سجَّلت المرأة السعودية حضوراً لافتاً في المشهد الثقافي والفني السعودي، وقادها طموحها وشغفها لمحطات إبداعية عالمية، فلا غرو أن يكون لها نصيبها الوافر من الجوائز الثقافية الوطنية، حيث تصدَّرت مبدعاتٌ سعودياتٌ قائمة النسخة الثالثة من الجائزة، وحظين بتكريم وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في الحفل الختامي للجائزة، الذي أقيم مساء أمس، بحضور وزير التعليم يوسف البنيان، ووزير الإعلام سلمان الدوسري، ونخبةٍ من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
الجوائز الثقافية الوطنية
أطلقت وزارة الثقافة "الجوائز الثقافية الوطنية" احتفاءً بالإنجازات والإسهامات والإنتاجات الثقافية للمثقفات والمثقفين السعوديين في مختلف مسارات النشاط الثقافي بالبلاد،ودفع عجلة الإنتاج الثقافي، وخلق أجواء ثقافيةٍ تنافسيةٍ، تُسهم في إثراء المحتوى الثقافي، وتحفِّز المبدعين، وتشجِّع الداعمين، بما يُعزز جهود الوزارة في النهوض بالقطاع، وتنمية مساهمته في الناتج المحلي، وتحقيق مستهدفات "رؤية السعودية 2030" في جوانبها الثقافية.
وتبلغ مسارات الجوائز ستة عشر مسارا ، والتي تشمل خمس جوائز رئيسية هي: جائزة شخصية العام الثقافية، وجائزة الثقافة للشباب، وجائزة سيدات ورجال الأعمال الداعمين للنشاط الثقافي، وجائزة المؤسسات الثقافية بقسمَيها: مؤسسات القطاع الخاص، ومؤسسات القطاع غير الربحي، وجائزة التميز الثقافي الدولي. فيما تأتي الجوائز الإحدى عشرة المتبقية للقطاعات الثقافية وهي: جائزة الأفلام، والأزياء، والموسيقى، والتراث الوطني، والأدب، والمسرح والفنون الأدائية، والفنون البصرية، وفنون العمارة والتصميم، وفنون الطهي، والنشر، والترجمة.
الفائزات بالجوائز الثقافية الوطنية بدورتها الثالثة
منال الضويان - جائزة الفنون البصرية
تهدف جائزة الفنون البصرية إلى تكريم الفنانين السعوديين الذين قدموا أعمالاً متميزةً في القطاع ، وتسليط الضوء على إبداعاتهم، ودعمهم مادياً ومعنوياً.
وفازت بالجائزة الفنانة منال الضويان بعد ترشُّحها مع كلٍّ من الدكتورة زهراء الغامدي، والفنان أيمن زيداني.
وللضويان مسيرةٌ فنيةٌ حافلةٌ بالنجاحات، بدأت محلياً عام 2005 بمعرضٍ في الظهران بالمنطقة الشرقية، وانطلقت منه لمحطاتٍ إبداعيةٍ في أغلب مدن العالم.
الفن بالنسبة لمنال، التي حلَّت على غلاف مجلة "سيدتي" في العدد 2161، يمثِّل جزءاً من حياتها، بل أسلوبَ حياةٍ أيضاً، ومساحةَ فكرٍ متنوّرة، تبحث في الأسئلة الصعبة والمستحيلة. وفي 2005، قدَّمت الضويان أول معرضٍ ، لكنَّ المعرض الذي كان بمنزلة حلمٍ بالنسبة لها وتحقَّق، كان معرضها في العاصمة الرياض ضمن بينالي الدرعية 2021، إذ تعدُّه نقطة تحوُّلٍ تاريخية في الحركة الفنية السعودية، وتبرر ذلك بقولها: "المعرض شارك فيه أغلب الفنانين السعوديين، وكان هناك حوارٌ منطلقٌ ومفتوحٌ فيه مع فناني العالم، لذا أعدُّه الأفضل".
وبعد سنواتِ خبرةٍ طويلةٍ، تمكَّنت الضويان من صقل موهبتها بحضور المعارض الفنية، والمشاركة في أخرى عالمية، كان أقربها معرضٌ في اليابان وكوريا، كذلك وضعت بصمتها، وقدمت إبداعاتها الفريدة في معارض بدبي، والسعودية، ولندن، وأمريكا، وبرلين، وكندا، والدنمارك.
ووصفت الضويان الحركة الفنية البصرية في السعودية بأنها نشطةٌ منذ زمنٍ "والدليل على ذلك، أن هناك حركةً فنيةً كبيرةً، تعمل بدعمٍ نفسي شخصي، وبلا شك للمجتمع دورٌ مهمٌّ في دعم الفنان". وقالت: "الحركة الفنية السعودية إلى انطلاقةٍ عالميةٍ مهمةٍ من خلال الرؤية الحكومية التي أعطت الفنان مكانةً في المجتمع، بدليل تعيين ثلاث أكاديمياتٍ في مجلس الشورى، جميعهن باحثاتٌ في تاريخ الفن، وهذه إشارةٌ لاهتمام الدولة بالفن والفنان، والتعبير الحرفي والتصميم".
بعد تكريمها بجائزة الفنون البصرية من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أكدت الضويان لسيدتي :" هذه تجربة جديدة علينا وأنا أشعر من خلال تجربتي الليلة بفخر شديد وبنوع من تركيز الأفكار والتأكيد على أن جهودنا خلال السنوات السابقة كانت جهوداً صحيحة تصب في مصلحة اللغة الفنية والإبداعية في المنطقة والوطن."
خلود عطار - جائزة فنون العمارة والتصميم
تهدف جائزة فنون العمارة والتصميم إلى تسليط الضوء على أفضل المشروعات المعمارية وفنون التصميم خلال الأعوام الخمسة الماضية، التي أسهمت في ترك أثرٍ بنَّاء طويل الأمد، ونتجت عنها بيئةٌ إيجابيةٌ ومحفّزةٌ لرواد هذا القطاع، كما تروِّج لنتاجهم المتميز من الجوانب الفنية والجمالية.
وفازت بالجائزة خلود عطار، وهي المؤسسة والمديرة الإبداعية لـ"مجلة ديزاين" في السعودية منذ 2007، وهي مؤسسة دار كاف للنشر والتوزيع وعضوة مجلس الإدارة في شركة عطار لهندسة البرامج منذ عام 2019.. حاصلة على شهادة بكالوريوس في مجال التصميم الجرافيكي تملك الريادة في عدد من المجالات فكانت أول سيدة أعمال تحصل على ترخيص للتوزيع السينمائي في السعودية. وأول سيدة تدير مركزاً إعلامياً لنادي سعودي.. التي أوضحت في حديثٍ خاصٍّ لـ "سيدتي"، أنها تهدي الجائزة لكل فريق مجلة "ديزاين"، وقالت: "هذه الجائزة لها وقعٌ مختلفٌ عن أي جائزة أخرى، لأنها بتقديرٍ من أمير الثقافة وحكومتنا الرشيدة، لذا أهديها لكل الفريق، وكل شخص كان جزءاً من أي عددٍ من أعداد مجلة ديزاين على مدار الأعوام الـ 18 السابقة". مضيفةً ": "نحن نقدم ستة أعدادٍ في السنة، وكل عددٍ يضمُّ أكثر من 30 مبدعاً ومعمارياً ومصمماً، ويلقي الضوء على الثقافة والإبداع في السعودية للقرَّاء في البلاد وخارجها".
يذكر أن خلود عطار حلت ضيفة في بيت سيدتي الزجاجي ضمن فعاليات موسم الرياض عام 2021.
اقرأ المزيد : المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG تحصل على جائزة "المؤسسات الثقافية" بمسار القطاع الخاص
الروائية لبنى الخميس - جائزة الشباب
خُصِّصت جائزة الثقافة للشباب لتكريم ودعم المواهب الوطنية الصاعدة في مختلف القطاعات الثقافية ممَّن كانت لهم إسهاماتٌ مميزةٌ في أحد القطاعات الثقافية، وذهبت للروائية والقاصَّة لبنى الخميس.
والخميس خريجة صحافةٍ ودراساتٍ شرق أوسطيةٍ من الجامعة الأمريكية في دبي، ومقدمة بودكاست "أبجورة"، الحاصل على جائزة الإعلام الجديد في دورتها الأولى عام 2017.
تعدُّ أول سعوديةٍ تعمل في فريق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اختصاصية إعلامٍ، وعضواً في فريق الإعلام والتأثير الاستراتيجي بالمكتب التنفيذي "صندوق الأفكار الإبداعية لدبي".
مها الفالح - جائزة الترجمة
فازت مها الفالح، المختصَّة في مجال الخدمات اللغوية والترجمة، بجائزة الترجمة لهذه الدورة بعد ترشُّحها مع إبراهيم القرني، وخالد الغنامي. وتهدف الجائزة إلى تحفيز أفراد المجتمع، وتشجيع المهتمين بالترجمة، وتكريم المترجمين الذين كان لهم أثرٌ استثنائي في المجال بالسعودية على مدار العامين المنصرمين.
وذكرت الفالح، بعد نيل الجائزة، أن ما رشَّحها للفوز بها، هو حبها لنقل المعرفة للآخرين أكثر من أي عملٍ، أو كتابٍ، مبينةً أنها تأتي تتويجاً لمسيرتها الطويلة في مجال الترجمة.
شارمالينا - جائزة الأزياء
عام 2012، أبصرت Charmaleena النور على يد الشقيقتين هلا ولينا الخريجي. وتقدم العلامة مجوهراتٍ من الذهب مقترنة بحبيبات الألماس والأحجار الكريمة، وتتميَّز بالفخامة والرقي والابتكار، إذ يمكن ارتداؤها بأكثر من طريقةٍ.
وتعبّر شارمالينا على قوة الشخصية والتفرُّد، وتتم فيها صناعة الحلي والمجوهرات بأعلى درجة من الحرفية والإتقان، لذا نجد أن كل قطعةٍ من قطعها تولّد شعوراً بالتفرد والتميُّز الخاص.
برعاية ولي العهد.. وزير الثقافة يكرم الفائزين في الجوائزالثقافية الوطنية بدورتها الثالثة
