جوني ونادين مقبل زوجان هاويان للفن وجامعان للوحات تشكيلية موقعة بأسماء معلمين من الحقبة الحديثة المتأخرة ورسامين معاصرين لبنانيين. خلال الجولة في شقة الثنائي الكائنة في حي سرسق البيروتي العريق؛ حيث تشغل أعمال التشكيليين كل الجدران، تسألهما «سيدتي» عن طريقتهما في اختيار الروائع الفنية، ونصيحتهما للقراء الذين يرغبون في البدء بجمع الفن.
بيروت - نسرين حمود
بعد أن درس جوني مقبل "البزنس"، هو عمل ولم يزل في مجال الأدوات والآلات، فيما درست نادين التصميم الغرافيكي والتدريس. بدأت رحلة جامعَي الأعمال الفنية، بعد زواجهما، وتحديداً عام 1998، عندما اشتريا أول عملين فنيين للبناني الفلسطيني الشهير بول غيراغوسيان (1993-1926). بعد مرور 25 عاماً، تعد لوحات مجموعتهما بالمئات؛ كلها لتشكيليين لبنانيين ومعاصرين يبديان لهم الإعجاب والدعم. ثمّ، كرت السبحة.
الملاحظ في جولة "سيدتي"، في شقتهما، أن غالبية اللوحات تنتمي إلى الفن التجريدي أو السريالي. وأن الهوى بالفن يتوازى أو يتجاوز أمر الاستثمار في اللوحات.
الفن فوق الواقعي
يتحدث جوني لـ «سيدتي»، بحماسة، عن لوحاته المعروضة في شقته وألوانها واستلهامات الفنانين. يقول عن أعمال ويلي عرقتنجي (2003-1930) إنها ليست بالبراءة التي تبدو عليها، بل هي تنتمي إلى الفن فوق الواقعي. في عداد مجموعة مقبل الفنية، لوحات للراحل عرقتنجي تُجسّد الحكايات الخرافية الناطقة بألسنة الحيوانات التي كتبها الفرنسي جان دو لا فونتين وأخرى. ويبدي إعجابه بلوحات ميساك ترزيان (1949)، ويشرح مقاصد التشكيلي من تلك التي تغمر جدران منزله، ومنها واحدة توجه تحية لجهود الإمارات والسعودية في استكشاف الفضاء، وأخرى تصور النخيل ضمن مجموعة تتناول بألوان مختلفة هذه الشجرة في جغرافيات عربية عدة، وثالثة استلهمها من قمة صنين بلبنان. ثمّ، يتوقف طويلاً أمام لوحة ضخمة لأيمن بعلبكي (1975) رسمها عام 2002، عندما كان لا يزال يتابع دراسته في باريس. ويلفت إلى أنها تسبق الأعمال التي لاقت شهرة، مثل: سلسلة الكوفية، فهي تبرز بأنه بدأ في الفن التجريدي وتعبّر عن «تكنيك» مغاير عمّا نعرفه اليوم لأعماله في الفن التعبيري. مستخدماً فرشاة عريضة وضربات غير دقيقة، استلهم بعلبكي لوحته المقتناة من مجموعة مقبل شرفات؛ حيث ينشر الغسيل في استعادة على طريقته لسنوات التهجير في بيت سكنه ببيروت بعد الاحتلال الإسرائيلي.
من جانب نادين مقبل، فإن ذوقها وزوجها متقاربان، ولكل لوحة يقتنيانها قصة خاصة وأسباب محددة للشراء. صحيح أن الأعمال الفنية في حوزتهما تدخل في إطار مجموعة خاصة، لكن هي بمنزلة متحف، في انتظار افتتاح متحف للفن المعاصر في لبنان.
يرجع جوني مقبل اهتمام الشبان والشابات، في الوقت الراهن، بجمع الأعمال الفنية، إلى سبب رئيس، وهو افتتاح «كريستيز» مكتباً إقليميّاً في دبي عام 2005. يقول إن «التزام الدار برفع مستوى الوعي بقيمة الفن العربي، بين العرب بشكل خاص، وبين كل الأفراد بشكل عام، أثار إعجاب كبار وأصغر جامعي الأعمال الفنية». ويضيف أنه «بعد فترة وجيزة، سلكت دارا "سوذبيز" و"بونهامز" للمزادات نحو "كريستيز"، لتأتي النتيجة أكثر أهمية. لقد تعلم الناس أن الاستثمار في الأعمال الفنية غير العادية قد يكون وسيلة آمنة للحفاظ على مدخراتهم، مع تحقيق مكاسب وأرباح مالية».
تعرفي أيضاً على معرض باريسي يضم أكثر من 40 عملاً لبيكاسو
ʼالاستثمار في الأعمال الفنية غير العادية قد يكون وسيلة آمنة لحفاظ الناس على مدخراتهم مع تحقيق مكاسب وأرباح ماليةʻ
جوني مقبل
نصائح لجامعي القطع الفنية
نصائح الزوجين الجامعين للفن لأي قارئ(ة) يرغب في الإمساك بطرف الخيط والبدء في جمع الفن، هي شراء أعظم القطع بما تسمح به ميزانيتهم. صحيح أن لكل شخص ذوقاً مختلفاً عن الآخر، إلا أن البقاء على اتصال بعالم الفن من خلال زيارة المعارض الفنية والمعارض والمتاحف يساعد على تحديد التفضيلات وحجز اللوحات. بعد تعيين القطعة المثالية، يمكن شراؤها بعد التحقق من مصدرها، بغض النظر عمّ إذا كانت تعرض في إطار مزاد أو في معرض أو يبيعها الفنان مباشرة أو مالك لها. ويوسعان الحديث عن المصدر، فيقولان لـ"سيدتي" إنه «عبارة عن رسالة من المؤسسة أو ورثة الفنان يؤكد شرعية العمل، وهذا ضروري في حال اقتناء عمل لفنان متوفى. أمّا في حال العمل الموقع من فنان حي، سيسلم الفنان أو معرضه المشتري الرسالة التي تثبت أصالة العمل الفني. الجدير بالذكر أن الأمر الأول الذي ستستفسر عنه دور المزادات أو المشترون المحتملون عندما تبيعهم القطعة هو مصدرها، لذا يجب الاحتفاظ بهذه الوثيقة، كما تحتفظ بجواز سفرك أثناء السفر».
بعد أن يتجاوز عدد اللوحات الجدران في المساحة، تنشأ الحاجة إلى التخزين. عندئذ، يأتي دور الخبراء الذين يمكنهم إدارة الأعمال الفنية وحفظها في مكان آمن لضمان أفضل النتائج.
ʼلكل لوحة نقتنيها قصة خاصة وأسباب محددة للشراءʻ
نادين مقبل
السوق الثانوية
تتحقّق الإفادة من خدمات دور المزادات، عندما يكون لدى الأخيرة ما تقدمه، سواء شراء أو بيع أعمال فنية؛ حيث تعمل في ما يعرف بـ «السوق الثانوية». على النقيض من صالات العرض، التي لا يُطلب منها الكشف عن أسعارها أو معاملاتها، فإن دور المزادات ضروري؛ لأنها تسهل المعاملات، وتساعد سوق الأعمال الفنية على البقاء نشطاً وشفافاً.
يمكنك أيضاً الاطلاع على أعمال فنية مُلهمة في النسخة الثانية من المعرض الفني "مسار المنحوتات " في DIFC
