يوصي أطباء الأطفال أهالي الطلبة بإجراء الفحوصات الدورية لأطفالهم قبل العودة إلى المدرسة لضمان تمتعهم بالصحة والعافية، وتحقيقهم للأداء الدراسي الأمثل. ومن بين هذه الفحوصات اختبارات الدم الرئيسية كتعداد الدم الكامل، وفحوصات العظام، وتقييم أداء الكبد والكلى. وأيضاً لا بد من فحوصات الأذنين المتعلقة بشمع الأذنين، ومشاكل السمع المحتملة، فقد يعجز الأطفال عن التعبير الواضح عن هذه المشاكل عند وجودها. وكذلك من الأهمية إجراء فحوصات العينين، التي تظهر على شكل أعراض خفية مثل الصداع وانخفاض الأداء الدراسي. تفاصيل عن هذه الفحوصات، يدرجها الدكتور آجي ماثيو، بكالوريوس الطب والجراحة، دكتور في الطب، استشاري طب أطفال عام، في مبادلة للرعاية الصحية بدبي.
فحوصات لا تخطر على البال
تعدّ فحوصات الأسنان أيضاً من الإجراءات المهمة، كما ينصح الدكتور آجي ماثيو؛ إذ يمكن أن تسبب آلام الأسنان وتسوسها تغيب الأطفال عن المدرسة. وإضافة إلى ذلك، يتحقق أطباء الأطفال عادة من أخذ الطلبة للتطعيمات الضرورية قبل العودة إلى المدرسة، كتطعيم الإنفلونزا. كما يقوم أطباء الأطفال بدور مهم في تثقيف أولياء الأمور صحياً، وتعريفهم بمسائل معينة مثل الأنظمة الغذائية الصحية، والنوم الصحي وسبل الوقاية من العدوى. يعلّق د. ماثيو: «يحتاج الأطفال المصابون بحالات صحية معينة مثل الربو أو الصرع إلى عناية خاصة؛ إذ نجري على الأطفال المصابين بالربو فحوصات للرئتين لضمان سلامتهم وإدارة مرضهم جيداً قبل بدء العام الدراسي.وبالنسبة إلى الأطفال المصابين بمشاكل معرفية، مثل اضطراب نقص الانتباه، نوصي أولياء الأمور بطلب المشورة من الأطباء أو المتخصصين النفسيين إذا لزم الأمر. وبشكل عام، تضمن قائمة المراجعة الصحية الشاملة التي يوصي بها أطباء الأطفال أن يبدأ الأطفال العام الدراسي الجديد بصحة جيدة ودعم مناسب لحاجاتهم». كل هذه المشاكل الصحية السابقة، تؤثر في رحلة الطفل التعليمية وعافيته مع عودته إلى المدرسة، وضرب د. ماثيو أمثلة لما قد يعاني منه الطفل المصاب بهذه الأمراض؛ إذ يقول: «على سبيل المثال، قد تحدث مشاكل للعينين مثل قصر النظر، وتتفاقم دون أن يلاحظها لا الأطفال ولا الأهالي، فيؤدي ذلك إلى الصداع وضعف الانتباه وانخفاض الأداء الدراسي. لذلك، فإن فحوصات النظر الدورية مهمة لتشخيص أي مشكلة وعلاجها، كما قد يتفاقم الربو أيضاً عند تعرض الطفل المصاب لمحفزات كالغبار والأمراض التنفسية المعدية في المدرسة. لذلك فإن عدم السيطرة على هذا المرض قبل بدء العام الدراسي يؤثر سلباً في حضور الطفل في المدرسة وتحصيله الدراسي عموماً.
ومن الأهمية أيضاً عدم التغاضي عن شخير الأطفال، فقد يكون مؤشراً على إصابتهم بانقطاع النَفَس النومي، وهي حالة صحية تسبب تدهور جودة النوم والنعاس أثناء النهار وانخفاض النشاط والانتباه، الأمر الذي يؤثر أيضاً في الأداء العام للطفل. ولهذا، ينبغي لطبيب الأطفال تقييم حالة الطفل ودراسة النوم وإجراء التدخلات إذا لزم الأمر، كاستئصال اللحميات أو إعطائه الأدوية التي يمكن أن تساعد على تحسين حالته».
ماذا عن الصحة النفسية؟
تعدّ الصحة النفسية من الجوانب المهمة التي ينبغي الانتباه إليها؛ نظراً إلى تأثيرها الكبير في رحلة الطفل التعليمية. فصعوبات التعلم وانخفاض الانتباه والمشاكل الدراسية، والخوف الشديد من المدرسة والأماكن الأخرى التي يوجد بها أشخاص، لا يرغبون بهم؛ ما يتسبب بقلق اجتماعي، وإذا وصل الطفل إلى حالة القلق الشديد بشأن المستقبل والتفكير بأن أمور سيئة ستحدث القلق العام، هنا قد يصاب بعقدة نفسية، ووجود نوبات متكررة من الخوف المفاجئ الذي يصاحبه أعراض مثل زيادة ضربات القلب، أو صعوبة في التنفس، أو الشعور بالدوار أو التعرق، وهذا ما يسمى «اضطراب الهلع»، وجميعها حالات نفسية، تؤثر سلباً في التحصيل الدراسي للطفل، وقد تكون مؤشراً على مشكلة ما في صحته النفسية. ولذلك يمكن طلب تقييم شامل من طبيب الأطفال الذي يقوم بإحالة الطفل لاختصاصي طب نفسي من أجل مساعدته ودعمه للتمتع بالصحة والعافية النفسية.
يتابع د. ماثيو: «إن التعامل الجيد مع هذه المشاكل الصحية عبر الفحوصات المناسبة، وتقديم العلاجات في الوقت المناسب قبل بدء العام الدراسي، هو من الأهمية بمكان لضمان أفضل تحصيل دراسي ممكن للطفل والحفاظ على صحته وعافيته عموماً، ليتمكن من توجيه كامل انتباهه إلى دراسته».
يشارك د. ماثيو، بعض النصائح لأولياء الأمور حول كيفية تحضير طفلهم للعام الدراسي المقبل، كالآتي:
قبل عودة الطفل إلى المدرسة، من الجدير مراعاة عوامل عدة لضمان دخوله المثالي في أجواء العام الدراسي الجديد وتمتعه بالعافية اللازمة.
أولاً: عليهم البدء بتغيير مواعيد نوم طفلهم تدريجياً قبل أسبوع من أول الأيام الدراسية. ومن ذلك تشجيعه على النوم مبكراً والاستيقاظ باكراً، فقد تسبب العطلات الطويلة تغييراً كبيراً في أنماط نوم الأطفال.
ثانياً: خلال العطلة، يعتاد الأطفال على قضاء مزيد من الوقت أمام الشاشات مثل أجهزة التلفاز والهواتف المتحركة وغيرها. لذلك يوصي أطباء الأطفال بالحد من استخدامهم لهذه الأجهزة والامتثال لعدد الساعات الموصى بها بحسب عمر الطفل لتعزيز تبنيه عادات صحية.
ثالثاً: إن ضمان أخذ الأطفال لتطعيماتهم، لا سيما الإنفلونزا، هو أمر أساسي قبل بدء العام الدراسي.
رابعاً: ينبغي أن يعلِّم أهالي الطلبة أطفالهم الطريقة الصحيحة لغسل اليدين ونظافتهما والطريقة المناسبة للسعال والعطاس لتجنب نقل العدوى للآخرين؛ إذ تعدّ المدارس أرضاً خصبة للأمراض المعدية نتيجة لقرب التلاميذ بعضهم من بعض.
خامساً: على أولياء الأمور ضمان توفر أدوية أطفالهم المهمة، كما في حالة المصابين بالصرع والربو، لتجنب تعرض الطفل لأي مضاعفات صحية خلال وجوده في المدرسة.
سادساً: اتباع النظام الغذائي الصحي المتوازن فهو عنصر أساسي في عافية الأطفال وأدائهم الدراسي. ويمكن لأطباء الأطفال تقديم النصح والمشورة حول التغذية المناسبة، ويمكن أيضاً أن يطلب أهالي الأطفال المشورة من متخصصي التغذية لتصميم منهجية غذائية مُحكمة لأطفالهم.
سابعاً: طلب نصيحة طبيب الأطفال قبل بدء العام الدراسي يقدم فوائد مهمة لأولياء الأمور وأطفالهم على حد سواء، ويضمن استعداد الأطفال على أكمل وجه لرحلتهم الدراسية وتمتعهم بالصحة والعافية أثناء العام الدراسي.
ربما تودين الإطلاع على أطعمة مسموحة وأخرى ممنوعة عن طفلك قبل ذهابه إلى المدرسة صباحاً
**ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.