواد ورائدات الأعمال محلياً وعالمياً، ورعاية لأفكار إبداعية وأساليب استثمارها بما يحقق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» الرامية إلى رفع إسهام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي إلى 35 %.
الرياض | يارا طاهر Yara Taher سارا محمد Sara Mohamad
تصوير | سعد الدوسري Saad Aldossari
مرحلة استثنائية
خالد البكر، الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة تحدَّث عن الفرص التي يوفرها «بيبان» لروَّاد الأعمال بالقول: «تمرُّ السعودية حالياً بمرحلةٍ استثنائيةٍ، صنعت مئات آلاف الفرص أمام الشباب في مختلف القطاعات، لذا يعدُّ هذا الوقت الأنسب للاستثمار لكل شخصٍ جريءٍ ينوي الإقدام على هذه الخطوة». مضيفاً: «يستعرض جناح المركز للروَّاد فرص التمكين المختلفة لإيماننا بأن القطاع يحتاج إلى روَّاد أعمالٍ ومنشآتٍ صغيرةٍ ومتوسطةٍ لدعم الاقتصاد في أي دولةٍ تنوي جعل اقتصادها عظيماً مثل السعودية، وتحقيق نقلاتٍ نوعيةٍ على مختلف الأصعدة».
وحول أهمية «رؤية 2030» في هذا الجانب، ذكر البكر: «رؤية السعودية، وبرامج تحقيقها، وفرت فرصاً كثيرةً أمام روَّاد الأعمال في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب العمل مع الجهات الحكومية والمختلفة لفتح قطاعاتٍ جديدة، وتأمين كل ما يحتاج إليه رائد الأعمال من تمويلٍ وترخيصٍ في قطاعات الثقافة والترفيه والرياضة، التي تشهد نقلةً نوعيةً في ظل الرؤية، إضافةً إلى السياحة، لا سيما بعد تحوُّل السعودية إلى وجهةٍ للزوار من كل دول العالم عقب إطلاق التأشيرة السياحية، وهذا يتطلَّب دخول استثماراتٍ جديدة في مختلف القطاعات».
صندوق التنمية السياحي
أوضح الأمير سعود بن محمد بن سعد آل سعود، المدير العام لمركز دعم الأعمال في صندوق التنمية السياحي عن الفرص المقدَّمة لروَّاد الأعمال، وبيَّن أن «صندوق التنمية السياحي صندوقٌ تنموي، يهدف إلى تنمية وخلق المشروعات السياحية المختلفة، والارتقاء بالخدمات السياحية في البلاد من خلال منتجاته المتنوعة، في مقدمتها التمويل عبر 17 منتجاً، تتراوح مواصفاتها بحسب حجم ونوع المشروع، إلى جانب خدماتٍ غير مالية، يوفرها مركز نمو السياحة تحت مظلة الصندوق، منها تنمية القطاع، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالإرشاد والتوجيه، وتوفير مساحات عملٍ للاستخدام، وإطلاق دوراتٍ تدريبية، والعمل معقِّباً لها في الجهات الأخرى».
وعن أهمية دور الصندوق، قال الأمير سعود: «تسهم خدماتنا في دعم التقنية السياحية، فالمتقدمون عليها، والمشاركون بها، يحوِّلون أفكارهم إلى منتجٍ ملموسٍ خلال فترةٍ تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهرٍ، ويتلقون المساعدة من مختصين لتطوير أعمالهم والوصول إلى مشروعاتٍ ناجحة، وقد أنهينا أخيراً أول دورةٍ تحت مسمَّى دورة ما قبل التمويل». مؤكداً أن «السياحة في المنطقة، تمرُّ بمراحلها الأولى، ونطمح لأن تتطور بشكلٍ أكبر، خاصةً مع ما نتلقاه من دعمٍ من قيادتنا الرشيدة».
وعن إنجازات الصندوق قال الأمير سعود: «استقبل صندوق التنمية السياحي، الذي موَّل ومكَّن 23 مشروعاً بقيمةٍ استثماريةٍ 7.3 مليار، وخلق أكثر من 16 ألف وظيفةٍ، ووفر نحو أربعة آلاف غرفةٍ سياحيةٍ بعشر مدنٍ رئيسةٍ في السعودية».
إحياء الثقافة
وكشفت لمى القصيبي، مديرة الممارسين في إدارة تطوير القطاع والممارسين في هيئة المسرح والفنون الأدائية، على تفاصيل مشاركة الهيئة في الحدث بالقول: «تكوَّنت مشاركتنا من جانبين، تمحور الأول حول دعم روَّاد الأعمال والممارسين في مجال المسرح والفنون الأدائية لوجستياً، إلى جانب إنتاج أعمالهم، لا سيما المسرحية، ودعم أندية الهواة والشركات والمؤسَّسات والجمعيات، أما الثاني فركَّز على جذب المستثمرين لمجال المسرح والفنون الأدائية، خاصةً في مجال تشغيل المسارح وبنائها، والتدريب والتطوير والتسويق». مؤكدةً أن «رؤية السعودية 2030، تهتمُّ بالمجال الثقافي، بما يجعل الثقافة جزءاً من حياة كل فردٍ، وهذا الاهتمام ليس بجديدٍ علينا، لكن إعادة إحيائه هو هدف الهيئة، خاصةً مع وجود مواهب كثيرة، ينقصها الدعم، وفرقٍ تحتاج إلى تكوين كياناتٍ قانونية».
الفرص الاستثمارية
وذكر عبدالرحمن الهويمل، مستشارٌ مساعدٌ للمشرف العام على الإدارة العامة للاستثمار والتخصيص في وزارة التعليم، أن «الوزارة شاركت في ملتقى بيبان 2023 بوصفها أحد القطاعات الحيوية التي تخلق بيئةً جاذبةً للسوق السعودية من خلال عرض بعض المنتجات، وتوفير الفرص الاستثمارية، ونقاط التخصيص المعتمدة، وتمكين المنظمات التعليمية غير الربحية من عرض ما تقدمه من ممكِّناتٍ، تسهم في توسيع مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات التعليمية».
وعن أهمية الملتقى، قال الهويمل: «يعدُّ الملتقى بوابةً لوزارة التعليم لتسويق فرصها الاستثمارية الواعدة، والوصول إلى المستثمرين، وإتاحة المجال أمامهم لكسب جزءٍ من هذه الفرص، والحمد لله حظينا بإقبالٍ جيدٍ على ركننا في الملتقى، الذي استهدف كل شرائح المجتمع، وركز على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسعى إلى وضع موطئ قدمٍ لها في منظومة الاقتصاد، تحقيقاً لأهداف القيادة الرشيدة ورؤية 2030 بزيادة عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في كل الأنشطة، منها قطاع التعليم، وقد لمسنا هذا في الفترة السابقة، فهناك توسُّعٌ كبيرٌ في المنظمات، سواءً الأساسية، أو المساندة».
تابعي المزيد: ملتقى "بيبان 23" ينطلق بـ750 عارضا من رواد الأعمال و350 متحدثا محليا وعالميا
مدونة السعادة
واحتضن «بيبان» أكثر من 50 مشارِكةً من علاماتٍ تجاريةٍ محليةٍ وعالمية، ونحو 700 عارضٍ من روَّاد الأعمال، منهم ديمة العامر، التي كشفت في حديثها لنا عن تفاصيل مشروع «مدوّنة السعادة»، التي تشترك فيها مختصاتُ علاجٍ بالفن، يعملن مع باحثين في علم النفس، وقالت: «قمنا بالاستعانة بتعاليم الدين الإسلامي للخروج بمنتَجٍ مصمَّمٍ لكل مَن يرغب في تنمية سلوك الامتنان لديه، وتحقيق السعادة في زمنٍ اختلفت فيه الصحة النفسية، وأصبحت سهلة التزعزع بسبب ارتفاع سقف الامتنان، ما جعل الكثيرين محبطين بسبب التفاصيل التي تحيط بهم، مثل الأمن، وجمال الأشياء، وينتظرون حدوث أمورٍ كبيرة»، مؤكدةً أن «مختصر السعادة في الامتنان».
مشروع أديب
وأثنى أحمد الزدجالي، مستثمرٌ عماني، على ما لمسه من تطورٍ في السعودية، مؤكداً أنها أصبحت أرضاً خصبةً للمستثمرين والشركات الناشئة، وزادت اهتمامها بالشركات الريادية في مجالاتٍ عدة، مبيناً أنه يزور السعودية كل عامٍ، لكن زيارته للمشاركة في «بيبان»، جاءت مختلفةً وثريةً، معبّراً عن سعادته بالتنظيم الجيد والتطور الكبير في الملتقى. وعن مشروع «أديب»، الذي شاركوا به، قال: «يساعد التطبيق المعلمين على صنع قصصٍ ومحتوياتٍ مختلفةٍ للطلاب ومشاركتهم بطريقةٍ تفاعليةٍ لتطوير مهاراتهم».
حلول تقنية مالية
في حين كشفت هلا هنية، مهندسة برمجياتٍ في «واكي»، عن أن وجودهم في «بيبان»، ساعدهم في الانتشار، والحصول على فرصٍ عدة، والتواصل مع فئاتٍ مختلفة، منها المدارس والأفراد، حيث أطلعوهم على حلولٍ تقنيةٍ ماليةٍ في عملية الدفع بالمقصف المدرسي، وتنظيم الحضور والانصراف.
منصة شغوف
وتحدَّث يزيد الصليهم، من مشروع «شغوف»، عن المنصة، مبيناً أنها «تجمع بين الطلاب والمعلمين، وتقدم منتجاتٍ للفئتين، مع فتح الباب لأي شخصٍ قادرٍ على إيصال المعلومات عبر تجهيز دروسٍ وبيعها للطلاب، وتوفير تجربةٍ تعليميةٍ رائدةٍ للطالب، تساعده على التعلُّم بذكاءٍ، وحفظ وقته، والحد من تعرُّضه لمصادر متعددة من الممكن ألَّا تفيده، فيخرج وهو يتقن المحتوى، ويضمن الدرجة الكاملة، أما مساحة الشارحين، فتساعدهم على إدارة المحتوى بشكلٍ جيد عبر إعطاء بياناتٍ كثيرة من ناحية أداء الطلاب، وإدارة العملية بشكلٍ كامل، وتحسين المدفوعات مع النمو، والوصول إلى طلابٍ أكثر على الرغم من تعدُّد المعلمين، وتحقيق مبيعاتٍ أفضل».
كذلك كشف الصليهم عن إحدى قصص النجاح في مشروعهم بالقول: «نفتخر بأن أحد طلابنا من مواليد 2003، استطاع في أول عامٍ جامعي أن يحقق مبيعاتٍ، وصلت إلى 100 ألف ريالٍ في فصلٍ دراسي واحد، وهذا بفضل الله أولاً، ثم بالجهود التي مكَّنت الطالب من الوصول إلى الطلاب الآخرين، وتقديم شروحاتٍ لهم». وعن مشاركتهم في المعرض، ذكر: «الحمد لله أستطيع وصف تجربتنا بالعظيمة حيث قابلنا كثيراً من المستثمرين ذوي الخبرة العالية، وتبادلنا معهم قنوات التواصل لتكون بيننا شراكاتٌ مستقبلية».
تابعي المزيد: صندوق التنمية السياحي يوقع اتفاقية تعاون مع "منشآت" لدعم المنشآت السياحية في الوجهات السياحية بالسعودية
مشروع اجتماعي
وأوضح أحمد عبدالله الحربي، من «وقف عامرة»، أنهم يستهدفون تطوير الوقف الخيري في الأحياء القديمة بالمدينة المنورة، وقال: «نعمل على توسيع مشروعنا الاجتماعي ليشمل بقية المناطق الداخلية، واستقطاب علاماتٍ تجارية لتهيئة أرضها حتى تصبح وجهةً سياحيةً عالميةً وفريدةً من نوعها، كما نسعى إلى تقديم حلولٍ اجتماعيةٍ رياديةٍ، تدعم أرباحها وقف عامرة».
مشروع بيئي
وبيَّن عبدالله الشريف، من مشروع «سبايدرز» المتخصِّص في النقل والتنقل بين المسافات القصيرة عبر مركباتٍ كهربائيةٍ صغيرة، أن مشروعهم يستهدف تحسين البيئة عبر استخدام مركباتٍ تعتمد على طاقةٍ نظيفةٍ وفي متناول الجميع بأكثر من 14 مدينةً في السعودية، مع التخطيط للتوسُّع في الشرق الأوسط.
وعن المشاركة في «بيبان»، قال: «شاركنا في الملتقى للتعريف بمشروعنا في المساحات الخارجية عبر توفير سكوترات ومركبات كهربائية لخدمة الزوار مجاناً».
تجربة أمومة متكاملة
وتطرقت الدكتورة سامية العتيبي، الرئيسة التنفيذية لـ «بونفل»، على مشروعها بالقول: «بونفل» منصةٌ إلكترونية، توفر جميع مستلزمات الأم الحامل من بداية الحمل إلى أن يُتمَّ طفلها أربعة أعوام». مضيفةً: «تحصل الأم خلال فترة الحمل على صورةٍ ثلاثية الأبعاد، ومجسَّمٍ خماسي، وهناك متاجر تجمع جميع مستلزمات الأم والطفل لتوفير الوقت والجهد عليها عند اختيار المنتج المناسب لها ولطفلها، والحصول على تجربةٍ مختلفةٍ ومتكاملةٍ مع كثيرٍ من الذكريات السعيدة، والحمد لله، أستطيع وصف مشاركتنا في بيبان بالثرية».
350 متحدثاً عالمياً
اعتلى مسرح «بيبان» أكثر من 350 متحدثاً عالمياً ومحلياً، و150 مشاركاً في «بيبان» talks، وتمكَّن زوَّار الملتقى من الالتحاق بـ 300 ورشة عملٍ تدريبية، حضرها نحو 20 ألف شخصٍ، وناقشت موضوعاتٍ متنوعة، منها «الإدارة المالية، تجربة الحصول على امتياز تجاري، التحول إلى التجارة الإلكترونية، استراتيجية إدارة المخاطر، إدارة سلاسل الإمداد، التخطيط الاستراتيجي، نمو المنشآت، إلى جانب موضوعات أخرى، عرَّفت روَّاد ورائدات الأعمال على الخطط الاستراتيجية والأعمال التشغيلية لأعمالهم التنموية».
تابعي المزيد: بالفيديو.. مشاركون في بيبان 23 لـ"سيدتي": نسعى لتحقيق رؤية 2030