الشعر شكل من أشكال الفن اللغوي، وهو تعبير عن الانفعالات والعواطف التي يشعر بها الشاعر، وهو لغة القلب والنفس التي تحمل في طياتها الكثير من الكلام والمشاعر الفياضة، وهو تعبير إنسانيّ يتّسم بأنّه كلام موزون ذو تفعيلة محدّدة، ويلتزم بوجود القافية، يكتبه الشّاعر ليُعبّر عن أفكاره ومشاعره وأحاسيسه، وعن قضايا إنسانية عديدة، وفي ظل إطلاق السعودية على العام الحالي (2023) عام الشعر العربي، واحتفاءً بدوره الحضاري وقيمته المحورية في الثقافة العربية، سيدتي التقت الشاعر والناقد الأدبي صالح شرف الدين عضو شعبة النقد سابقا وعضو شعبة الخيال العلمي حاليا باتحاد كتاب مصر ليحدثنا عن أنواع القصائد في الشعر العربي.
- الشعر علم من علوم العرب
يقول صالح شرف الدين لسيدتي: الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع والرواية والذكاء، وما يميز الشعر العربي أنه قد التزم بالوزن والقافية، في مجمل أنماطه، وفي مختلف أجياله، والقصيدة هي موضوع شعري مكون من أبيات سواء قلت أو كثرت، وتتغير خصائصها الشكلية مع تغير العصور، والقصائد في الشعر العربي لها دور كبير في التعريف بثقافة العرب، والشعر هو الكلام الموزون المقفى الذي يدل على معنى بعينه.
- كيف اختلف الشعر القديم عن الحديث؟
يقول شرف الدين اختلفت القصائد في الشعر العربي كثيراً، فقد كان أهم وسيلة من وسائل الإعلام، وكان للشاعر مكانة كبيرة في المجتمع، وكان محور اهتمام الجميع، وعندما ظهرت وتنوعت وسائل الاتصال، وأجهزة الإعلام صحف وإذاعات وتلفاز ووسائل تواصل لم يعد احتفال الأفراد والمجتمعات به كما كان قديماً، واختلف كفن من فنون القول، ليعبر عن الإنسان وقضاياه، وسمات الإنسان وقضاياه تغيرت واختلفت، فواكب الشعر هذا الاختلاف، فلم يعد الشاعر يقف على الأطلال، ولم يعد يصف الناقة والفرس والصحاري والجبال، اختلف المضمون، واختلف الشكل وإن كان الاختلاف في المضمون أكبر، فصار الشاعر يعبر عن قضايا عصره، وعما يتطلع إليه وما يتمناه، فاتسعت الموضوعات، وزاد العمق، وانطلق الخيال، وتنوعت الموسيقى.
- هل اختلفت أغراض الشعر قديماً عن أغراضه بعصر التكنولوجيا؟
يقول: نعم رغم استمرار الكتابة في في بعض الأغراض القديمة مثل الغزل، والوصف ،والمدح والهجاء والرثاء، ولكن ظهر فيها أثر البيئة الحديثة، وظهرت أغراض جديدة كالشعر الفلسفي، والشعر الملحمي، والشعر المسرحي، والوجدانيات، والحنين للماضي، والنزعات الدينية، فالشعر مرآة للمجتمع بكل مكوناته.
- أنواع القصائد بالشعر العربي
هناك أنواع كثيرة للقصائد في الشعر العربي:
- من حيث الحجم:
- هناك قصائد قصيرة: وتكون سبعة أبيات أو 14 سطراً فأكثر قليلاً.
- هناك قصائد متوسطة الحجم: وتكون من 15 إلى 30 بيتاً أو 60 سطراً.
- القصائد الطويلة: فتتجاوز الـ30 بيتاً إلى مائة بيت أو يزيد، وتتجاوز الستين سطراً إلى مائتي سطر أو يزيد.
- من حيث نوع الشعر:
- هناك قصائد عمودية أو كلاسيكية: حيث وحدة الوزن ووحدة القافية والبيت الشعري أساس القصيدة.
- هناك قصائد من الشعر الحر أو شعر التفعيلة: وهي التي تعتمد على السطر الشعري، وعلى البحر الموسيقي وتفعيلاته.
- أما الشعر الحر جداً (قصيدة النثر): فالشاعر لا يلتزم بوحدة الوزن ولا وحدة القافية، ولا بتفعيلات البحور الصافية، لكنه يلتزم السطر الشعري، وعناصر الشاعرية هي معنى وخيال، وإحساس، وموسيقى تنبع من النبر والمفارقة والرتم الداخلي.
- من حيث المضمون:
- شعر الرومانسية والغزل: وهو شعر الحبّ.
- شعر الوصف: ويكون للمدح: وهو الثّناءُ على ذي شأن بما يُستحسَنُ ثناؤهُ،
- شعر الرّثاء: وهو للبكاء على الراحيل وذكر محاسنهم ومناقبهم.
- شعر الهِجاء: وهو الشّعر الذي ينتقد شخصاً أو قبيلة، ويعتمد على الذم وذكر قبيح الخصال.
- شعر الحكمة: الذي يكون نابعّاً من خبرات الأجداد وحكمهم.
- شعر الفخر: ويتعلق بالمديح لعظيم أو رئيس قبيلة والإشادة بمكانته، وبطولاته، والتفاخر بالنسب.
- شعر واقعي: ويكون تعبيراً عن الواقع بوجوهه المختلفة من فرح وحزن وتقدم وتخلف.
- موضوعات جديدة تم استحداثها لتواكب هذا العصر
يقول الشاعر والناقد الأدبي صالح شرف الدين: الشعر كجنس أدبي لا بد أن يواكب العصر وتكنولوجياته وآلياته ويكون معبراً عن روحه وما وراءها، والشعر بعصرنا الحديث يصف البيئة الحديثة ومكوناتها وتكنولوجياتها، والذات الإنسانية ومشكلاتها، والقضايا المعاصرة ورؤى حلها، ويتميز بالإغراق في الذهنية والغموض، والنزعات الفلسفية، والذاتية.
- هل تعتقد أن الشعر كجنس أدبي مازال له ذات الزخم كما كان من قبل
يؤكد شرف الدين أن القصائد في الشعر العربي لم يعد لها ذات الزخم القديم، على أن الشعر يتطور إنسانياً كفن من فنون القول ليواكب العصر الذي نعيشه ومن الصعب أن يختفي لأن القديم لا يمكن أن يمنع التطور، والجديد لا يمكن أن يقضي على القديم الذي امتلك سر الخلود.
- بالنهاية كيف نعيد لشعرنا العربي الأصيل الألق المعتاد
يعود للشعر العربي وللقصائد في الشعر العربي الألق القديم بمزيد من الدعم الحقيقي الصادق الفعلي للمواهب الشعرية عن طريق التعليم، فنختار للمتعلمين شعراً جميلاً يدعم مواهبهم، والإعلام يجب أن يلقي مزيداً من الضوء على الشعر الجميل، وأن تزيد المسابقات والجوائز الحقيقية المشجعة مثل مسابقة شاعر العرب، شاعر المليون وأمير الشعراء وغيرها، كما أن إطلاق السعودية على العام الحالي (2023) عام الشعر العربي، احتفاءً بدوره الحضاري وقيمته المحورية، من أجلّ الأمور والتي أثلجت صدر شعراء الوطن العربي، ولذلك فكل هذه الأمور وغيرها تعيد للشعر الجميل إليه ألقه وتعيده لصدارة الأجناس الأدبية.