شهد معرض تشيلسي الشهير للزهور على مدار الخمسة أيام الماضية الاحتفالات بالعروض الترويحية المبهرة، فيما أقيم معرض الزهور والبستنة لمحبي الزهور في المستشفى الملكي بمدينه تشيلسي حيث التنوع في جمال الزهور وتنظيم الحدائق الوردية.
ووفقاً للموقع الرسمي للمعرض ( .rhs.org.uk )كان قبل فتح بوابات معرض تشيلسي للزهور، أمام الجمهور، عدّل العارضون فيه على أعمالهم الهندسية في اللحظات الأخيرة. لتبدو أكثر جمالاً وتألقاً.
يحمل معرض الزهور السنوي هذا الموسم جمالاً خاصاً؛ فهو يتوجه لمحبي تنسيق الحدائق في بريطانيا وأيضاً لكل من يعشق البستنة أو الزهور في حد نفسها. إنه الموعد السنوي الذي لا تغفل عنه العائلة المالكة البريطانية، الراعية الرسمية للمناسبة، وبالطبع مجموعة من المشاهير الذين يشكّل وجودهم فرصة لعرض أكبر كمّ من الحدائق المصممة خصيصاً للعام الحالي.
النساء يتنافسن على الميداليات
تتميز نسخة هذا العام بأن نسبة النساء ضمن المتنافسين على الميداليات الممنوحة في هذا الحدث البريطاني أعلى من تلك الخاصة بالرجال. ويحتضن المعرض الذي يضم حدائق مذهلة نحو 145 ألف زائر، وكان الملك تشارلز الثالث زاره الإثنين الماضي برفقة الملكة كاميلا، وسُجّل كذلك حضور أميرة ويلز كيت ميدلتون.
وبينما كانت النساء في عام 2013 يشكلن 27% من المرشحين لنيل الميداليات في هذا الحدث، ارتفعت نسبة مشاركتهن إلى 58% هذه السنة، ووصلت إلى 100% في فئة "شرفات وأوانٍ" التي استُحدثت عام 2021 لتسليط الضوء على المواهب الجديدة من خلال مشاريع أقل تكلفة من الحدائق الرئيسية التي تقف وراءها جهات راعية ويشتهر المعرض بها.
وتقول مديرة الحدائق والعروض لدى الجمعية الملكية للبستنة هيلينا بيتيت، التي تتولى تنظيم الحدث، "ثمة خطوات كثيرة لا يزال يتعين علينا القيام بها لزيادة التنوع في مجال البستنة، لكنّ تسجيل هذه النسبة الكبيرة من النساء ضمن إحدى الفئات في المعرض هو خطوة مشجّعة".
ويحتفي معرض تشلسي للزهور هذه السنة بثمانٍ من هؤلاء الرائدات المنسيات، من خلال تصميم من الأزهار مستوحى من يين ويانغ، "في مؤشر إلى كيف يمكن للمرأة أن تجسد النعومة والقوة"، على ما توضح المسؤولة عن هذا التصميم بوليانا ويلكينسون، أما المزروعات فمستوحاة من منزل ريفي تقليدي وتولّت إنتاجها نساء.
المكرمات في تصميم الحدائق
من بين البستانيات اللاتي ستُكرّمن مصممة الحدائق غرترود جيكل (1843-1932)، والروائية والشاعرة والبستانية فيتا ساكفيل- ويست (1892-1962) والعالمة الهندية جاناكي أمال (1897-1984) والبستانية بيث تشاتو (1923-2018) التي فازت عشر مرات بالميدالية الذهبية في معرض تشلسي للأزهار.
وتشير المسؤولة عن المكتبات والمعارض في الجمعية الملكية للبستنة فيونا ديفيسون إلى أن "الرجال كانوا عادة يسيطرون على مجال البستنة، وفي أحسن الأحوال قد يشكل هواية لبعض النساء الغنيات لكنه حتماً لم يكن مهنة لهنّ". وتؤكد فيونا ديفيسون التي ألفت كتاباً عن البستانيات الطليعيات قبل الحرب العالمية الأولى أن "الرجال لا يقدرون كثيراً ازدهار النساء في هذا المجال، لكنّ بعض البستانيات نجحن في تحقيق مستقبل مهني".
وتتابع فيونا ديفيسون عن هؤلاء البستانيات/ "إنهن عملن في مجال البستنة لتحسين العالم وإحداث فرق ولهدف اجتماعي، وكنّ ينجزن أعمال البستنة في المدن، وينشئن حدائق عامة ويعملن في مدارس، كنّ يبحثن عن أماكن لإحداث فرق فيها لأنّهن لم يكن يتمتعن بأي سلطة سياسية".
ويُعدّ معرض تشيلسي للزهور تقليداً إنجليزياً عريقاً بدأ منذ نحو 140 عاماً، مع أول عروضه في عام 1862 بحديقة النباتات الملكية في كنسنغتون، ومن ثمّ تنقّل في أكثر من موقع حتى استقر في المستشفى الملكي بتشيلسي، ويُنظّم المعرض سنويّاً وفي الموعد نفسه، فيما عدا استثناءات بسيطة، فقد ألغي في عامي 1917 و1918 بسبب الحرب العالمية الأولى، وخلال الحرب العالمية الثانية ألغي أيضاً، واستخدمت وزارة الحربية أرضه حينها موقعاً مضاداً للطائرات. ويُنظّم المعرض على ضفاف نهر التايمز، ويحدث بمناسبة اليوبيل الماسي لحكم الملكة إليزابيت الثانية. ويعد واحداً من أكثر التقاليد البريطانية المفضلة، ومماثلاً لعروض الموضة في مجال زراعة الزهور والفنون الحدائقية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الشهير تديره سنوياً جمعية البستنة الملكية، ويقام في حديقة المستشفى الملكي في تشيلسي بلندن، التي تصل مساحتها إلى 11 فداناً، منذ عام 1913.
مقتطفات من RHS Chelsea 2023
- 36حديقة و 90 معرضاً جلبت الإلهام والابتكار والاحتفال إلى أرض المعارض عاد معرض الزهور الأكثر شهرة في العالم في عام 2023 وهو مليء بأفضل التصميمات النباتية، من الحدائق الأخاذة والأزهار الرائعة إلى الأفكار المتطورة التي تحدد الاتجاهات وتقود الطريق في مجال البستنة.
-حدائق عرض مثيرة
تم عرض العديد من التصميمات غير العادية والمعالم السياحية الرائعة في RHS Chelsea Show Gardens. مع كل حديقة تضم ما معدله 3125 نبتة، كان هناك وفرة من مخططات الزراعة الملهمة وعروض الأزهار الحسية للاستمتاع بها.
-لم تكن التصاميم المبتكرة هي الأولى التي شوهدت في عرض هذا العام، فقد أقام المصمم مانوج مالدي وشريكه، حفل زفاف آر إتش إس في تشيلسي.
-زهور رائعة
كان الجناح الكبير عبارة عن أعمال شغب ملونة مع عشرات الآلاف من النباتات التي تغطي ما يقرب من ثلاثة أفدنة، أو ما يعادل 3230 حديقة بريطانية متوسطة الحجم. عاد معرض الزهور RHS بتركيبات الأزهار والنوافذ التي أنشأها كبار بائعي الزهور. مع حظر رغوة الأزهار خلال العرض، تبنى المصممون ممارسات مستدامة مبتكرة لإنشاء أعمالهم الرائعة.
-الاحتفالات الملكية
اجتمع 100 طفل من 10 مدارس ابتدائية محلية لزيارة المعرض في أول نزهة للأطفال في تشيلسي RHS، مما شجع على أهمية إشراك الشباب وإثارة مغامرة مدى الحياة مع البستنة. انضمت إليهم صاحبة السمو الملكي أميرة ويلز وهم ينظرون حول الحدائق ويذهبون في رحلة بحث عن الحشرات قبل الجلوس للاستمتاع بنزهة في Bandstand.
لأول مرة بصفته ملكاً، استكشف الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا حدائق RHS Chelsea، حيث التقيا بالمصممين ومنحا أوسمة إليزابيث الأولى في RHS Garden of Royal Reflection and Celebration الذي صممه Dave Green.
