في اليوم العالمي للشطرنج.. أفضل الألعاب الفكرية والرياضات الذهنية

لطالما دعت الأمم المتحدة الشعوب لممارسة الرياضة والفنون ومختلف أنواع الأنشطة البدنية والذهنية لما لها من مقدرة فذة على تغيير التصورات والأحكام المسبقة والسلوك، وكذلك إلهام الناس، وكسر الحواجز العرقية والسياسية، ومكافحة التمييز، ونزع فتيل الصراع، وبالتالي المساهمة في تعزيز التعليم، والتنمية المستدامة والسلام والتعاون والتضامن والاندماج الاجتماعي والصحة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، أحد أشهر الرياضات الذهنية هو الشطرنج والذي يتم الاحتفال به عالميًا في مثل هذا اليوم 20 يوليو والذي يواكب تاريخ إنشاء الاتحاد الدولي للشطرنج في باريس عام 1924
وفقًا للحساب الرسمي للأمم المتحدة عبر الفيس بوك، تحتفل المنظمة الدولية باليوم العالمي للشطرنج كل عام في 20 يوليو، حيث يحتفل لاعبو الشطرنج في جميع أنحاء العالم بهذا اليوم منذ العام 1966

• أفضل الألعاب الذهنية

يُعد الشطرنج من أقدم وأفضل الألعاب الفكرية والثقافية، حيث يجمع بين الرياضة والتفكير العلمي وعناصر فنية أخرى، وهو كنشاط ميسور التكلفة وشامل، يمكن ممارسته في أي مكان ولعبه من قبل الجميع، فيتخطى حواجز اللغة والعمر والنوع الاجتماعي والقدرة البدنية أو حتى الوضع الاجتماعي.
الشطرنج هي لعبة عالمية تعزز العدالة والشمول والاحترام المتبادل، ويلاحظ في هذا الصدد أنها يمكن أن تسهم في خلق جو من التسامح والتفاهم بين الشعوب والأمم.
وبجسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، يوفر الشطرنج فرصًا مهمة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2023 وفق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك تعزيز التعليم وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات وتعزيز الإدماج والتسامح والتفاهم والاحترام المتبادلين.
وإذا أردت المشاركة فى الاحتفال هذه 10 أشياء يمكنك القيام بها في اليوم العالمي للشطرنج

• لعبة قديمة اختُلف على جذورها التاريخية

حسب الموقع الرسمي لليونسكو unesco.org ، فالشطرنج هي لعبة لوحة إستراتيجية للاعبين حيث الهدف هو تحريك أنواع مختلفة من قطع اللعب، تتحرك كل منها وفق مجموعة محددة من الحركات المحتملة، حول لوحة مربعة، حيث يحاول اللاعب الخصم التقاط قطعة "الملك".
تناولت اليونسكو بموقعها والذي خصصت جزء منه للاحتفاء باليوم العالمي للشطرنج عدد من النظريات حول أصل الشطرنج واختلفت الآراء في بداياته الأولى حيث قيل أن أصل اللعبة يعود لزمن أطول بكثير من القرن السابع ميلادي، حيث نسب بعض المؤرخين فكرة اختراع لعبة الشطرنج لأصول فرعونية وذلك بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون والعثور على رقعة سينيت مع قطعها، بينما يُعتقد أن الشطرنج الحديث مستمد من الشاتورانجا الهندية، على أنه حدث تبادل لألعاب استراتيجية مشابهة على طول طرق الحرير القديم مثل زيانجكي في اليابان والجانجي في الصين والشوجي في شبه الجزيرة الكورية، وقد انتشرت هذه اللعبة على طول الحرير إلى مناطق أخرى بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وبيزنطة.

• أحد الألعاب الاستراتيجية التقليدية على طول طرق الحرير

ومهما كانت أصولها الدقيقة، فإن تطور لعبة الشطرنج على مدار مئات السنين التي مورست بها تقدم مثالاً ممتازًا على انتقال وتفسير جوانب الثقافات المختلفة في اتجاهات متعددة على طول طرق الحرير.
فيمكننا ملاحظة أنه تم تغيير عناصر اللعبة لتتناسب مع مختلف الأذواق والعادات في موقعها الجديد، خاصة من حيث الأشكال التي اتخذتها القطع المختلفة. ومع ذلك، احتفظت بأوجه تشابه كافية لتشكل تباينًا في نفس اللعبة.
على سبيل المثال، في لعبة الزيانجي الصينية، تأخذ القطع شكل أقراص مسطحة تحوي على أحرف صينية مكتوبة عليها أو قطع لعبة الشوجي التي تحوي على عربة الطيران وقطع الجنرالات الذهبية والفضية وقطعة الملك المرصع بالمجوهرات.

• دور طريق الحرير في تطوير الألعاب التقليدية

تشكل الألعاب التقليدية، بما في ذلك الشطرنج بأشكالها المتعددة، عناصر مهمة ممثلة عن ثقافات الحضارات والشعوب التي تعيش على طول طرق الحرير.
وفرت أنشطة التبادل الثقافي والتجاري والتي حدثت منذ آلاف السنين على طول طرق الحرير فرصا ذهبية، ليس فقط لنشر الألعاب التقليدية عبرمختلف المناطق ولكن أيضا لإثرائها وتطوريها على مستويات مختلفة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الطريقة التي تم بها اعتماد القطع والقواعد التي تم تكييفها في مختلف المواقع الجديدة التي لعبت بها اللعبة، وكذلك في الطرق التي تم بها إجراء البحوث والدراسات ذات الأهمية حول نظرية واستراتيجية لعبة الشطرنج في عدد من المراكز الأكاديمية على طول طرق الحرير، واليوم عقب كل هذه السنوات وفي ظل محاولات إعادة إحياء طريق الحرير، فالاحتفال باليوم العالمي للشطرنج وما يصاحبه من فعاليات تجوب مختلف دول العالم تهدف إلى تحسين الانسجام الودي بين جميع شعوب العالم، وتوفير منصة مهمة لتعزيز الحوار. والتضامن وثقافة السلام بطول طريق الحرير.

- طريق الحرير

يذكر أن طريق الحرير هو مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا رابطةً تشآن، وكان تأثيرها يمتد حتى كوريا واليابان، وقد كان لطريق الحرير تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والمصرية والهندية والرومانية حتى أنها أرست القواعد للعصر الحديث. يمتد طريق الحرير من المراكز التجارية في شمال الصين حيث ينقسم إلى فرعين شمالي وجنوبي،ويمتد الطريق لكثير من الدول حتى إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.