حصل المنتخب السعودي لليوغا، في إنجازٍ تاريخي، على خمس ميدالياتٍ خلال مشاركته الدولية الأولى، وتحديداً في بطولة إفرست الدولية الثانية التي جرت في نيبال. ونال أخضر اليوغا ميداليةً ذهبيةً، وثلاث فضياتٍ، وبرونزية، وتمَّ تكريم الأبطال في احتفاليةٍ خاصةٍ، جرت في الرياض بمناسبة اليوم العالمي لليوغا تحت رعاية الأميرة مشاعل بنت فيصل، رئيسة لجنة المرأة في الاتحاد العربي للدرَّاجات، وسط حضورٍ كبيرٍ ومشاركةٍ واسعة من محبي الرياضة. «سيدتي» استضافت أبطال المنتخب السعودي لليوغا للاحتفاء بمنجزهم العالمي.
تأثير إيجابي
تمارس اللاعبة سماهر المالكي اليوغا منذ عام 2020، فخلال فترة حجر كورونا، قامت بلعب هذه الرياضة بشكلٍ مكثفٍ من أجل تخفيف الآلام التي كانت تشعر بها في جسمها، لا سيما بعد أن ازدادت حدتها أثناء انتشار الجائحة، إضافةً إلى معاناتها من تقوُّس الظهر. ومارست سماهر كذلك رياضةً أخرى، لكنها فضَّلت اليوغا عليها، نظراً لما لمسته من تأثيرٍ إيجابي كبيرٍ لها على صحتها النفسية والجسدية، تأثيرٌ لم تكن تتوقَّعه، ودفعها للاستمرار في لعب هذه الرياضة، بل ونجحت في أن تصبح مدربةَ يوغا معتمدة أيضاً، كما كشفت لنا. وحول إنجازاتها، قالت اللاعبة السعودية: «كانت الخطوة الثانية المشاركة في البطولات المحلية، وبفضل الله حصلت على الميدالية الذهبية في البطولة الأولى بالسعودية والشرق الأوسط التي جرت في بلدي، وهو ما أهَّلني للمشاركة بالبطولة الدولية الأولى في نيبال، والحصول على الميدالية الذهبية فيها».
أسلوب حياة
وروت البطلة السعودية سارة أحمد العامودي، الفائزة بالميدالية الفضية في بطولة إفرست الدولية الثانية لليوغا، قصتها مع ممارسة هذه الرياضة، مبينةً أنها بدأت قبل نحو عشرة أعوامٍ، وتحفَّزت لممارستها، كونها ليست مجرد رياضةٍ جسديةٍ مثل باقي الرياضات الأخرى، إذ وصفتها بالقول: «اليوغا أسلوب حياةٍ صحي، كما أنها رياضةٌ للعقل والجسد، لأنها تركز على طريقة التنفس الصحيح أثناء ممارسة الوضعيات الجسدية، ما يسهم في استرخاء العقل، ويزيد من القدرة على التحكُّم في الانفعالات. أما على الصعيد الجسدي، فتساعد في تعديل القامة، وتقوية العضلات، وزيادة المرونة، وتعزيز المدى الحركي للمفاصل، كما تُحسِّن الأداء الرياضي لجميع الرياضات الأخرى، وتقلِّل من خطر حدوث الإصابات».
وأضافت سارة: «أشكر اللجنة السعودية لليوغا على اختياري لتمثيل السعودية، وهذه الثقة الكبيرة، شكَّلت دافعاً لي من أجل تحقيق ميداليةٍ في البطولة، وعلى الرغم من أنني لم أخض أي منافساتٍ دولية سابقة، إلا أنني كنت متفائلةً كثيراً بتحقيق إنجازٍ في هذا الحدث، ومع الاحتكاك بمنتخبات الدول الأخرى، تأكَّدت أن التدريب الذي حصلت عليه في السعودية، يتفوَّق في قوته وجودته على كثيرٍ من الدول الأخرى، وهذا التفوُّق والتميُّز على المنتخبات الأخرى في بطولةٍ دوليةٍ، يعود الفضل فيه، بعد الله عز وجل، إلى اللجنة السعودية لليوغا لما قدَّمته من دعمٍ وتدريبٍ كبيرين للاعبي الأخضر، إضافةً إلى استقطاب أفضل المدربين، وتوفير الدورات المكثفة لتحقيق منجزٍ رياضي لبلادنا الحبيبة».
يمكنكم متابعة أخضر السعودية لليوغا يحقق 5 ميداليات في بطولة إيفرست الدولية
أصغر متسابق
ووصف بدر الغامدي، الذي يبلغ ثمانية أعوامٍ فقط، ولا يملك في رصيده سوى مشاركةٍ محليةٍ واحدة، هي بطولة «اليوغاسانا» الأولى في السعودية، التي حصد خلالها المركز الأول، وتأهل ضمن أبطال اليوغا للمشاركة في بطولة إفرست الدولية الثانية، فوزه بالميدالية الفضية في الحدث الدولي بـ «الإنجاز الأكبر».
وعن هذا الفوز، قال: «أعدُّ المشاركة في بطولة إفرست الإنجاز الأهم لي، وبفضل الله، ثم دعم اللجنة السعودية لليوغا والمدربين، تمكَّنت من تحقيق الميدالية الفضية فيها، وإن شاء الله سأنجح في الفوز بعديدٍ من البطولات الدولية، والميداليات الذهبية، وأرفع راية وطني عاليةً خلال المناسبات الرياضية المقبلة».
وأضاف، متحدثاً عن بداياته في الرياضة»: «بدأت ممارسة اليوغا قبل سبعة أشهرٍ، وبالنسبة لي تعدُّ هذه الرياضة من الرياضات المُكمِّلة للعبة القتالية التي أمارسها، وهي الكاراتيه، إذ تمنحني التوازن والمرونة للتفوُّق على المنافسين».
الثقة بالمهارات
البطلة جود عابد: توقعت الفوز لثقتي في مهاراتي وإمكاناتي
وتحدَّثت جود عابد، لاعبة المنتخب السعودي لليوغا والحاصلة على الميدالية البرونزية في بطولة إفرست الدولية الثانية، عن تجربتها في الرياضة قائلةً: «أمارس اليوغا منذ أربعة أعوامٍ، واخترت هذه الرياضة الحديثة نسبياً في السعودية لأسبابٍ عدة، من أهمها الفوائد الصحية والجسدية والعقلية». مضيفةً: «تمَّ ترشيحي لإفرست بعد حصولي على المركز الرابع في بطولة اليوغا التي جرت في جدة، ويشرِّفني أنني مثَّلت السعودية، وكنت أحد أعضاء الأخضر في أول مشاركةٍ دوليةٍ له، وحقاً لم أكن أتوقع الفوز بالميدالية، لكن ثقتي بنفسي وفي إمكانات ومهارات زملائي كانت كبيرة».
يمكنك الاطلاع نوف المروعي رائدة رياضة اليوغا على مستوى العالم
مصادفة غريبة
وأوضح أحمد شيلاتي، لاعب المنتخب السعودي لليوغا، أنه بدأ ممارسة هذه الرياضة بوصفها هوايةً مع الأصدقاء والأهل خارج السعودية، وتحديداً في نيبال أثناء رحلة «هايكنج»، وقال: «خلال هذه الرحلة، تعرَّفت على اليوغا، وكانت هذه بداية ممارستي لها، وتحديداً اليوغاسانا، وهي أحد أنواع رياضات اليوغا». مضيفاً: «في أول مشاركةٍ دوليةٍ لي، نجحت بفضل الله في الحصول على الميدالية الفضية ببطولة إفرست الدولية الثانية، التي جرت في نيبال، الدولة التي بدأت فيها أولى خطواتي في هذه الرياضة، وهي مصادفةٌ غريبةٌ بالنسبة لي».
إنجاز كبير
نوف المروعي رئيسة اللجنة السعودية لليوغا: اللجنة السعودية لليوغا، بذلت جهوداً كبيرةً من أجل إعداد وتأهيل وتدريب المنتخب
وبيَّنت نوف بنت محمد المروعي، رئيسة اللجنة السعودية لليوغا، أن «الاحتفال باليوم العالمي لليوغا العام الجاري، شكَّل مناسبةً لتكريم أبطال الأخضر لحصولهم على خمس ميدالياتٍ، بواقع ذهبية وثلاث فضياتٍ وبرونزية، في بطولة إفرست الدولية الثانية، وهذا إنجازٌ دولي كبيرٌ في أول مشاركةٍ للمنتخب السعودي لليوغا»، وقالت: «اللجنة السعودية لليوغا، بذلت جهوداً كبيرةً من أجل إعداد وتأهيل وتدريب المنتخب، حيث قامت بتنظيم معسكرٍ تدريبي للاعبي الأخضر لمدة ثمانية أيامٍ في نيبال من أجل إعدادهم لمنافسة الأبطال في هذه الرياضة، وأشرف على تدريبهم المدرب الهندي العالمي فيجاي ياداف، الفائز بأكثر من 50 بطولةً دوليةً إلى جانب عديدٍ من الميداليات الذهبية».
وأضافت: «هذا العامُ التاسع الذي نحتفل فيه باليوم العالمي لليوغا، إذ تم اعتماد هذه المناسبة من قِبل الأمم المتحدة عام 2014، وقد شهد 2023 نقلةً نوعيةً في الاحتفال بها في السعودية عبر احتضانها في صالاتٍ عدة، ويأتي ذلك تزامناً مع اليوم الأولمبي، ومبادرة نتحرك التي أطلقتها اللجنة الأولمبية».
وتابعت المروعي: «الاحتفاء برياضة اليوغا في ست مناطق سعودية أمرٌ يدعونا للفخر، وتوجيه الشكر للجنة الأولمبية لما تقدِّمه من دعمٍ لهذه الرياضة في يومها العالمي، وقد زاد فخرنا بالحضور الكثيف، والمشاركة الفاعلة في الاحتفالات بهذه المناسبة العالمية من قِبل مجتمع اليوغا، إذ استمتع أكثر عشرة آلاف شخصٍ في بممارسة تمارين اليوغا، من بينهم أبطالٌ من ذوي الهمم، وتمَّ اختيار تمارين يسهل على الجميع القيام بها، خاصةً تمارين الصفاء الذهني».
فوائد اليوغا
وأخيراً، أشادت منال السدحان، مدربة حياةٍ، بالاهتمام الملحوظ برياضة اليوغا في السعودية خلال الأعوام الأخيرة، والإقبال على ممارستها من مختلف الجنسيات والأعمار باعتبارها من الرياضات المهمة التي تسهم في تحقيق التوازن الداخلي، وتقلِّل من التوتر والقلق والأمراض النفسية والجسدية، وتحقِّق جودة الحياة.
يمكنك قراءة المزيد عن فريق اليوغا السعودي..إنجاز عالمي وطموحات مستقبلية كبرى
