كثير من الآباء يخططون ويفكرون بالأساليب التربوية التي سيطبقونها على أبنائهم حتى قبل مجيئهم للحياة، وبالرغم من أنها تأخذ الطابع الشائع المتبع بين غالبية الأسر، ألا أنها تأتي في كثير من الأحيان بنتائج عكسية سلبية من غير قصد؛ مما يشعر الأبوين بالفشل والإحباط، ويؤثر بطبيعة الحال على سلوكيات الأبناء ويشكل شخصياتهم بشكل سلبي. للتعرف إلى هذه الأخطاء التربوية الفاشلة لاستبدال أخرى ناجحة بها. كان اللقاء واستشاري تربية الطفل الدكتور محمود عبد السلام بكلية التربية.
أساليب تربوية قديمة ونتائج عكسية!
- الوقت المستقطع.. أو كرسي العقاب الذي يعمل على تهدئة الطفل، ومحاولة السيطرة على انفعالاته، نجده يفشل أحياناً مع الطفل المرتبط بوالدته بشدته، إذ يحدث أن شعوره بالانفصال عنها، يزيد من إفرازه هرمون التوتر ما يزيد من صراخه وفزعه. والحل الالتزام بعقاب دقيقة واحدة أمام كل سنة من عمرة، وتزداد بتقدمه في السن.
الصراخ
- أسلوب تلجأ له الأم وتستخدمه، نتيجة الضغوط الكثيرة التي تتعرض لها، وعلى الرغم من أنه قد يجدي نفعاً في بعض الحالات، لكن كثرة استخدامه ينفر الطفل من والدته، ويشعره بالتوتر ويجعله يبتعد عنها، ما يضر بالعلاقة بينهما. والحل تقليل الصراخ وضبط المشاعر والانفعالات أمام الطفل.
صرامة القوانين
- من المفيد أن يكون لكل منزل قوانين خاصة به، يسعى الجميع لتنفيذها، ولكن الخطأ يأتي من كثرة هذه القوانين، والتشدد في تطبيقها دون مرونة، ما يجعل الطفل يشعر بالملل، ويصبح عنيداً في تطبيقها. ويسعى قاصداً إلى كسرها. والحل لا تتخلي عن القوانين، ولكن حاولي التخفيف منها والتعامل بمرونة معها.
إخفاء اللعبة المحببة
- إخفاء اللعبة المحببة، أو بعض الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالطفل، وهو أسلوب تربية تلجأ له الكثير من الأمهات كنوع من التأديب أو العقاب للطفل. ولكن الإخفاء ليس حلاً، فالطفل يشعر بانعدام الثقة في علاقته بوالدته، لأنها تعرف نقاط ضعفه وتضغط عليه من خلالها، وهو أمر مخيف ويسيء للعلاقة بينهما، والحل يكون بالتفاهم وتحديد ساعات محددة للعب، وأخرى للمذاكرة والرياضة.
إهانة الطفل
- كما تلجأ بعض الأمهات إلى الحديث عن أخطاء وعادات طفلها غير اللائقة أمام الآخرين من الصديقات أو الأقارب، بهدف تأنيب الطفل وتهديده بافتضاح أمره، ما يقلل من احترام الطفل لذاته وثقته بنفسه.
- ومن الأخطاء الشائعة أيضاً، التي يرتكبها الآباء في حق أبنائهم؛ مواجهة أسئلة أطفالهم بعنف وقسوة مما يشعر الطفل بالقهر والألم النفسي. والحل التيقن أنها أساليب غير تربوية وتترك في الطفل أثراً سيئاً وإحساساً بالمهانة يصعب إزالته بسهولة.
أخطاء تؤكد فشل تربيتك
- اجتمع مؤخراً أساتذة التربية وعلم نفس الطفل بأحد المنتديات الثقافية التربوية للكشف عن أكثر الأخطاء التربوية شيوعاً، والتي تؤكد فشل الآباء في تربية الأبناء. وكان الهدف إظهار الأخطاء أولاً ثم التخلي عنها.
- عدم قول "لا"، بعض الآباء لا يقولون أبداً كلمة “لا” لأبنائهم، ويرفضون وضع أي حدود عند التعامل مع أفراد العائلة والغرباء بأي شكل من الأشكال.
- عدم تعليم المبادئ والأخلاق، ترتبط التربية الأخلاقية في سنوات النشأة الأولى بتطور الإنسان، بينما يرجع عدم التزام الطفل ببعض المفاهيم أو العادات السليمة، إلى عدم فهمه على نحو صحيح، ولهذا لابد من ترسيخ هذه المبادئ منذ الصغر.
- التخطيط لليوم دقيقة بدقيقة، بعض الآباء والأمهات يحرصون على شغل أوقات أطفالهم بالأنشطة وملء جداولهم بالمهام التي تتعلق بالدراسة أو ممارسة الرياضة، بحيث لا يصبح لدى الصغار وقت لأنفسهم ما يجعل حياتهم أشبه بمعاناة يومية.
- الانشغال عن الأبناء، إحدى مشاكل الطفل الخطيرة، هي الانشغال عنهم لفترات طويلة، وقد يعوضهم الآباء بشراء لعب جميلة أو إقامة حفلات رائعة، لكن لا شيء يعوض! وهذا يعد خداعاً للطفل، حيث يبدأ في التقليل من قيمة نفسه والتصرف لجذب انتباه الآباء.
نشر صور خاصة بالأطفال على وسائل الإعلام
- بعض الآباء يشاركون صور أطفالهم في لقطات طريفة، وغيرها من الأمور الخاصة بهم بشكل غير ملائم بوسائل الإعلام الاجتماعي، وتنشئة الأطفال بهذه الطريقة يحولهم إلى شخصيات نرجسية، ويعزز لديهم الإحساس بأهمية الذات، أو بالأحرى الغرور من دون أساس سليم.
عدم تحديد موعد ثابت للنوم
- هناك آباء يتركون أطفالهم يسهرون حتى أوقات متأخرة في المساء، فنجدهم بحلول الساعة الحادية عشرة مساء يشعرون بالتعب بشكل واضح. وهذا خطأ على أسلوب حياتهم أوقات الدراسة، ويسبب ضرراً صحياً لهم كذلك، فالنوم الكافي يساعد على اكتمال نمو جسم الطفل.
إجبار الأطفال على إنهاء أطباقهم
- يجبر بعض الآباء الأطفال على تناول محتويات أطباقهم كاملة، رغم إعلان شعورهم بالشبع، وهذه العادة ربما تتسبب في بدانة الأطفال؛ لأنهم يتناولون ما يزيد على حاجة أجسادهم، وكان الأفضل وضع الكمية المناسبة للطفل، وطلب المزيد عند الحاجة.
مكافأة الطفل بتناول الوجبات السريعة
- كثير من الأمهات يقمن بربط السلوك الجيد للطفل بتقديم الغذاء غير الصحي كمكافأة، ما يؤدي لقتل الشهية للطعام الصحي، إضافة إلى أن الاعتماد على تناول الوجبات السريعة يساهم في تغير تصرفات الشخص، وإضعاف تحكمه، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام والسمنة.
التوجيه أو التأديب أمام الآخرين
- لا شك أن تأديب الطفل أمام الآخرين، يثير نوعا من الكراهية من ناحيته تجاه والده أو والدته، وربما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، ويجعل العلاقة بينهما علاقة خوف لا احترام وتقدير، ما يتسبب في النهاية بخلق شخصية ضعيفة انقيادية.
التدليل الزائد
- تربية الطفل على التدليل الزائد، تجعله يتوقع من الآخرين أن يلبوا كل مطالبه، وحين يواجه الحياة ومشاكلها يصطدم بالواقع، فيفقد ثقته في قدرته على التعامل مع الحياة والآخرين، وليس بصورة الطفل القوي الذي يستطيع المواجهة، وتقبل الحياة برفضها له أو قبولها به.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.