من الموضوعات التي طرحت على الساحة لاسيما في المجتمع السعودي المحافظ موضوع عمل المرأة، وقضية المساواة بين الرجل والمرأة، وحقها في النزول إلى معركة سوق العمل، والمطالبة بشغل جميع الوظائف باعتبارها لا تقل عن الرجل في القدرات، وأنها تستطيع القيام بمختلف المهام وربما تكون أفضل منه في بعض الأحيان.
مما أدى إلى أن يصبح عمل المرأة شيئاً أساسياً في حياتها، خاصة بعدما أصبحت مرغوبة في سوق العمل، فأصحاب الوظائف يفضلون السيدات؛ لأنهن قد يكن صاحبات راتب أقل، ويعود ذلك لأن المسؤوليات تختلف من رجل عائل للأسرة إلى سيدة بدون ارتباطات.
إلا أن المستشارة الأسرية أسماء حفظي تلفت الأنظار لنقطة هامة ومحورية حين توجه تساؤلها للنساء العاملات قائلة: هل أنت على استعداد لترك عملك ولو مؤقتاً حينما تناديك مسؤولية بيتك؟؟ أم أنت ممن قد يسمحن بوقوع مشاكل زوجية ومشاكل لطفلك في سبيل الاستمرار في عملك وتحقيق المزيد من النجاح الوظيفي؟؟
ترى أسماء أن عمل المرأة بعد الزواج ينبغي أن يقاس بمقاييس أشد دقة؛ لأنها تصبح طرفاً من مشروع إقامة أسرة، والتي تعد أهم ما تملكه المرأة، وتقول: "أنت تعلمين أن تربية طفل وإعداده كفرد يصلح ويضيف للمجتمع بشكل إيجابي ومؤثر ليس بأمر سهل أبداً، فأنا لا أطالبك بأن تلغي وجودك وتكرسي حياتك لأسرتك؛ لأن ذلك له أثر سلبي فيما بعد على صحتك النفسية، ولكن ما أهمس لك به هو أن تؤجلي مشروعك لبعض الوقت حتى تتمكني من إعطاء بيتك وزوجك وطفلك أفضل ما لديك، ليكونون قادرين على الاعتناء بأنفسهم دون الحاجة إلى وجودك كل الوقت، ثم تعودين مرة أخرى إلى ممارسة ما تحبين، وتسعين لتحقيق أهدافك مرة أخرى".
وتضيف حفظي: "ولابد من أن تكون وظيفتك التي ستعودين إليها مرتبطة بهدف أو رسالة تسعين لتقديمها، فلا تضيعي عمرك سعياً وراء ما لا ينفعك ولا يضيف إليك، بل اجعلي عملك خارج المنزل في الوقت المناسب لك ولاهتمامات أسرتك، واجعليه إضافة جيدة لك على المستوى الشخصي، ولا تجعليه عبئاً ثقيلاً مدمراً، وأخيراً تمتعي بنعمة الأسرة، وابذلي قصارى جهدك في إنجاحها كما فعلت في اختيار شريك يلائم تلك الأسرة".