يعلم العديد من المراجعين مبدأ مهمّاً في الطب التجميلي، ألا وهو «لا نتيجة بدون ألم» No Pain No Gain. ويرجع سر هذا المبدأ إلى حاجة الطبيب البارع لاستخدام مواد وأجهزة قوية لإحداث تغيير تجميلي حقيقي في البشرة؛ وكلما ازدادت مهارة الطبيب كلما ازدادت جرأته في استخدام أساليب حديثة وقوية بدون التسبب في أعراض جانبية، ولكن دائماً ما كان مستوى تحمّل المراجعين للألم هو العامل الذي قد يقيد الطبيب ويمنعه من استخدام المواد الأفضل أو العيارات القوية المثلى. التقت «سيدتي» أخصائي الطب التجميلي والجلدية والليزر والمحاضر الدولي في أكبر المؤتمرات العلمية في عيادة بيورديرما بدبي وعيادات كوزميسيرج في أبوظبي، د. معتز سليمان، ليحدثنا عن تقنية التخدير البارد في عالم التجميل.
أثبت استطلاع رأي 2000 سيدة في السعودية والإمارات أن 49 % من السيدات يرغبن في عمل إجراءات غير جراحية، ولكنهن يخشين من الألم
هل تعني تقنية التخدير البارد أنّكم كأطباء تجميل لا تستخدمون أدواتكم الأقوى تأثيراً؟
كلا، فدائماً يحاول طبيب التجميل تقليل ألم المراجعين بوسائل مثل كريمات وحقن التخدير، الحبوب المسكنة، غاز أكسيد النيتروجين، حقائب الثلج.. وغيرها، ولكن كل هذه الوسائل لم تمنح الطبيب السيطرة على الألم بشكل كامل يسمح بتقليله بشكل لحظي حسب احتياجات المراجعين التي تختلف من شخص لآخر.
ما هو التجميل البارد الذي تقدّمه تقنية «تارجت كول»؟
«تارجت كول» تقنية حديثة للغاية، لم يمض على إطلاقها في المنطقة العربية سوى بضعة شهور. قدّمت هذه التقنية للأطباء والمراجعين فرصة للقيام بالإجراءات الأقوى تأثيراً، بدون القلق من الألم. كما وسرّع أيضاً التخدير البارد الذي يقدّمه «تارجت كول» من فترة التعافي بفضل تقليل الكدمات والتورم والالتهاب، بالإضافة لقدرته على زيادة نضارة البشرة. فالتجميل بالتخدير البارد يعني: نتائج أكثر، ألم وأعراض جانبية أقل، سرعة تعافي أكبر.
نقترح عليك التعرف على إبر الحرير لتجديد شباب البشرة Silk Injection
ما هي استخدامات التجميل بالتخدير البارد؟
يمكننا تقسيم استخدامات «تارجت كول» إلى ثلاثة أنواع:
- الحقن البارد: هنالك نوعان من الألم يصاحبان الحقن، الأول هو ألم الإبرة والخوف منها، وهذا الألم يمنع العديد من المراجعين من طلب إجراءات الحقن مثل البوتكس والفيلرز وإبر النضارة والإكسوزوم. الألم الثاني هو ألم المادة المحقونة نفسها، مثل إبر الفيتامينات والجلوتاثيون وغيرها. يقلّل «تارجت كول» هذين النوعين من الألم بشكل شبه كامل، حتى أنه يستخدم في الدول الأوروبية في تطعيمات الأطفال والكبار. أيضاً هناك معالجات مثّلت سابقاً تحدياً حقيقياً بسبب درجات الألم غير المحتملة، مثل حقن فرط التعرق وحقن فروة الرأس PRP والتي حلها «تارجت كول» كلها. وبات اليوم المراجعون في عيادتي الذين جربوا الحقن البارد يرفضون الحقن بدون تخدير بارد.
- التخدير البارد مع جميع أنواع الأجهزة: مثل الليزر، التردّدات الراديوية، الموجات الصوتية: تعرف هذه التقنيات باستخدامها لطاقات عالية تؤدي لنتائج ممتازة، ولكنها تسبب الكثير من الألم وتتطلب فترة نقاهة تتراوح من بضعة أيام إلى أسبوعين في المتوسط. التخدير البارد بواسطة «تارجت كول» يقلل ألم هذه الأجهزة للنصف أو أكثر بقليل، بالإضافة لمنع الاحتقان والالتهاب اللذين يتطلبان فترة تعافٍ طويلة. قدمت في محاضرة قريبة في مؤتمر «دبي ديرما» حالة لمراجعة رفضت إكمال إجراء الراديو فريكونسي، وطلبت إنهاء الجلسة. وعند استخدام التخدير البارد أكملت الجلسة بسهولة، ما شجعني على استخدام عيارات عالية، حصلت بها المراجعة على نتيجة أكثر من رائعة.
- توصيل المستحضرات بالتبريد: يشكل الجلد حاجزاً طبيعياً يحمينا من المواد الضارة التي قد تدخل جسمنا، هذا الحاجز يمنع أيضاً امتصاص المواد النافعة. لذلك نعمل دائماً على تحسين امتصاص المواد التجميلية مثل الميزوثيرابي وأنواع السيروم. يساعد التخدير البارد على توصيل هذه المواد عبر ضغطها لداخل البشرة، بالإضافة إلى أنه يزيد تركيز الأكسجين في المنطقة المعالجة بشكل ضخم، ويحسن الدورة الدموية، ويعزز من تكوين الكولاجين. هذه الآليات مجتمعة تعزّز من شباب ونضارة البشرة.
التبريد موجود في الطب التجميلي منذ زمن، ما هو التطوّر الجديد في هذه التقنية؟
- حسناً، لماذا نفقد الإحساس بأطرافنا في الجو البارد؟ لأن التبريد يقلل من حساسية الأعصاب وسريان الدورة الدموية. من هذا المنطلق، بدأ الاهتمام بالاستخدامات الطبية للتبريد، ولكن جميع الأساليب التقليدية كانت تعتمد على الوصول لدرجة تبريد ثابتة قد لا تكفي، ما يسبب الإحساس بالألم، أو قد يزيد عن المطلوب. وهذا يؤدي لخطر قضمة الصقيع، أو موت الخلايا وحدوث أعراض جانبية مثل التصبغ والندبات.
- التقنية الجديدة التي يقدّمها «تارجت كول» سمحت لنا بالتحكم في الحرارة قبل وخلال وبعد المعالجة بشكل لحظي، فإذا بدأت بعمل إجراء تجميلي لك، ولم تتحمله، كان لا مفر من الاستمرار مع ألم شديد أو التوقّف بدون إكمال الإجراء. أما اليوم، فمع التقنية الجديدة، أقوم بتغيير درجة الحرارة حتى أصل للدرجة التي تناسبك شخصياً ولا يوجد معها ألم،.وفي نفس الوقت لا يمنعني الألم من تقديم أفضل مواد أو طاقة تضمن لك النتيجة التي تستحقينها وتحلمين بها.
تعرفي أيضاً على الوخز بالإبر الصينية أشهر علاجات تسكين الآلام
هل التجميل البارد آمن؟
نعم، التقنية المستخدمة تتوقف أوتوماتيكياً عند الوصول للهدف، كما تعطي تحذيراً قبل زيادة التبريد عن اللزوم.
هل تعتقد أن المراجعين يخشون الألم للدرجة التي تمنعهم من الإقبال على الإجراءات؟
تقريباً هذا أول أو ثاني سؤال يسأله المراجعون. دكتور، هل الإجراء مؤلم؟ تم نشر بحث في عام 2016 أجرته شركة فرنسية قامت باستطلاع رأي 2000 سيدة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ وأهم نتائج هذا البحث خلصت بأن 49 % من السيدات يرغبن في عمل إجراءات غير جراحية، ولكنهن يخشين من الألم العالي. من وجهة نظري، التجميل البارد سيشجّع شريحة كبيرة من السيدات على القيام بإجراءات الطب التجميلي المرغوبة بدون خوف.
هل يتعارض التجميل البارد مع أنواع معينة من الحقن أو الليزر؟
لا. الطبيب الماهر يعلم كيفية تقليل الألم بدون التأثير على فعالية الحقن أو الليزر.
تعرفي أيضاً على إبرة العنبر لتعزيز نضارة البشرة Amber Injection
*ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.