لايزال التراث يُعتبر مصدرَ إلهام للعديد من مصممي ومصممات الأزياء في السعودية؛ فيعيدون ابتكار القطع بشكل يحاكي حداثة العصر، من دون أن يَمسّوا بقيمتها وجوهرها الرئيسي؛ فتظل مرتبطة بالأصالة والتاريخ والهوية الوطنية، ويعبّرون من خلالها عن تعلُّقهم بالوطن واعتزازهم بماضيه، وفخرهم بما تحقق من إنجازات في حاضره، وتطلعهم لما سيحمله لهم المستقبل المشرق."سيدتي" التقت مصممة الأزياء السعودية أماني السيد، للحديث عن التصاميم التراثية، ومجموعتها الخاصة باليوم الوطني السعودي.
أماني السيد
كمصممة أزياء، لماذا تمسكت بالنمط التراثي؟ وهل لايزال مطلوباً اليوم؟
يعود ذلك لحبي لوطني الحبيب المملكة العربية السعودية، وهي أرضٌ زاخرة بتراثٍ غني ومتنوع، هذا التراث هو مرآة للحضارات التي ازدهرت على أراضيها، وانعكاس لمسيرة الإنسان في اكتشاف هويته الوطنية المميزة، ولاتزال التصاميم التي تنشر هويتنا وثقافتنا للعالم، مطلوبة في مناسبات عدة، منها: يوم التأسيس، واليوم الوطني، وجميع المناسبات التي تُذكّرنا بتراثنا العظيم.
عرّفينا أكثر إلى تفاصيل الملابس التراثية السعودية واختلافات المناطق؟
الأزياء التراثية في المملكة العربية السعودية تعَد من الإرث التاريخي والحضاري الذي تتوارثه الأجيال، وهي رمز فخر واعتزاز بهذا البلد، وتعبّر عن مدى تمسُّكنا بهويتنا وحبنا للوطن الذي ننتمي إليه، وتمتاز كل منطقة فيه بزيّ تراثي مختلف وجميل، يحاكي طبيعة المنطقة والعادات والتقاليد بها، وينعكس ذلك على شكل النقوش والخامات وألوان الأقمشة المستخدمة، ويمتزج بتاريخ هذا الوطن الغالي، ومن أشهر الأزياء التراثية لدينا في المنطقة الوسطى، هو أن يرتدي الرجال الثوب والعقال الذي عُرف بأنواعه: المقصب والشطفة والأسود والغترة أو الشماغ الأحمر والدقلة والبشت، في المناسبات الكبيرة، أما النساء فيرتدين "المخنق" إضافة إلى الشيلة والحزام.. وللمنطقة الشمالية؛ فيرتدي رجالها العقال والشماغ والدقلة، والنساء الشيلة والمحوثل.
كما أن الرجال في المنطقة الجنوبية يرتدون الصمادة والجبة والمحزم والخنجر، والنساء يرتدين الشيلة والسدرة.. وفي المنطقة الشرقية يعَد الثوب والعقال والغترة والبشت، الزيّ الدارج لرجالها، وترتدي النساء فيها الشيلة والنشل.. أما في المنطقة الغربية، يرتدي الرجال العقال والشماغ والسديري والثوب، والنساء والفتيات الكرتة الشيلة والمسدح.
ما هو التصميم التراثي الذي تفاخرين دوماً بتصميمه أو تشعرين بأنه مميز عن مختلف تصاميمك الأخرى؟
جميع الأعمال التي تم العمل عليها، هي مصدر فخر لي، ورسالة أعبّر فيها عن حبي واعتزازي بوطننا الغالي المملكة العربية السعودية وإرثه العريق، وثقافته الممتدة لجميع الأجيال؛ فمن محبتنا لوطننا أن نبيّن للأجيال المستقبلية، مدى تمسكنا بتراثنا وتاريخنا وحبنا لهذا الوطن، وكانت لنا العديد من التصاميم المميزة سابقاً، منها مجموعة رمضان وغيرها.
الاعتزاز بالإنجازات الوطنية
اليوم الوطني مناسبة للتعبير عن الاعتزاز بالإنجازات الوطنية والتعلق بالوطن.. كيف تعكسين ذلك في تصاميمك؟
الاحتفال باليوم الوطني السعودي، هي المناسبة التي تملأ قلوبنا حباً وفخراً بهذا البلد المعطاء الذي نفخر بانتمائنا له، ونعبّر عن فرحنا بهذا اليوم بأسمى وأرقى الأعمال الإبداعية المهتمة بتراث هذا البلد وتاريخه العريق ومستقبله المشرق، وتحفز لدينا روح الإبداع، وأحرص على أن تكون تصاميمي وأعمالي مستوحاة من طبيعة وثقافة وتراث مملكتنا الحبيبة، وندعو الله أن يظل علم بلادي عالياً مرفرفاً على الدّوام؛ حيث هذا اليوم يعكس لنا ماضياً أصيلاً، ويُظهر لنا مستقبلاً زاهراً لوطننا الغالي.
لماذا نرى اختيارات النجمات والمؤثرات اليوم للاحتفال باليوم الوطني لاتزال مرتبطة بالتراث رغم الابتعاد عن هذا النمط في حياتهن اليومية؟
المناسبات الوطنية هي تذكيرٌ لنا جميعاً بإنجازات وطننا الغالي، ورسالة للعالم بتراثنا وثقافتنا وأمجاد هذا البلد العظيم، واليوم الوطني هو كما أسلفنا، مناسبة ذات مكانة كبيرة في قلوب الجميع، وامتداد لثقافتنا وحبنا لوطننا.
ولذلك؛ فإن التصاميم التراثية أكثر طلباً في المناسبات الوطنية والمواسم حسب المناطق، وهذا يعود لحب المجتمع للعادات والتقاليد وتراث الأجداد.
حدثينا عن المجموعة الجديدة التي أطلقتها بهذه المناسبة؟
تم تصميم مجموعة جديدة من ثلاثة تصاميم مختلفة، تتميز بملامستها وامتزاجها بالهوية الأصلية للتصاميم التراثية القديمة في وطننا الغالي، بالإضافة طبعاً إلى مجموعات مميزة كنا قد أطلقناها سابقاً.
نجدك تكملين الإطلالات بإكسسوارات وديكورات مناسبة.. كيف تختارينها؟
كل عمل أقوم به وخاصة في التصاميم، يتم فيه البحث عن هدفي من هذا العمل، وأعمل جاهدة على أن تكون جميع الأدوات المختارة من خامات أقمشة ونقوش وتفصيل وديكورات في إطار هذا الهدف، والاختيار يكون بعناية ومتناسقاً مع جميع العمل؛ حتى يتم إخراج التصاميم بشكل جميل ينعكس على الجهود المبذولة لنجاحه.
تطلعات مستقبلية
تصاميمك ليست محصورة بالمرأة فقط؟
حتى الآن جميع التصاميم محصورة فقط بالأزياء النسائية للصغار والكبار، وأطمح مستقبلاً أن تكون لي أعمال تصاميم للنساء والرجال، وأن تكون في محافل كبيرة في وطننا الغالي، وهذا حُلم وشرف كبير أسعى إليه.
ما الرسالة التي تحبين إيصالها من خلال تصاميمك.. لاسيما في ما يتعلق بالمرأة السعودية؟
جميع التصاميم التي تم إطلاقها أو جارٍ العمل عليها، ذات أهمية كبرى بأناقة المرأة السعودية، وأحرص خلال عملي على جذب المجتمع للباس التقليدي والتراثي؛ للمحافظة عليه من خلال ارتداء الملابس الوطنية، التي يتم تطويرها بأفكار إبداعية عصرية، من دون المساس بجوهرها الأساسي.. أخيراً، وبمناسبة اليوم الوطني السعودي، كانت لنا لقاءات مع عدد من المصممات السعوديات المبدعات، اخترنا لك منها: مرام سعيد مصممة أزياء الأطفال: تصاميمنا تعبر عن تقديرنا لهذه الأرض المباركة
