في مثل هذا اليوم 18 أغسطس ولد الأديب المصري الكبير أنيس منصور، وهو الروائي المخضرم والكاتب الصحفي المتمرس والفيلسوف المثير للجدل، الذي ترك وراءه تاريخاً طويلاً وارثاً زاخرًا من الابداع الفكري والتألق الأدبي والفكر السياسي الناضج والثقافة الفنية المذهلة.
• كاتب مثير للجدل يتفق الجميع على إبداعه وتميزه
لطالما اختلفت الآراء حول كثير مما يكتبه أنيس منصور سواء كان مترجما أم مؤلفا، إلا أن ذات الآراء تتفق حول حرفيته ككاتب ومبدع وأديب ومقدرته الفائقة المذهلة في صياغة أفكاره والتعبير عن مكنون ذاته وما يختلج فيها من آراء وتأملات وهو ما جذب إليه ملايين القراء والمتابعين من العرب وغيرهم لسنوات طوال ظل على الصدارة، طبعت شهرته الآفاق، بلا منافس خاصة خلال العصر الذهبي للأدب حيث كانت المنافسة على أوجها إلا أن منصور لم تتزحزح مكانته، ولم تتأثر منزلته لدى قراءه طوال سنوات عمره وحتى اليوم.
عشق أنيس منصور مختلف صنوف الآداب والفنون وعُرف بكتاباته الفلسفية والفكرية، وقد استطاع ان يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء، فأسلوبه (السهل الممتنع)، ورغم شغفه وعشقه للصحافة المطبوعة والمكتوبة الا انه كان يعشق الأدب اكثر ، ودائماً كان يقول " أنا أديب يعمل في الصحافة".
• أهم رواد أدب الرحلات
كان أنيس منصور أحد أهم رواد أدب الرحلات، لما عرف عنه من حبه وولعه بالسفر والتجوال، ولأنه يملك بلاغة البيان صاغ هذه الجولات والرحلات في هيئة كلمات تُقرأ وعبارات تصف وصياغات تُنسج، حيث اشتهر بأسلوبه الوصفي الجذاب وطريقته الفنية المثيرة أكثر من الصحفية في وصف المكان، وقد نجح فى جعل قرائه يشعرون وكأنهم مرافقون له برحلته وهو ما جعل أسلوبه في الكتابة بأدب الرحلات مشوقًا يحظى بشعبية كبيرة وحتى اليوم.
أثرى منصور المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات بأدب الرحلات ومنها: (غريب في بلاد غريبة، اليمن ذلك المجهول، انت في اليابان وبلاد أخرى، اطيب تحياتي من موسكو، اعجب الرحلات في التاريخ، لعنة الفراعنة، وبلاد الله خلق الله، على أن الأهم هو إبداعه في حول العالم في 200 يوم فقد أعلنت اليونسكو أنه أكثر الكتب العربية انتشارًا حتى اليوم.
• 10 معلومات مدهشة عن أنيس منصور
في ظل الاحتفاء بذكرى ميلاد هذا الأديب المبدع والكاتب الكبير، سيدتي تخبرك 10 معلومات مدهشة عن أنيس منصور
1 عرف عن أنيس منصور أن له عادات خاصة بالكتابة حيث كان يكتب في الرابعة صباحاً ولا يكتب أثناء النهار أو بالليل.
2 من عادات أنيس منصور الغريبة أنه كان لا يكتب إلا وهو مرتدي البيجامة (ملابسه المنزلية) وهو حافي القدمين.
3 أنيس منصور كان أول صحافي يزور قارة أستراليا ويكتب عنها.
4 استطاع أنيس منصور ان يحقق السبق ويكون أول من التقي الدالاي لاما في منفاه بـ"دارامسالا" بالهند.
5 كان أنيس منصور دائما ما يعاني من الأرق فقد كان دائم التفكير منشغل بما يعتلج داخله من أفكار لا ينام إلا اربع ساعات فقط حيث عُرف عنه كراهيته للنوم وعشقه للحياة والحركة.
6 كان أنيس منصور مثله مثل الفنان الراحل محمد عبد الوهاب يخشى الإصابة بالبرد دائماً.
7 خلال رحلات أنيس منصور التي لا تنتهي زار منفى الزعيم المصري أحمد عرابي في جزيرة سرنديب (سريلانكا)، وكتب عنه مقالة مطولة وطالب بتحويل بيت عرابي إلى متحف، وهو ما لاقى صدى كبير فكان السبب في إنشاء متحف أحمد عرابي.
8 كتاب (حول العالم في 200 يوم) أصبح حديث الملايين بالعالم العربي منذ تم نشره، وقد نقلت عنه الصحف العالمية ووكالات الأنباء، ووصف بأنه كتاب أطول وأروع رحلة في تاريخ الصحافة العربية.
9 أثناء طفولة أنيس منصور يروى موقف مؤثر فقد طلب معلم التربية الفنية منه وزملائه رسم زجاجة عطر، وعندما عاد وجد الأطفال رسموا إلا أنيس فلما سأله بكى لأن أسرته لم تملك زجاجة عطر وكل ما يعرفه زجاجات الدواء، فتأثر المعلم بالطفل وطلب منه أن يرسم أي زجاجة، ومنذ ذلك الوقت ومنصور يقتنى أغلى زجاجات العطر ويحتفظ بالفارغ منها حتى بلغ عددها خمسون زجاجة.
10 في عام 1952 بعد ثورة يوليو كان أنيس منصور يكتب في مجلة روز اليوسف عن الملك فاروق وأخباره، بتوقيع نسائي سيلفانا ماريللي، وحين انتقل للعمل في أخبار اليوم، نشر خبراً في روز اليوسف، نعى فيه موت المحررة سيلفانا، خوفاً من أن ينتحل شخصيتها أحد.
• أنيس منصور
أنيس منصور (1924-2011) من مواليد محافظة المنصورة في مصر، حفظ القرآن في سن التاسعة، تلقى تعليمه الإلزامي، وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) مع مرتبة الشرف الأولى، وتم تعيينه أستاذًا بجامعة عين شمس، وعمل بالصحافة في مختلف الصحف والجرائد المصرية والعربية الكبرى، وقد تعلم لغات عدة هي الإنكليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، وقد أصدر أكثر من 200 كتاب وأنجزت عنه 17 دراسة، وبعض كتبه طبعت 20 طبعة وكانت تنفذ فور صدورها، تم تحويل العديد من أعماله لأعمال درامية، وقد ترجم أكثر من 9 مسرحيات بلغات مختلفة وحوالى 5 روايات مترجمة، ونحو 12 كتابا لفلاسفة أوروبيين، كما ألّف أكثر من 13 مسرحية باللغة العربية.
توفي صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عاماً بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بالتهاب رئوي. وقد نعاه كبار الادباء والمثقفين بالعالم.