توجهت عيون العالم يوم أمس نحو صاروخ "فالكون 9" من إنتاج "سبيس إكس" الذي يقل ريانة برناوي وعلي القرني من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية، برفقة رائدة الفضاء السابقة في وكالة "ناسا" بيغي ويتسن، ورائد الأعمال الأميركي جون شوفنر، وفق فرانس برس.
وقد تعاونت في تنظيم مهمة الصاروخ وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وشركة "سبيس إكس"، وشركة "أكسيوم سبيس"، والهيئة السعودية للفضاء، مع طاقم يضم أول سعوديَّين أحدهما امرأة.
تهنئة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم
ومنذ بداية هذا الحدث التاريخي، الذي راقبته عيون الإعلان العالمية، انتشرت التغريدات التي تؤكد دعمها وتأخذ مكانها العالمي على تويتر ، ومنها ما غرّد به الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، قبل انطلاق رائدَي الفضاء السعوديَّين ريانة برناوي، وعلي القرني إلى أنهما سينضمان إلى زميلهما سلطان النيادي في محطة الفضاء الدولية، متمنياً التوفيق لهم في هذه المهمة، وعلّق قائلاً: "لأول مرة سيجتمع 3 رواد عرب على المحطة الدولية، ولن تكون المرة الأخيرة التي يقتحم فيها الشباب العربي بكل ثقة هذه القطاعات العلمية العالمية المتقدمة».
المرتبة التاسعة ضمن مجموعة دول العشرين
وقد هنأ الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة السعودية للفضاء د. محمد بن سعود التميمي، الوطن على هذا الإنجاز، الذي ضم رائدي فضاء سعوديين أحدهما امرأة، وأشار إلى أن هذا الحدث لم يكن ليتحقق لولا دعم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان وتحدث عن اللقاء الذي جرى بينه وبين رواد الفضاء في وقت سابق، مشيداً بتلك الكلمات المشجعة والمحفزة التي دعمهم بها، وعلّق مفتخراً: "اليوم أصبح لدى المملكة 3 رواد صعدوا للفضاء، وتأتي في المرتبة التاسعة ضمن مجموعة دول العشرين، والأولى على مستوى المنطقة في عدد رواد الفضاء".
سيقوم رواد الفضاء بـ 14 تجربة من أهمّها تجربة لرفع كفاءة علاج السرطان والأمراض المزمنة، بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي إضافة لمهمة فريدة، وهي تحفيز الاستمطار ومعالجة تحديات البيئة.
مناورة الالتحام
هذا الاستعداد التام لمهمة الفضاء AX-2 بموعدها المقرر، من قاعدة كيب كنافيرال، بمركز كينيدي للفضاء التابع لـ"ناسا" في فلوريدا، مع مراعاة الأحوال الجوية، سبق وأكدته وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وشركة "سبيس إكس"، وشركة "أكسيوم سبيس"، والهيئة السعودية للفضاء، خلال مؤتمر صحافي في مدينة أورلاندو، بولاية فلوريدا، فجر الأحد، وقد حضر المؤتمر مستشارة الهيئة السعودية للفضاء المهندسة مشاعل الشميمري، ومايك ماكالينن من "سرب الطقس 45" التابع لوكالة الفضاء الأميركية، ومدير البرنامج الأميركي للمحطة الفضائية الدولية جويل مونتالبانو، ومدير العمليات في شركة "أكسيوم سبيس" ديريك هاسمان، ومدير برنامج الرحلات الفضائية في شركة "سبيس إكس" بانجي ريد.
وقد تم كل شيء كما كان مخططا له، حيث اكتملت مناورة الالتحام مع محطة الفضاء الدولية: الساعة (٤:٢٤ م) من يوم الأحد ، وفتح باب الكبسولة تحضيرا لنزول الرواد الساعة (٦:١٣م)، وكانت احتفالية استقبال الرواد في محطة الفضاء الدولية: الساعة (٦:٤٥م).
فيما استهل رائد الفضاء السعودي علي القرني في بيئة الجاذبية الصغرى، كلماته الأولى بحمد الله تعالى والامتنان للقيادة المُلهمة على الدعم والتمكين لشباب الوطن، وتحدث عن المتعة البالغة، الذي رافقته في هذه اللحظات التاريخية، كشباب سعودي طموح، ينشد تحقيق المستحيل، كما بثت ريانة برناوي، أولى تهنئاتها، وتحدثت عن الجهد المبذول لتثبيت النفس في فضاء لا جاذبية فيه.
من الذاكرة
من الحساب الرسمي للهيئة السعودية للفضاء، عادت لقاءات رائد الفضاء علي القرني إلى وسائل الإعلام، وتلك اللوحة الصغيرة التي رسمها له ابن أخته ووضعه فيها على سطح القمر، وتوجها بعبارة " إذا أنت وصلت القمر، فأنا سأصل للمريخ"
فيما نشرت وسائل الإعلام مرة أخرى حديث ريانة عن لحظة قبولها في برنامج الفضاء، وذلك الشغف بحب الفضاء الذي جمعها مع زملائها.
يذكر أن رحلة رائدي الفضاء السعوديين تأتي ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، الذي يهدف لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في إجراء التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بقطاع الفضاء.
