قصص الأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة "السعادة لأمل وإيمان" تدعو الطفل لمشاركة الآخرين الفرحة والسعادة، وعدم اقتصارها عليه وحده
أمل وإيمان صديقتان بالصف الثالث الإعدادي، عمرهما 14 عاماً، تسكنان في عمارة واحدة، ومعاً تذهبان إلى المدرسة سيراً على الأقدام، البنتان تحبان دراستهما ومدرستهما، وتعشقان أيضاً القراءة والتلوين وتبادل قصص المغامرات
انتهى العام الدراسي بتفوق لكل منهما، وانشغلت أمل بممارسة تدريبات السباحة لعبتها المفضلة، واكتفت إيمان بالقراءة ومشاهدة التليفزيون بالمنزل مع أسرتها وأصبحتا قليلاً ما تلتقيان..وطالت أيام انشغال أمل وإيمان عن بعضهما البعض؛ ولكن أمل شعرت بالوحدة واشتاقت للحديث مع جارتها وصديقتها إيمان
أمل أخبرت أمها برغبتها في دعوة إيمان للذهاب إلى النادي وحضور تدريب السباحة معها، ثم التجول في حدائق النادي وتناول المثلجات. وافقت الأم ورحبت بالفكرة، وسريعاً ما اتفقت الصديقتان على اللقاء وحددتا الزمان
ومضى اليوم جميلاً مملوءاً بالسعادة واللعب والسباحة، وتركتا بعضهما على وعد بتكرار اللقاء مرة ثانية قريباً
والعجيب أن الأم لاحظت أن أمل رجعت حزينة مشغولة البال، وعلى وشك البكاء؛ فاقتربت منها مستفسرة عن حالها وسر حزنها، فمنذ قليل كانت سعيدة فرحة بقضاء اليوم مع صديقتها إيمان
ارتمت أمل على كتف أمها واندفعت في البكاء، وبعد أن هدأت قليلاً قالت: أشعر بالضيق يا أمي وبالتقصير تجاه صديقتي إيمان، الإجازة قاربت على الانتهاء ولم أفكر إلا أمس فقط في اصطحابها معي واقتسام السعادة معها
: لماذا أستمتع بالسعادة وحدي؟ كيف أفرح وكان من الممكن أن تشاركني صديقتي حتى لو كانت للحظات قليلة!
هنا أجابت الأم: لم يمر الوقت بعد ، السعادة قد تكون في كتاب لطيف تتبادلانه، خبر حلو سمعته أو قرأته فتخبرينها به، معلومة جديدة طريفة عرفتها من ألنت.
.. هيا انوي يا حبيبتي أن تتقاسمي فرحتك وسعادتك وعلمك مع صديقاتك وزميلاتك بالمدرسة، ابتسامتك في وجه صديقتك صدقة يعطيك الله عليها أجراً، فما بالك بمحاولتك إدخال السعادة إلى قلبها!
والآن عزيزتي الأم، هل وصلت الفكرة إلى ابنك أو ابنتك؟ هل لديك تجربة خاصة تؤكد هذا المعنى الجميل؟ أخبرينا بها فتستفيد بقية الأمهات