يركز اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2023 والمحدد له يوم 17 يونية على حقوق المرأة في ملكية الأرض، الأمر الأساسي لتحقيق الأهداف العالمية المترابطة لتحقيق المساواة الجنسانية وحياد تدهور الأراضي بحلول عام 2030 وكذلك تعزيز أهداف التنمية المستدامة الأخرى. ووفقاً لموقع الأمم المتحدة الرسمي (un.org) تحت شعار "المرأة، أرضها، حقوقها"، سيوجه يوم مكافحة التصحر والجفاف لهذا العام رسالة قوية مفادها أن الاستثمار في تكافؤ فرص تملك المرأة على الأراضي والأصول ذات الصلة هو استثمار مباشر في مستقبلهن ومستقبل البشرية.
رسالة الامين العام للامم المتحدة
يقام الاحتفال العالمي هذا العام بيوم مكافحة التصحر، والجفاف في مقر الأمم المتحدة في نيويورك مع إقامة فعاليات في جميع أنحاء العالم. اعتمد على دعمكم القوي لتوعية الناس والمجتمعات بشأن الدور الرئيسي الذي تلعبه المساواة الجنسانية في المستقبل المستدام للأرض. وقد استهل أنطونيو غوتيريش الاحتفال هذا العام برسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف قال فيها: أرضها. حقوقها: العمل من أجل بلوغ أهداف المساواة بين الجنسين وإصلاح الأراضي“السادة الكرام، أصدقائي، صديقاتي، إن الأرض هي المورد الذي يتوقف عليه بقاؤنا على قيد الحياة. ومع ذلك فنحن نعاملها معاملتَنا للقذَر. وتتسبب أساليب الزراعة غير المستدامة في تآكل التربة بسرعة تفوق قدرة الطبيعة على ترميمها بنحو 100 مرة. وقد بلغت نسبة أراضي الكوكب التي أصبحت متدهورة حالياً ما يصل إلى 40 في المائة من مجموع الأراضي، وهذا الوضع يؤدي إلى تعريض إنتاج الغذاء للخطر؛ وتهديد التنوع البيولوجي؛ واستفحال أزمة المناخ. على أن هذه العواقب تصيب بوطأتها النساءَ والفتيات أكثر من إصابتها مَن سواهن. ومعاناتهن من آثار نقص الغذاء وندرة المياه والهجرة القسرية الناجمة عن سوء معاملتنا للأراضي أشد من معاناة غيرهن. ومع ذلك، فهن الأقل قدرة على التحكم في هذه الأوضاع. ذلك أن القوانين والممارسات في بلدان عديدة تمنع النساء والفتيات من امتلاك الأراضي. لكنهن حيثما مَلَكْنَها، أَصلحْنَ أحوالها وحميْنها فكان من ثمرة ذلك زيادة الإنتاجية، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، والاستثمار في قطاعات الصحة والتعليم والتغذية. فالمساواة في الحق في امتلاك الأراضي تسهم في حماية الأرض، وفي تعزيز المساواة بين الجنسين على حد سواء. ولعل هذا هو السبب من وراء تركيز الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف هذا العام على شعار ”أرضها، حقوقها“. إنني أحث الحكومات قاطبة على إزالة الحواجز القانونية التي تحول دون امتلاك النساء للأراضي وعلى إشراكهن في عمليات صوغ السياسات. فليُقَدَّم الدعم للنساء والفتيات ليؤدّين دورهن في حماية أنفَس مورد نملكه. ولنعمل معاً من أجل وقف تدهور الأراضي بحلول عام 2030. شكراً لكم.
من يحتفل بيوم التصحر والجفاف؟
أي شخص تعتمد حياته على الأرض يحتاج إلى الاهتمام بها، وكيف يتعامل البشر مع الأرض. هذا يشمل الجميع ، لأن:
• 99 في المائة من السعرات الحرارية التي يحتاجها كل إنسان لحياة صحية لا تزال تأتي من الأرض.
• الأرض التي تتمتع بالصحة والقدرة على الصمود هي نقطة الدفاع الأولى ضد الكوارث مثل الجفاف والفيضانات، التي أصبحت أكثر تواتراً وطولاً وشدة.
• يؤدي فقدان المزيد والمزيد من الأراضي المنتجة إلى خلق منافسة متزايدة على الأرض لتلبية الطلب المتزايد على السلع والخدمات، وعلى خدمات النظام البيئي التي تدعم الحياة.
• ستكون العقود القليلة القادمة الأكثر أهمية في استعادة الأرض من أجل مستقبل مستدام.
• المشكلة من صنع الإنسان، مما يعني أن البشر هم أيضاً جزء من الحل. ماذا نريد أن يعرف الناس عن التصحر والجفاف؟
• الإدارة المستدامة للأراضي هي عمل الجميع. معاً، يمكننا استعادة إنتاجية أكثر من ملياري هكتار من الأراضي المتدهورة وتحسين سبل عيش أكثر من 1.3 مليار شخص حول العالم.
• يرتبط تدهور الأراضي وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ارتباطاً وثيقاً، ويؤثر بشكل متزايد على رفاهية الإنسان. يُعد التعامل مع هذه القضايا معاً أمراً أساسياً لتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة.
• قد يتسبب عقد من تدهور الأراضي في أضرار لا رجعة فيها، ولكن عقداً من استعادة الأراضي قد يجلب فوائد متعددة.
لا تزال المساواة بين الجنسين عملاً غير مكتمل
وفقاً للدراسة البارزة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "التأثيرات المتباينة للتصحر وتدهور الأراضي والجفاف على النساء والرجال"، تظل المساواة بين الجنسين عملاً غير مكتمل في كل جزء من العالم. ضع في اعتبارك ما يلي:
• اليوم، ما يقرب من نصف القوى العاملة الزراعية العالمية من النساء، لكن أقل من واحد من كل خمسة من ملاك الأراضي في جميع أنحاء العالم هم من النساء.
• لا تزال حقوق المرأة في وراثة ممتلكات أزواجهن محرومة في أكثر من 100 دولة بموجب القوانين والممارسات العرفية أو الدينية أو التقليدية.
• على الصعيد العالمي، تقضي النساء بالفعل 200 مليون ساعة كل يوم في جمع المياه. في بعض البلدان، يمكن أن تستغرق رحلة واحدة لجلب الماء أكثر من ساعة.
الرسائل الرئيسية
• يؤثر التصحر وتدهور الأراضي والجفاف بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، حيث لا يتمتعن في كثير من الأحيان بإمكانية الوصول إلى موارد الأراضي والتحكم فيها. هم الأكثر تضرراص من انخفاض المحاصيل الزراعية وزيادة ندرة المياه.
• في الغالبية العظمى من البلدان، تتمتع المرأة بإمكانية وصول وسيطرة غير متساوية ومحدودة على الأرض. في العديد من المناطق، يظلون خاضعين للقوانين والممارسات التمييزية التي تعيق حقهم في الميراث، فضلاً عن وصولهم إلى الخدمات والموارد.
• عندما يتم تمكين المرأة، تستفيد أسر ومجتمعات بأكملها. بالإضافة إلى كونها في الخطوط الأمامية لآثار تدهور الأراضي وتغير المناخ، يمكن للمرأة أيضاً أن تكون في طليعة الجهود العالمية لاستعادة الأراضي إلى حالتها الصحية وتعزيز مقاومة الجفاف. تعد استعادة الأراضي المراعية للمنظور الجنساني طريقاً للحد من الفقر والجوع وسوء التغذية.
• الاستثمار في مساواة المرأة في الوصول إلى الأراضي والأصول المرتبطة بها هو استثمار مباشر في مستقبلها ومستقبل البشرية. يمكن أن يساعد تأمين حقوق المرأة في الأراضي على النهوض بأهداف المساواة بين الجنسين واستعادة الأراضي على الصعيد العالمي، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأوسع نطاقاً.
