كشف علماء من جامعة قرطبة الوطنية الإسبانية، أنهم حددوا مكونات عطر عمره أكثر من 2000 عام.
وذكرت مجلة التراث "Heritage"، أن أساس هذا العطر هو زيت نباتي، على الأكثر زيت زيتون، ولتحويله إلى عطر أضيف له زيت نبات الباتشولي "الاسم العلمي Pogostemon cablin".
تاريخ اكتشافه
وحلل الباحثون هذا العطر، الذي عثر عليه في قارورة من الكريستال الصخري في إحدى الجرار، وربما يعود لعائلة ثرية، في عام 2019، أثناء تشييد مبنى في مدينة كارمونا الإسبانية.
وبحسب الباحثين كانت القارورة مغلقة بإحكام، لذلك بقيت فيها بقايا صلبة للمادة العطرية، وقد استخدم الباحثون طرقاً عدة لتحديد مكونات العطر، الذي كان موجوداً في هذه القارورة.
تابعي المزيد: علماء ينجحون بابتكار عطر كان موجودا قبل 3200 عام
تركيب العطور
تعتبر الأزهار مثل الياسمين والبنفسج وزهر الليمون والورد وغيرها، من المصادر المهمة لاستخراج العطور.
ولكن جوهر العطر يستخرج من مصادر أخرى غير الأزهار، كالخشب ولا سيما خشب الأرز وخشب الصندل، ومن الأوراق مثل النعناع والغرنوق والخزامى، ومن جذور معينة مثل الزنجبيل والسوسن.
قامت أقدم طريقة لصناعة العطور إلى استقطار تيجان الأزهار مع الماء، وتكون عبر وضع رقائق من الزجاج في إطارات خشبية حيث تغلف بدهن نقي وتغطى بتيجان الأزهار وتكدس الواحدة فوق الأخرى. ويجري تبديل التيجان بين حين وآخر إلى أن يمتص الدهن النقي الكمية المطلوبة من العطر.
أما الأسلوب الحديث فإنه يستخدم مذيباً نقياً يتم استخراجه من النفط. ثم يدور هذا المذيب على تيجان الأزهار النضرة إلى أن يصبح مركزاً بالعطر، ويتم فصل المذيب بواسطة عملية التقطير. ويُنقى العطر بالكحول.
ويمكن حالياً تركيب العطور من مواد كيميائية بحيث تبدو وكأنها روائح طبيعية.
كارمونا
هي مدينة بمقاطعة إشبيلية من منطقة الأندلس ذاتية الحكم بجنوب إسبانيا.
إشبيلية
هي عاصمة منطقة أندلوسيا ومقاطعة إشبيلية في جنوب إسبانيا، وتقع على ضفاف نهر الوادي الكبير.
وهي رابع أكبر مدينة في إسبانيا من حيث عدد السكان، وذلك بعد مدريد وبرشلونة وبلنسية.
وتشكل أيضاً رابع أكبر تجمع حضري في البلاد بما يمثل نسبة 77,5 ٪ من إجمالي سكان المقاطعة.
اشتهرت إشبيلية بشكل كبير إبان حكم المسلمين لإسبانيا في العصور الوسطى.
وكان يطلق عليها أيضاً اسم "حمص" نسبة لنزول جند الشام فيه أول مرة.
وفي أواسط القرن التاسع الميلادي أمر عبدالرحمن الثاني ببناء أسطول بحري ودار لصناعة الأسلحة فيها.
وكان من أشهر حكامها المعتمد بن عباد، ومن أهم معالمها منارة خيرالدا التي بنيت بأمر من السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي.
ومن أبرز سكانها حينذاك إبراهيم بن سهل المشهور بديوانه.
تُشتهر المدينة بأنها مدينة الفن والطرب في الأندلس.
يمتد تاريخ إشبيلية أكثر من ألفي سنة، إثر مرور مختلف الناس في نمو المدينة ذات الشخصية المتميزة.
كانت إشبيلية مدينة رومانية معروفة في وقت مبكر باسم هيسباليس "hispalis".
تعطي ايتاليكا italica المدينة الرومانية القريبة من مدينة إشبيلية انطباعاً عن كيف كانت هيسباليس في وقت لاحق من الفترة الرومانية.
فتح المسلمون المدينة في 712 وأصبحت مركزاً مهماً للمسلمين في الأندلس.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر