أغلب التونسيين – كبيرهم وصغيرهم- مغرمون بلعبة كرة القدم إلى حد الوله، حتى أنه قيل إنهم يقضون نصف الأسبوع الأول في التعليق على المباريات التي جرت يوم الأحد (وهو يوم الإجازة الأسبوعية في تونس الذي تجري فيه المباريات)، والنصف الثاني من الأسبوع على التكهن بنتائج المباريات المقبلة. أمّا عن أجواء الملاعب فحدث ولا حرج فالتعصب الأعمى هو الأغلب والشعارات المغناة هي عبارة عن أناشيد "حربية" إلى جانب الشعارات البذيئة التي تكون دائماً من نصيب المنافس أو الحكم أو أي لاعب أو مسؤول.
والعنف لا يكون لفظياً فقط بل تكون "المعارك"حامية الوطيس، وتبدأ بتهشيم كل ما يوجد في الملعب إلى تهشيم السيارات الرابضة خارجه، والاصطدام مع أنصار الفريق المنافس.
وكان الكثير من رجال الشرطة - في زمن سابق - يندسون متنكرين بين الجماهير لمراقبة أعمال العنف، بل ويرددون معهم - بعد أن يكونوا تمرنوا على ذلك - كل الأهازيج حتى لا يتفطن إليهم من حولهم، وتم زرع الكاميرات في الملاعب لرصد كل كبيرة وصغيرة ولكن من دون فائدة، فالعنف لم ينقص بل زاد، وكم مرة تم إيقاف وسجن أحباء هذا الفريق أو ذاك بسبب أعمال العنف ولكن لا شيء من ذلك كان رادعاً.
كما تم تشجيع النساء والفتيات لحضور المباريات لعلهن يسهمن في تلطيف الأجواء ومنع التغني بالشعارات البذيئة احتراما لهن، ولكن الأمر استمر كالماضي، بل إن بعض الفتيات أظهرن من التعصب والحماسة المفرطة أكثر من الشبان الذكور أحياناً.
ثم جاء قرار إجراء كل المباريات من دون جمهور وحالياً، وبإلحاح من مسؤولي النوادي التي لم تعد لها مداخيل مالية، تجري كل المباريات بحضور عدد صغير جداً من الجمهور تحدده وزارة الداخلية حسب كل مباراة ولكن العنف استمر بل واستفحل.
والأجواء في المقاهي والبيوت – أيام المباريات الكبرى – تكون في حالة استنفار قصوى، وكم شاب أو كهل مات بسكتة قلبية بسبب ضربة جزاء لم تسجل، أو بسبب هدف جاء في آخر لحظة فيهلكون إما لشدّة الحسرة وإما لفرط الفرح.
وهذا الأسبوع حدثت مأساة إذ حصلت معركة بين أنصار فريقين ما نتج عنه هلاك شاب (21 عاماً) بطعنة سكين. وحدث ذلك في مدينة "رأس الجبل" (50 كلم شمالي تونس العاصمة) فقد احتد النقاش حول مباراة بين نادي الترجي الرياضي والأولمبيك الباجي، إلى أن وصل الأمر إلى أن استل شاب سكيناً وطعن به شاب آخر نشب بينهما خلاف حول المباراة فمات على الفور.
ومن أغرب ما حدث في مجال التعصب الأعمى لأنصار هذا النادي أو ذاك أن شاباً مرض مرضاً خطيراً وفهم من الأطباء أنه مهدد بالموت فكانت وصيته لأهله أن يطلى قبره بعد موته باللونين الأحمر والأبيض، وهو لون فريقه المفضل، النادي الافريقي، وفعلاً وبعد وفاته نفذ أهله وصيته (في منطقة بالوطن القبلي)، وتم نشر صورة القبر وهو مطلي بالأحمر والأبيض.
وصدق من قال إن الجنون فنون.
والعنف لا يكون لفظياً فقط بل تكون "المعارك"حامية الوطيس، وتبدأ بتهشيم كل ما يوجد في الملعب إلى تهشيم السيارات الرابضة خارجه، والاصطدام مع أنصار الفريق المنافس.
وكان الكثير من رجال الشرطة - في زمن سابق - يندسون متنكرين بين الجماهير لمراقبة أعمال العنف، بل ويرددون معهم - بعد أن يكونوا تمرنوا على ذلك - كل الأهازيج حتى لا يتفطن إليهم من حولهم، وتم زرع الكاميرات في الملاعب لرصد كل كبيرة وصغيرة ولكن من دون فائدة، فالعنف لم ينقص بل زاد، وكم مرة تم إيقاف وسجن أحباء هذا الفريق أو ذاك بسبب أعمال العنف ولكن لا شيء من ذلك كان رادعاً.
كما تم تشجيع النساء والفتيات لحضور المباريات لعلهن يسهمن في تلطيف الأجواء ومنع التغني بالشعارات البذيئة احتراما لهن، ولكن الأمر استمر كالماضي، بل إن بعض الفتيات أظهرن من التعصب والحماسة المفرطة أكثر من الشبان الذكور أحياناً.
ثم جاء قرار إجراء كل المباريات من دون جمهور وحالياً، وبإلحاح من مسؤولي النوادي التي لم تعد لها مداخيل مالية، تجري كل المباريات بحضور عدد صغير جداً من الجمهور تحدده وزارة الداخلية حسب كل مباراة ولكن العنف استمر بل واستفحل.
والأجواء في المقاهي والبيوت – أيام المباريات الكبرى – تكون في حالة استنفار قصوى، وكم شاب أو كهل مات بسكتة قلبية بسبب ضربة جزاء لم تسجل، أو بسبب هدف جاء في آخر لحظة فيهلكون إما لشدّة الحسرة وإما لفرط الفرح.
وهذا الأسبوع حدثت مأساة إذ حصلت معركة بين أنصار فريقين ما نتج عنه هلاك شاب (21 عاماً) بطعنة سكين. وحدث ذلك في مدينة "رأس الجبل" (50 كلم شمالي تونس العاصمة) فقد احتد النقاش حول مباراة بين نادي الترجي الرياضي والأولمبيك الباجي، إلى أن وصل الأمر إلى أن استل شاب سكيناً وطعن به شاب آخر نشب بينهما خلاف حول المباراة فمات على الفور.
ومن أغرب ما حدث في مجال التعصب الأعمى لأنصار هذا النادي أو ذاك أن شاباً مرض مرضاً خطيراً وفهم من الأطباء أنه مهدد بالموت فكانت وصيته لأهله أن يطلى قبره بعد موته باللونين الأحمر والأبيض، وهو لون فريقه المفضل، النادي الافريقي، وفعلاً وبعد وفاته نفذ أهله وصيته (في منطقة بالوطن القبلي)، وتم نشر صورة القبر وهو مطلي بالأحمر والأبيض.
وصدق من قال إن الجنون فنون.