لم يعمد الإسلام منذ بداياته الأولى لتغيير هويات الشعوب الثقافية التي دخلت فيه واعتنقته،أو يسعى لتنميط فنون وثقافة وآداب الشعوب، فهو لم يناقض أي هوية أو يرفضها طالما لم تتعارض مع شرائعه وتعاليمه، إنما تقّبل تلك الهويات، وتفاعل معها بل وفاض عليها بفيوضه النورانية ، فظلت هذه الشعوب محتفظة بفنونها وأذواقها وتراثها في مختلف مناسباتها.
وفي مناسبة شهر رمضان الكريم تظهر كثير من تلك العادات والتقاليد والطقوس والتي تجمع ما بين التاريخ والثقافة والتي قد تكون عادية أو غرائبية، في السياق التالي سيدتي جمعت لك عددًا من أغرب تقاليد وعادات الشعوب حول العالم في شهر رمضان.
- طاجيكستان يفطرون على الشرشاي
يفطر المسلمون في طاجيكستان على الشاي وشراب الحليب المعروف باسم "شرشاي" وهي عادة لديهم ثم يستكملون إفطارهم بالطعام العادي حيث يعتقدون أن الشاي سينبه المعدة الخاملة طول اليوم برمضان، كذلك فمن عاداتهم الشهيرة ما أن يبدأ شهر رمضان إلا ويبدأ الصغار في اللهو واللعب بالشوارع والأزقة حيث يتجولون في مجموعات حاملين حقائبهم القماشية يجمعون فيها الهدايا والمكسرات وهم يغنون أغاني مبهجة مثلهم مثل أطفال العرب.
- باكستان يقضون اليوم في اللعب حتى لا يشعروا بمشقة الصيام
في أول أيام شهر رمضان يقيم الباكستانيون احتفالًا كبيرًا للأطفال الذين يصومون لأول مرة لتشجيعهم على الصيام فيحتفي بهم الأهل حيث يقلدونهم أغطية رأس تشبه التيجان تكون مطلية باللون الذهبي وكأن من يصوم يصبح الملك، أما الشباب فإنهم يقضون وقت نهار رمضان في اللعب للتغلب على الصوم ولتمضية الوقت خاصة في مدينة بيشاور، حيث يلعب الشباب لعبة من الطراز القديم وهي" قتال البيض"، ويتم الاستعداد لها من خلال سلق البيض وتلوينه بألوان زاهية، وفي اللعبة يفوز من يكسر بيضة خصومه أولًا.
- جزر المالديف استكشاف الهلال على الشاطئ
جزر المالديف دولة أرخبيلية، ومن عادات شعب المالديف أنهم يجتمعون في ليلة شعبان الأخيرة على الشواطئ، فتجتمع العائلات الكبيرة لمشاهدة الهلال بالعين المجردة، وما أن يتم تحري الهلال إلا ويتم رش المنازل بمُعطرات الجو من المسك وماء الورد، وتشمل وجبة الإفطار عادة المأكولات البحرية والأسماك خلال شهر رمضان.
- إندونيسيا وأجازه للتعود على الصيام
مع الإعلان عن ظهور هلال رمضان تُعطى المدارس والجامعات إجازة لمدة أسبوع حتى يعتاد الجميع على ساعات الصيام، كما يستقبل المسلمون باندونيسيا رمضان بالفرح والسعادة وتقليد قديم من خلال الطبول التقليدية المسماة "البودوق" والتي يدقونها احتفالاً بقدوم الشهر.
- أوغندا ضرب الزوجات قبل الإفطار
من أغرب العادات والتقاليد الرمضانية تلك في دولة أوغندا حيث يقوم الرجال بضرب زوجاتهم على رؤوسهن ضربات بسيطة قبيل الإفطار، لزيادة حماستهن في الإسراع بإعداد الإفطار، وتعتقد الزوجات أن هذه العادة غير مسيئة بل هي من دلالات الغنج للنساء، وعلى الرغم من عدم تقبل الكثيرين لهذه العادة ولكن الرجال بقبائل "اللانغو" تحديدًا ما زالوا يحافظون على هذه العادة والمدهش أن الأطفال من الذكور يقومون بلعب لعبة ضرب الزوجات مع أقرانهن قبل الإفطار تمثًلا بالرجال من كبار السن بالقبيلة.
- موريتانيا وبركة الزواج برمضان وحلقة "شعر رمضان"
في موريتانيا هناك تقليد شائع بين الشباب حيث يعمدون لحلق رؤوسهم استعدادًا لشهر رمضان، ليبدأ الشعر الجديد في الإنبات، وهو اعتقاد تعود جذوره للجدود والذين كانوا يعتقدون أن حلق الشعر ولادة جديدة لكي يتخلص الإنسان من شروره وخطاياه، وظل هذا الاعتقاد حتى تحول مع الزمن ليتسق مع دخول شهر رمضان والذي ينقينا من الخطايا والآثام ، كذلك ينظر الشعب الموريتاني إلى الزواج برمضان أنه سيكون بداية حياة جديدة يتطهر فيها الإنسان ويتخلص من ذنوبه وخطاياه لما يواظب عليه من عبادات وشعائر رمضانية تقربه من ربه وتغفر له ذنبه، ومن التقاليد الشعبية للشعب الموريتاني خلال شهر رمضان قراءة القرآن كاملاً في ليلة واحدة. وتستضيف العائلات الغنية الفقراء يوميًا على الإفطار.
- سيريلانكا ومأكولات الدقاق
تظهر مهنة رمضانية في سيريلانكا بمجرد إعلان رؤية هلال رمضان، حيث تفتح متاجر مؤقتة تقدم المأكولات والمشروبات الجاهزة للصائمين وتكون مجانًا أو بمقابل بسيط، وتكون عادة بجوار المساجد خلال شهر رمضان تسمى المتاجر "الدقاق" وذلك في الوقت الذي تغلق فيه المطاعم والمقاهي حتى الإفطار، كذلك يقوم السيريلانكيون بتزيين منازلهم بأجمل الزينات والأضواء استعدادًا لاستقبال الزوار في ليالي رمضان حتى السحور.
- الهند يفطرون على الملح
يفطر الهنود في شهر رمضان على الملح، ثم بعدها يتناولون وجباتهم من الأرز، ويكون الطعام مليء بالبهارات والنكهات المميزة والمختلفة الهندية، ومن عادات الهنود أن يتجمع سكان كل حي في المسجد على طعام الإفطار، حيث يحضر كل فرد معه ما يستطيع من الطعام والشراب والفواكه ليتشاركه مع الآخرين في المائدة الجماعية في المسجد.
- اليمن وطلاء المنازل بألوان جديدة
في اليمن يستقبل المسلمون شهر رمضان بطلاء جدران منازلهم والساحات الأمامية، كما يقومون بتنظيف الشوارع استعدادًا للموائد العامرة التي تقام ويجتمع بها الأهل والأقارب، كما يقوم اليمنيون بشراء أواني جديدة لكي تستخدمها ربات البيوت وتضعها بطريقة جميلة على الموائد الرمضانية.