قصص للأطفال أو حكايات قبل النوم.. عادة جميلة تحرص كل أمّ على القيام بها بكل حب وشغف واهتمام.. ترويها إن أرادت توجيهاً أو تقديم نصيحة، وحتى إن رغبت في نقل الشكر والامتنان لأطفالها، ومرات تحوي القصة معلومة أو قيمة جديدة للطفل ليتعرف عليها.. وقصة اليوم "أحلام طارق في ليلة القدر" تحكي معلومات عن فضل وقيمة ليلة القدر المباركة في شهر رمضان، والعبادات المرتبطة بها، وكيف تتغير الأقدار بها.. من حال لحال، وتتحقق معها أحلام الصغار وأمنيات الكبار .
بقلم: خيرية هنداوي
- طارق فتى يبلغ من العمر سبعة أعوام، له خمسة من الأخوة والأخوات يحبهم ويحترمهم ويحبونه، اعتاد طارق منذ صغره أن يرى والديه وأخوته يصلون، ويقيمون فروض الله تعالى ويتعبدون.. ولا يشاركهم، وفي شهر رمضان الكريم كان دائماً ما يشاهد أمه تعد الصواني الشهية لتطعم الفقراء والمساكين.. يحملها أخوته الكبار فوق رؤوسهم.. إلى الجامع القريب قبل وقت الإفطار بدقائق.
- وما إن شبّ طارق وبدأ يدرك قليلاً قيمة الصلاة والصوم والدعاء والتسبيح.. ومعنى قيام الليل في رمضان، وكيف يكون عمل الخير، حتى أحب أن يشارك أهل بيته ما يفعلون، فدربته أمه على الصلاة، وكان والده يصطحبه معه للجامع في بعض الأوقات ليعلمه القراءة ويشاركه نطق بعض كلمات آيات من القرآن.
- وفي واحدة من ليالي العشر الأواخر من رمضان - كالتي نعيشها في أيامنا حالياً- سمع طارق والده يقول: الليلة ربما تكون ليلة القدر، وربما غداً أو بعد غد.. فالتفت طارق وشدت الجملة أذنيه فسارع بالسؤال: ما هي ليلة القدر يا أبي؟وقبل أن يجيب على سؤاله، طلب من أبنائه ومعهم الصغير طارق صلاة بعض الركعات، بعدها بدأ يحدثهم عن ليلة القدر.. فقال الأب: هي ليلة من ليالي شهر رمضان، تأتي في العشر الأواخر منه، وها نحن قد بدأنا العد التنازلي لنودع أجمل وأفضل الشهور على قلوبنا.
- قال الله سبحانه وتعالى عنها.. هي ليلة أفضل من ألف شهر، ليلة أنزل الله تعالى فيها القرآن الكريم، ليلة تتبدل فيها أقدارنا؛ بمعنى أن الله تعالى ينظر إلى عباده المؤمنين المتعبدين في تلك الليلة، بقلوبهم المخلصة وبإيمانهم الصادق فيعفو عنهم ويصفح، فيشفي المريض ويعطي السائل، ويستجيب لدعائهم وتوسلاتهم له، فتتغير أقدارهم؛ فمن كان حزيناً يفرح، ومن كان مريضاً يتم شفاؤه وهكذا.
- واستكمل الأب حديثه -وكأنه يرسم بكلماته لوحة جميلة، تتلألأ أنوارها في عيون أطفاله، معبقة بروح الإيمان والتقوى وحسن الولاء والطاعة من العبد لربه: إن الله سبحانه وتعالى يأمر الملائكة جميعها أن تتنزل إلى السماء الدنيا، يقودهم جبريل عليه السلام، فيباهي بعباده المتعبدين في تلك الليلة، ويقول: انظروا إلى عبادي يتقربون لي، ويطيعونني ويتعبدون لي، وأنا أشهدكم أني قد غفرت لهم وأعطيت كل واحد منهم مسألته، واستجبت لدعواتهم.
- هنا تذكر طارق أحلامه الكثيرة في النجاح والتفوق، وشراء العجلة ودوام حب الأخوة له.. وقال متسائلاً: ألم يذكر الله سبحانه وتعالى موعداً لليلة القدر في القرآن الكريم ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه؟!
- فقال الأب: كلام صحيح يا طارق، لا نعرف ليلة محددة لليلة القدر، ولكن أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم علامات نستطيع بها أن نعرف إن كانت الليلة هي ليلة القدر أم لا!
- وهنا سارع طارق في إلقاء السؤال الثاني ولم ينتظر: وما هي تلك العلامات يا والدي.. أخبرني بها.. أنا مستعد لعمل كل شيء؛ سأقرأ مع أمي وأستمع لآيات كتاب الله، وسأنزل معك إلى الجامع كل صلاة، وسأطيع أخوتي في كل ما يطلبون.. و..
- ابتسم والد طارق وقال: تبدأ ليلة القدر من غروب الشمس، وتأتي في ليلة وترية- فردية- في الليالي العشر الأخيرة من رمضان، ليلة نرى فيها السماء صافية، ونشعر بالراحة والهدوء والأمان.. إذن فهي ليلة القدر.
- جرى طارق نحو النافذة وتجول بنظراته يميناً وشمالاً، ورفع رأسه عالياً لثوانٍ.. والتفت بعدها إلى والديه وأخوته وصاح: السماء زرقاء صافية جميلة.. وقلبي سعيد وفرحان يا أمي، ليلة القدر اليوم.. هل أدعو ربي الآن! هل أقرأ أحلامي بصوت عالٍ أم.. ماذا أفعل؟!
- ابتسم الأب وقال: الحمد لله أنك أدركت معناها يا طارق.. وشاركتنا الصلاة، فهيا لنكمل صلاتنا أولاً، ونقرأ في المصحف الشريف، ثم ندعو الله جميعاً بما نحلم وما نسعى لتحقيقه، فيجيبكم الله سبحانه وتعالى..ما هي أحلامك يا طارق؟
- فقال طارق الصغير.. أنا أدعو الله أن أتفوق في دراستي، وأن تعطيني مالاً يا أبي لأنزل مع أمي لأشتري به الدراجة، فضحك الجميع وقال الوالد: آمين، ثم توجهوا جميعاً لإكمال الصلاة.. فرحين بليلة القدر.. آملين أن يحقق الله أمنياتهم الكثيرة.
احكي لطفلك عن فضل العشر الأواخر من رمضان
سؤال وعليك الجواب
- في أي شهر تكون ليلة القدر؟
- لماذ سُميت بليلة القدر؟
- ما هي العبادات التي تسبق ليلة القدر؟
- هل تقتصر أحلامك عليك وحدك؟
- ماذا دعوت لأمك، لأبيك، ولأخوتك في ليلة القدر؟