لطالما كانت حياة أسطورة موسيقى الروك الأمريكي فريدي ميركوري موضع جدل، حتى بعد وفاته بثلاثة عقود عندما ترك ميراثه وعالمه الخاص فيلا "غاردن لودج" في كنسينغتون غرب لندن لرفيقة دربه وأحد أقرب أصدقائه وأكثرهم ثقة، ماري أوستن.
• عالم ميركوري الخاص مصمم بعناية
وكان فريدي ميركوري قد حصل على فيلا"غاردن لودج" عام 1980، وهي فيلا جميلة مبنية من الطوب على الطراز الجورجي ويملؤها الضوء، تم بناؤها في الأصل لفنان وزوجته النحاتة في أوائل القرن العشرين. وشَرَعَ ميركوري عند دخوله الفيلا بإنشاء عالمه الخاص والذي تميز بكونه واسعاً وحميمياً ومليئاً بعناصر المسرح والمفروشات المميزة والأعمال الفنية الجميلة.
صمم ميركوري منزله وفقًا لذائقته الفنية الفريدة وملكته الإبداعية الجريئة بحيث يبدو المنزل مريحًا وسعيدًا وإبداعيًا، عندما يعود إليه، فيكون محاطاً بالفنون والمقتنيات الفاخرة التي جمعها بعناية على مدار سنوات.
• مقتنيات ثمينة محفوظة لثلاثين عامًا
اعتنت أوستن بمنزل صديق روحها المقرب فريدي ميركوري بعد وفاته، وبكل ما تضمنته جدرانه من نفائس وخفايا، وحوته أركانه من أسرار وخبايا، واشتملت عليه خزائنه من مقتنيات ثمينة، وحملته حوائطه من لوحات أصلية وأعمال فنية مدهشة لشاغال وماتيس وبيكاسو وبراك، وغيرهم من أعظم الفنانين في القرن العشرين.
واشتملت مقتنيات فريدي كذلك على نماذج لفنون صناعة الزجاج والمنمنمات الفارسية وفنون القرن الـ 19 والمفروشات، وأيضاً مجموعات الخزف والكريستال، والأقمشة الاستثنائية والأعمال الفنية الرائعة التي كان يبحث عنها في رحلاته إلى اليابان، إضافةً إلى العناصر الأصغر والأكثر خصوصية التي كانت جزءاً مهماً من حياته العامة كعدد من مسودات كلمات الأغاني الشهيرة، إلى جانب مع بعض الأزياء التي كانت السمة المميزة لأسلوب ميركوري وشخصيته الاستعراضية المتميزة بالإسراف والبذخ.
طوال الثلاثين عاماً الماضية، شعرت أوستن "بالسعادة والتميّز" وهي تعيش محاطة بكل هذه المقتنيات الرائعة التي وقع بحبها وسعى إلى اقتنائها، إلا أن أوستن عقب كل تلك السنوات وجدت أنه حان الوقت لاتخاذ القرار الصعب بإغلاق هذا الفصل الخاص جداً في حياتها، فكان من المهم أن تفعل ذلك بطريقة يحبها صديقها العزيز كثيرًا، فلم يكن هناك شيء يحبه أكثر من المزادات، فقد كان فريدي جامعاً رائعاً للتحف والمقتنيات الثمينة ومقتني ذكي للأنتيكات والقطع الأثرية الفريدة، وهو ما أظهرته مقتنياته، عقب رحيله.
• 1500 قطعة ضمن سلسلة من المعارض الغنية بدار سوذبيز
وفقًا لموقع دار مزاد سوذبيز الرسمي sothebys.com، قررت أوستن الكشف عن محتويات منزل "غاردن لودج" التي قامت بالعناية بها على مدى العقود الثلاثة الماضية للجمهور لأول مرة في معرض مخصص لمدة شهر لدى دار مزاد سوذبيز لندن، والذي سيشهد ملئ كل شبر من مساحة معرض الدار التي تبلغ 16 ألف قدم مربع بالمقتنيات التي تحتفل بالحياة والشغف متعدد الأوجه لدى ميركوري. وسيتم عرضها ضمن ست مزادات مخصصة في سبتمبر، وسيكون كل منها مخصص لجانب مختلف من حياته، سواء كان عامّاً أو خاصاً.
سيشهد المعرض عرض جميع العناصر التي يبلغ عددها 1500 من المقتنيات الموجودة في "غاردن لودج" ضمن سلسلة من المعارض الغنية والمصممة لتعرض كل منها جانب مختلف من حياة ميركوري الثرية والمتنوعة ومنها تاج فريدي ميركوري وهو نسخة طبق الأصل من تاج سانت إدوارد الذي سيرتديه الملك تشارلز في التتويج القادم.
سيفتتح المعرض بتاريخ 4 أغسطس وينتهي يوم عيد ميلاد فريدي السابع والسبعين في الخامس من سبتمبر، على أنه قبل عرض لندن، ستجول أبرز مقتنيات المجموعة نيويورك ولندن ولوس أنجلوس وهونغ كونغ في شهر يونيو، وستقيم إدارة المزادات الست التي ستلي المعارض مزاد مسائي مباشر سيقام في 6 سبتمبر، حيث سيتم عرض أهم العناصر في المجموعات للبيع. وسيتبع ذلك مزادان مباشران آخران في 7 و8 سبتمبر بحيث سيكون الأول مخصص لميركوري "على خشبة المسرح" والثاني مخصص لحياته "في المنزل" والأشياء التي أحبها وعاش معها في "غاردن لودج" وسيضم المزادان أزياء الحفلات وكلمات الأغاني المكتوبة بخط اليد والأعمال الفنية الجميلة والزخرفية واليابانية والمقتنيات الثمينة ومجموعة من المتعلقات الشخصية.
• ثلاث مزادات على الإنترنت
سيقام كذلك ثلاث مزادات على الإنترنت إلى جانب المزادات الفعلية، وسيسلط الضوء أحدها على مقتنيات فريدي التي تُظهر حبه العميق لليابان، بينما سيعرض المزادان الآخران "مقتنيات صغيرة ومجنونة"، حيث سيقدم الجزء الأول والثاني مجموعة منتقاة من الأشياء الغريبة واليومية التي رسمت البسمة على وجه ميركوري، وسيصاحب المزاد إصدار محدود من كتاب عبارة عن مجلد تذكاري يعيد سرد حياة وقصة فريدي ميركوري والأشياء التي أحاطت به.
• إرث أبدي
يقول أوليفر باركر، رئيس مجلس إدارة دار سوذبيز للمزادات في أوروبا، حسب موقع الدار الرسمي sothebys.com: "تركت لنا حياة فريدي ميركوري الثرية مجموعة غنية من اللحظات الفنية التي لا تزال تؤثر بنا وتذهلنا اليوم، وإرث سيستمر إلى الأبد مثل موسيقاه. ومع تحول دار سوذبيز إلى منصة لهذه المجموعة الرائعة، سيكون التركيز على فريدي ميركوري رجل العروض الذي يحتفل بكل ما نعرفه عنه إضافةً إلى ميوله الفنية الخاصة الأقل شهرةً. وسيجمع المزاد الفخم بين خبرات المتخصصين من 30 فئة مختلفة لتجميع التحف والمقتنيات، وسيشهد إقامة المعارض في أربعة مدن ضمن ثلاث قارات ستتوج جميعها بأطول وأروع معرض عام في تاريخ دارنا، فليس هناك طريقة أفضل للاحتفال بأسطورة فريدي ميركوري".
يذكر أن فريدي ميركوري أسطورة فن الروك، وأحد أعظم نجوم ومؤدي موسيقى الروك، وأحد أبرز الأصوات الأيقونية بأدائه "We Are the Champions"، ولد باسم فاروخ بولسار، وهو مطرب وموسيقي ومؤلف أغاني بريطاني، كون مع أصدقائه فرقة كوين الشهيرة، تعرف على ماري اوستين وكانت أقرب أصدقائه لقلبه وكتب لها كثير من الأغاني، ومن أشهر أعماله "We Will Rock You" و"Bohemian Rhapsody" و We Are the" "Champions.
وإذا كانت دار سوذبيز تعرض 1500 قطعة ثمينة من مقتنيات ميركوري، فكم قطعة ثمينة عرضتها دار مزادات Kruse GW من مقتنيات إلفيس بريسلي؟