أظهرت دراسة حديثة معلومات جديدة عن فيروس كورونا؛ حيث اكتشف العلماء وجود 9 فيروسات كورونا في بعض الخفافيش المتواجدة في المملكة المتحدة.ما يفتح الباب أمام المزيد من البحث والتعمق لمعرفة أكثر عمقاٌ عن بداية هذا المرض وسبل انتشاره وتطوره.
ووفقاً لموقع (ucl.ac.uk): اكتشف العلماء وجود 9 فيروسات كورونا في بعض الخفافيش المتواجدة في المملكة المتحدة، وِفق دراسة جديدة نُشرت بمجلة "نيتشر" العلمية؛ حيث أشارت إلى أن بعض الفيروسات المكتشفة حديثاً تشترك في السمات الرئيسية لـ"سارس-كوف-2"، وهو الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، غير أنه من غير المرجح أن ينتشر في البشر من دون المزيد من التطور.
وينتمي "سارس-كوف-2" إلى مجموعة من فيروسات كورونا تسمى "الساربيك"، والتي تنتشر في الخفافيش.. و"فيروسات الساربيك" هي نوع فرعي من فيروس "كورونا بيتا".
وفي الدراسة الجديدة، تعاون البروفيسور فنسنت سافولينن من مركز جورجينا ميس للكواكب الحية في إمبريال كوليدج لندن وزملاؤه العلماء مع المجموعات المشاركة في إعادة تأهيل الخفافيش والحفاظ عليها؛ لجمع إجمالي 48 عينة براز تمثل 16 من 17 نوعاً من الخفافيش التي تتكاثر في المملكة المتحدة.
كما كشف التسلسل الجيني عن وجود 9 فيروسات كورونا، بما في ذلك 4 ساربيك وواحد مرتبط بالفيروس التاجي المسؤول عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، المعروف بـ"ميرس" والذي ينتقل بين البشر والإبل.
قال المؤلف المراسل لورقة Nature Communications، البروفيسور فنسنت سافولينن : "كان العمل مع شبكة من دعاة الحفاظ على البيئة وإعادة تأهيل الخفافيش، مثمراً للغاية في توثيق تنوع فيروسات كورونا الموجودة في الخفافيش البريطانية، والتي تم تجاهلها حتى الآن.. يشكل هذا العمل التعاوني الأساس للمراقبة المستقبلية للأمراض الحيوانية المنشأ؛ نظراً للأهمية التي تلعبها الخفافيش في أنظمتنا البيئية".
في حال كنت مهتمة بأخبار كورونا تابعي كيف نفرق بين الحساسية والإنفلونزا وكورونا؟ إليك الفرق بينهم
الفيروسات الحيوانية المنشأ وانتقالها للبشر
تُعرف الأمراض التي تظهر في الحيوانات وتنتقل إلى البشر باسم "حيوانية المنشأ".. تتطلب العدوى البشرية أن يكون الفيروس قادراً على إصابة الخلايا البشرية، وللتسبب في تفشي المرض، يجب أن يكون قادراً على الانتشار بين البشر.قد تنتقل العديد من الأمراض الحيوانية المصدر إلى مجموعات صغيرة من الأشخاص على اتصال مباشر بالحيوان المضيف ولا تتطور أكثر.. لمعرفة الفيروسات التي لديها القدرة على الانتشار على نطاق أوسع؛ فإن التحقيقات الجينية ضرورية.
الخفافيش هي مجموعة كبيرة من الثدييات، وتنوعها يعني أنها يمكن أن تؤوي مجموعة من الفيروسات المسببة للأمراض.. في حين تم إجراء دراسات استقصائية لفيروس الخفافيش في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، تم التغاضي عن فيروسات الخفافيش في المملكة المتحدة؛ لإجراء دراسات جينية مفصلة، بخلاف فيروسات الخفافيش الأوروبية التي تسبب داء الكلب.
حدد الفريق نوعين من فيروسات الألفا كورون، أحدهما فيروسي مرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وفيروس ساركوزي واحد.. فيروس SARS-CoV-2 هو أيضاً فيروس ساربيك.ثم درس الباحثون إمكانية "انتشار" هذه الفيروسات وإصابة البشر بالعدوى.. للقيام بذلك، قاموا بإنشاء "فيروسات كاذبة"، والتي تحمل أيَّ نوع من البروتين يستخدمه الفيروس لربط الخلايا المضيفة، ولكن لا يمكنها التكاثر.
لم يكن أيٌّ منها قادراً حالياً على إصابة الخلايا البشرية، لكن أحد فيروسات الساربيك الموجودة في عينة من خفاش حدوة الحصان الأصغر، كان قادراً على الارتباط بـ ACE2، وهو المستقبل الذي يستخدمه فيروس SARS-CoV-2 لدخول الخلايا البشرية.. يمكن لهذا الفيروس الساربيكي أن يدخل الخلايا البشرية فقط في المختبر عندما يكون هناك وفرة من إنزيم ACE2؛ مما يشير إلى أنه سيحتاج إلى مزيد من التعديلات إذا كان سيصيب البشر.
جيد للخفافيش.. جيد لنا
تزداد احتمالية انتشار الفيروسات من الحيوانات البرية عندما تكون على اتصال وثيق بالبشر.. ترتبط خسائر الموائل والتغيرات في استخدام الأراضي في جميع أنحاء العالم، بزيادة احتمالية التقاطع الحيواني.وبالتالي؛ فإن جهود الحفاظ على الخفافيش وتقليل تدمير الموائل، يمكن أن يساعد في منع انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ؛ جنباً إلى جنب مع برنامج المراقبة الذي يقوم بانتظام بفحص مسببات الأمراض المحتملة.
قالت ليزا وورليدج، رئيسة خدمات الحفظ في صندوق Bat Conservation Trust: "إن التقنيات الجديدة مثل تلك المستخدمة في هذه الورقة، تزيد من فهمنا وتسلط الضوء على أهمية حماية الطبيعة.. يقدم هذا العمل مثالاً رائعاً للباحثين ودعاة الحفاظ على البيئة، الذين يعملون معاً من أجل الصالح العام.
"بالإضافة إلى تقليل فرص الإصابة بالأمراض الحيوانية المنشأ، نعلم أن حماية الحياة البرية تجلب العديد من الفوائد الأخرى.. من تقديم خدمات النظام البيئي مثل مكافحة الحشرات التي تضر بالمحاصيل؛ وصولاً إلى روعة مشاهدة الخفافيش في ليلة الصيف، تعد الخفافيش جزءاً حيوياً من تراثنا الطبيعي".
كما سيعجبك متابعة الصحة العالمية : 90 % من سكان العالم لديهم شكل من المناعة ضد كورونا