يُطلق عليها اسم «كروز» أو «ريزورت»، ولكنها تعتبر مجموعة عابرة للقارات Jet Setter Collection ومخصصة للعطلات والإجازات التي تطلقها الماركات الراقية سنوياً، إلى جانب مجموعتَيها الكلاسيكيتين لموسمي ربيع-صيف، وخريف-شتاء من كل عام. ولكن هل هي حكر على طبقة معينة؟ هل هناك حاجة لوجودها، أم أنها باتت تشكل عبئاً إضافياً يُضاف إلى مشكلة الاحتباس الحراري؟ الإجابة في التحقيق الآتي...
It’s Summer Somewhere
ملاذات دافئة
تستهدف المجموعة الزبائن الذين يريدون قضاء إجازة في مكان بعيد، يختلف بطبيعة طقسه عن المكان المتواجدين فيه، فلا يجدون مطلبهم من متاجر الدور، كما هي الحال عندما يسافر الأوروبيون في الشتاء إلى بلدان البحر المتوسط الدافئة، والأميركيون إلى الجزر الاستوائية، حيث المناخ أكثر اعتدالاً ودفئاً. وتتوافر هذه المجموعة المسماة بـ Mid season ما بين شهري نوفمبر وديسمبر، أي بعد إطلاق المجموعات الشتوية، أو في شهر فبراير كحد أقصى في البلدان الواقعة شمالي الكرة الأرضية. وتحتوي «كروز» على خزانة ملأى بأزياء مرحة وزاهية ومطبعة بالألوان، وتتسم بخفة القماش وطابعه العملي، وتتراوح ما بين القفطان والفساتين الصيفية والسراويل العملية والشورتات والصنادل، مع كافة الإكسسوارات من حقائب التسوق والرحلات والكروس بودي، والصنادل المسطحة، أو صنادل Wedge، أو تلك التي تتمتع بكعب مريح عريض.
تعرّفي الى لوحة ألوان موسم كروز 2023 Color Palette Cruise 2023
Cruise 2024
وجهات جديدة
تركز مجموعات الكروز أو الريزورت على السفر بأناقة وفخامة، وتعمد معظم الدور العالمية إلى اختيار وجهات تناسب تصوّر المجموعة، وتكون أكثر إبداعاً من المجموعات الجاهزة والأزياء الراقية. فقد اختارت المديرة الإبداعية لدار ديور Dior، ماريا غرازيا كيوري Maria Grazia Chiuri، المكسيك لإطلاق مجموعة كروز 2024 . أما دار شانيل Chanel فكانت وجهتها الصين للكشف عن مجموعتها، وتحديداً مدينة Shenzen. بدورها، أقامت دار غوتشي Gucci عرضها في سيول الكورية، داخل الفناء الاحتفالي لقصر Gyeongbokgung الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر.
Men Included
للرجال أيضاً
في البداية بدأت الدور العريقة مثل شانيل Chanel، وديورDior، وغوتشي Gucci، ومارك جاكوبس Marc Jacobs، ورالف لوران Ralph Lauren بتخصيصها للنساء فقط، ولكن دوراً أخرى مثل دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، وإيف سان لوران Yves Saint Laurent، وروبيرتو كافالي Roberto Cavalli كسرت القاعدة، وأطلقت مجموعة ريزورت خاصة بالرجال. والهدف من هذه المجموعة تلبية طلبات رجال الأعمال والمسافرين من بلدان باردة إلى بلدان دافئة. ولكن ميول النساء الشديدة للتسوق والأولوية التي يعطينها لتغيير محتوى الخزانة ولتوضيب حقيبة السفر، جعل منهن الزبائن الأكثر إقبالاً على هذه المجموعة. لذا، فغالبية ما نراه اليوم يستهدف النساء بالدرجة الأولى، ثم الرجال. إضافة إلى أن كلفة إطلاق المجموعة لا يستهان بها، لذلك كانت الماركات الراقية هي الأكثر نشاطاً في هذا المجال، وتليها الماركات الرياضية ذات الطراز العملي، مثل ديزل Diesel التي أطلقت مؤخراً مجموعة استهدفت فيها النساء والرجال، وارتكزت على أقمشة الدنيم واللاميه البرّاقة.
نصحكِ بالاطلاع على مجموعات الكروز ترافق مغامراتك Adventure With Cruise
Ask the Expert
تعود بنا الخبيرة تينا روس بالزمن نحو مائة عام، حين أطلقت كوكو شانيل Coco Chanel مجموعات كروز لتواكب الرحلات البحرية وحياة الريفييرا الفرنسية في العام 1919. واستمرت المجموعات سنوياً حتى أواسط الخمسينيات، لتتوقف فترة ولتعود في الألفية الجديدة، في مواكبة للعولمة والزبائن الجدد الذين باتوا يسافرون أكثر من السابق، لذا نمت الحاجة إلى تصاميم تواكب فئة الـ Jet Setters.
لدى سؤالنا عن جدوى خط «كروز» وهل ثمة حاجة ماسة لتواجده؟
تجيب تينا روس: «هو خط يستهدف محبي السفر، وليس بالضرورة الأغنياء، ولكنه يرمي إلى إعطاء أولوية للفئة الأولى عبر إهدائهم مجموعة متميزة من التصاميم. فالمجموعات الأربع التي يقدمها المصممون سنوياً تعتبر كلاسيكية، وتطلق ضمن روزنامة عمل مبرمجة. فيما تعتبر مجموعات الكروز أكثر ابتكاراً، وترافقها حملات إعلانية وحفلات إطلاق ترصد لها ميزانية ويحضرها النجوم، وغالباً ما تشعل مواقع التواصل، لذا يتم التركيز عليها أكثر أحياناً.»
ونصل إلى السؤال الأهم الذي يشغلنا: هل تستحق مجموعة كروز الميزانية التي تصرف لها؟
تردّ تينا روس بقولها: «ليس من السهل تعقب كلّ فلس يصرف في سبيل التسويق، فالمغامرة واجبة في الخطط التسويقية، وثمة احتمال وارد للفشل، ولكنّ التجربة ضرورية، وعامل النجاح ليس مرتبطاً بالفكرة وحدها، ولا بجمال القطع المعروضة، بل بعامل المكان والزمان ووعي المستهلك.»
انطلاقاً من هنا، لا يمكننا الجزم بردة فعل المستهلك في ظل الظروف الاقتصادية التي واجهها العالم إثر تفشي جائحة كورونا، التي أرخت بظلالها مدة ثلاث سنوات على النشاطات الترفيهية، وتسبّبت بتغيير كبير في عاداتنا الاستهلاكية وسلوكياتنا في الشراء، فهل هناك مستقبل للكروز، أم أنها ستموت حكماً نظراً لتهديدها للبيئة؟
ما فائدة الاستثمار في مجموعة كروز؟
هي متواجدة في المتاجر، وتحتوي على قطع خفيفة مع كارديغان وكنزات ومعاطف أحياناً، وتبقى من نوفمبر حتى مايو.
تعتبر جزءاً أساسياً من أرباح الدور الراقية، ومن أبرزها شانيل Chanel، إذ تصل نسبة مبيعاتها المرتفعة إلى حد تحقيق نسبة 30% من العائدات، الأمر الذي يصعب على الماركات العالمية إيقافها، وبالتالي التخلي عن أداة تسويق فعالة، ولكنها في المستقبل ستتخذ مبادرات أكثر حزماً فيما يتعلق بالمجموعات الجاهزة والراقية، لتحويلها رويداً إلى تصاميم صديقة للبيئة.
Cruise Collection
تجسيد للعولمة
في عالم صغير ينتقل المرء من أستراليا إلى أوروبا أو الولايات المتحدة بسهولة، باتت مجموعات المصمّمين ضمن خط «كروز» التي يطلقها كل من أستراليين وعرب وآسيويين، مثل المصممة الأسترالية كوليت دينيغان Collette Dinnigan، واللبناني إيلي صعب Elie Saab، مطلباً لمتاجر التسوق الأميركية والأوروبية، لتبيعها بين شهري نوفمبر إلى مايو، بالتزامن مع التصاميم الشتوية، بفضل ازدياد الطلب عليها. اليوم، تغير مفهوم العرض والطلب، وتبدلت عقلية المستهلك النهائي لتواكب التطور التكنولوجي، فباتت هذه المجموعة ضرورة أساسية، ولم تعد رفاهية للأثرياء. لمعرفة التطور الذي طرأ في مجال الموضة وجعلها تتبنى هذا الخط من التصاميم، أجرينا حواراً مع خبيرة التسوق الإلكتروني ومديرة العلاقات العامة التي أسست مكتبها الاستشاري الخاص، فضلاً عن كونها أكاديمية محاضرة في هذا المجال، تينا روس Tina Rousse.
Arab Touch
لهذه الأسباب لا يطلق المصمّمون العرب مجموعات كروز
في لبنان يطلق المصمّمون اللبنانيون العالميون مجموعات جاهزة وراقية، ومن أبرز الأسماء القليلة التي تركز على مجموعتي كروز وما قبل الخريف Pre Fall، هما زهير مراد Zuhair Murad، وإيلي صعب Elie Saab. كما هناك أسماء أخرى عالمية مثل طوني ورد Toni Ward، وربيع كيروز Rabih Kayrouz، وجورج حبيقة Georges Hobeika، لا تمتلك مجموعات كروز، ويعود الأمر بحسب تينا روس خبيرة التسويق، إلى عدة أسباب نختصرها بما يلي:
نعيش فترة ما بعد الكورونا بأسلوب مختلف، فلقد عدنا إلى الحياة بنظرة أكثر واقعية، وتقلّصت عناصر البذخ والإبهار في حياتنا، وسيطرت أزياء عصرية من نوع ستريت ستايل.
التضخم والأزمة الاقتصادية العالمية تفترض الاقتصاد والترشيد في الإنفاق، مع تبنّي سياسة الموضة البطيئة، التي تفترض التروي في الإنتاج وصناعة الملابس، وتبنّي سياسة الأولويات.
وأخيراً، لقد اعتدنا في الشرق على رؤية مصمّمين بارعين في مجال الكوتور والخياطة اليدوية، بحيث نولي أهمية للقماش والتفصيل في الوقت الذي تقترب فيه مجموعات الكروز العربية من مفهوم الموضة الجاهزة أو ما نسمّيه Prêt-à-Couture، لذا فمن الطبيعي التنبؤ بنجاح المجموعات الكلاسيكية، لأن الكروز الذي نراه في المجموعات العربية يختلف بروحه عن مجموعات الكروز التي يطلقها المصمّمون الأوروبيون أو الأميركيون حتى بالنسبة للأسعار. بدليل أن مهرجان كان الأخير شهد ظهور عدة نجمات بفساتين مطرزة للمصمم زهير مراد من مجموعة كروز الفاخرة، الأمر الذي يجعل المستهلك أحياناً يفضل الإنفاق على خط الملابس الجاهزة أو الراقية لمصمّم عربي، أكثر منه على تصاميم كروز، ما دام الفارق المالي بسيطاً بين الاثنين.
تعرّفي إلى أبرز صيحات مجموعات الريزورت Resort 2023 trends
