الانتقائية في الطعام من المشاكل الشائعة التي تصيب بعض الأطفال بشكل كبير، ما يؤكد على وجود اضطرابات عامة في أسلوب تناول الطفل للطعام، وما يؤدي إليه من نقص في تناول الجسم لبعض المعادن والفيتامينات، وتأثير ذلك على نمو الطفل وصحته، وعلامات هذه العادة واضحة ويمكن اكتشافها مبكراً، ولكن يبقى الخوف من أن تكون هذه السلوكيات من انتقاء أو إقبال على بعض الأطعمة دون غيرها.. إشارة إلى معاناة الطفل من أمر جسدي أو نفسي خطير.
حول أسباب انتقاء الطفل في الطعام، والعلامات الدالة وطرق الوقاية.. كان اللقاء وخبيرة التغذية الدكتور ة منى عبدالفتاح للشرح والتوضيح.
أسباب انتقائية الطفل للطعام
- القلق والإجهاد.. من أسباب انتقائية الطفل للطعام، بمعنى إذا كانت مستويات الإجهاد لدى الطفل مرتفعة أو زادت، واقترن ذلك بفقدان الوزن أو عدم زيادته، فإن هذا يمكن أن يكون علامة على وجود اضطراب لديه.
- الضغط.. من العوامل التي تدفع الطفل لانتقائية الطعام؛ عندما يشعر الطفل بالضغط من أجل تناول الطعام، فمن المرجح أن يأكل كميات أقل.. خاصة في سن ما قبل المدرسة، بينما يأكل أكثر عندما لا يتم إعطاء تعليمات.
- المكافآت.. عند استخدام أسلوب تقديم مكافأة مقابل تناول الطعام من قبل الوالدين، يقل إعجاب الطفل ومدى قبوله الطعام الذي سيتم الطفل تناوله، ويبدأ في كره الطعام.. وكأنه يعلن تفرده أو عدم قبوله فرض الرأي.
- السيطرة المفرطة من جانب الآباء، والتي تجرد الطفل من أي شعور بالاستقلالية، وكلما سعى الطفل جاهداً للاستقلالية والشعور بالذات - والأمر طبيعي مع تطور نموه- يصبح أكثر انتقائية تجاه الأطعمة المقدمة إليه.
- وكذلك حالة إذا كان أحد الوالدين قلقاً أو مكتئباً، أو أظهر سمات طعام انتقائية أثناء تناول الوجبات، فمن المرجح أن يكون الطفل مثله انتقائياً، هو يقلده.. وسوف يشعر بالإحباط وقت تناول الطعام أيضاً.
10 نصائح هامة ل فتح شهية طفلك في مراحل عمرية متتالية
علامات تدل على أن طفلك انتقائي في الطعام
- وتظهر أولى العلامات.. بأن يدفع الطفل ملعقة الطعام أو يبعد رأسه عنها، وقد يغلق فمه أثناء إطعامه، أو يبصق الطعام من فمه، أو يصبح مزاجياً أو غاضباً أو متعباً، وقد يكون فاقداً للشهية غالباً في وقت الطعام.
- وإذا بدأ طفلك في الحد من بعض الأطعمة أو محاولة انتقاء الأطعمة.. قليلة السعرات الحرارية، فقد يكون ذلك علامة مبكرة على حدوث اضطراب، والذي يتمثل في التظاهر بتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة جداً، واستبدال الأطعمة الصلبة بالمشروبات، أوالتخلص من أنواع الأطعمة.
- وقد تجدين الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات الأكل وانتقائية الوجبات.. يتجنبون الوجبات العائلية؛ لأنهم لا يريدون لأحد أن يلاحظ قلة تناولهم للأكل.
نصائح للتعامل مع الطفل الانتقائي للأطعمة
لا يأكل كل الأطعمة
- كذلك إذا كان الطفل يتناول مجموعة محدودة ومعينة من الطعام، ويرفض مثلاً تناول الأطعمة مثل الخضروات واللحوم، فهذا يعني أنه انتقائي ولا يأكل كل الأطعمة وأنواع الغذاء، وهنا يأتي دورك في تشجيعه على تناول الأطعمة الصحية.
- ومن العلامات ان يُفضل الطفل ألا يُجرب تناول أطعمة جديدة، وأن يستمر في تناول الأطعمة التي اعتاد على تناولها، وقد يدخل في نوبات غضب على المائدة، ويغضب كثيراً في حال قدمت له وجبة جديدة.. وأرغمته على تناولها.
- وهناك الطفل الذي يتناول الطعام ببطء شديد، و يهتم كثيراً بشأن مظهر الطعام، وقد لا يتقبل مثلاً الأطعمة التي تلمس بعضها البعض، الأمر الذي يدفعه لتناولها ببطء وقلة شهية.
مفهوم الطفل الانتقائي في الطعام
- حتى نتعرف فعلياً على مفهوم الطفل الانتقائي في الطعام.. والطفل العادي.. لا بد أن نفرق بين سلوكيات الطفل أمام "الأكل العادي"، وسلوكياته حين نصفه بأنه "طفل انتقائي".
- علمياً لا يوجد تعريف موحد عالمي لمفهوم الأكل الانتقائي، ولكن أحد التعريفات الشائعة للأكل الانتقائي هو: "استهلاك مجموعة متنوعة غير كافية من الطعام، مع رفض مجموعة أخرى كبيرة من الأطعمة المألوفة وغير المألوفة".
- ولكن هذا التعريف يجانب الصواب؛ إذ إنه يفرق بين علامات الانتقائية في الأكل، مقابل الخوف من الأطعمة الجديدة، وهو ما يسمى برهاب الطعام، لهذا من المهم فهم هذا المفهوم جيداً؛ حتى لا يتم تصنيف الطفل بطريقة خاطئة.
- مثال: الطفل الطبيعي: يتقبل أنواع من الأطعمة في يوم ويرفضها في يوم آخر.. يأكل كمية قليلة في بعض الأوقات.. يتذوق الصنف الجديد، يتناوله أو يقوم بإبعاده.. وينظر للطعام عدة مرات قبل أن يتذوقه.
- بينما سلوك الطفل الانتقائي يختلف في الطعام: فهو لا يقبل ان يأكل إلا طعامه المفضل.. ويفضل أن يكون الطبق الذي طلبه.. مزخرفاً ويجمع عدة ألوان من الأطعمة، كما أنه.. يشعر بالضيق والرفض لأي صنف جديد من الطعام.. ويتذمر ويبكي إن طلب أحد منه تناول ما لا يريد.
خطوات تخفف من انتقائيته للطعام
- تناول وجبات الطعام على المائدة كعائلة، حيث يتعلم الأطفال من تقليد عادات والديهم، الأكل هنا لا يتعلق فقط بالطعام المقدم، بل يرتبط بخلق تجربة مشتركة تعزز التواصل الاجتماعي.
- توفير نظام للوجبات واختيار الطعام، مع الثقة في أن الطفل سيعرف ماذا سيأكل اليوم، وما هو مقداره، مع تجنب الضغط أو الرشوة أو استخدام الطعام كمكافأة.
- كما أن إشراك الطفل في إعداد وجبات الطعام وطهيها، سيتيح له الإلمام بالطعام المختار حتى قبل تناوله، مما يجعله مقبولاً أكثر.. ومن المهم كذلك عدم الميل لتصنيف جميع الأطفال بشكل افتراضي؛ على أنهم انتقائيون ومن الصعب إرضاؤهم في تناول الطعام.
- وبدلاً من ذلك.. يجب على الآباء فحص التغييرات التي يمكن إجراؤها بخصوص نوعية الطعام؛ للحفاظ على تغذية صحية للطفل، خالية من الصراعات وقت الطعام.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.