إنّ الدرس الأول في الأناقة هو في حسن التوقيت، أي أن تلبس الثياب المناسبة في المكان والزمان المناسبين، فيما يرى خبراء الأناقة أن الدرس الثاني هو في إيجاد بصمة خاصّة بك، تكون عنواناً لأسلوبك في اللبس، سواء أكنت في طلّة رسميّة أو كاجول أو حتى في رحلة بحرية. ولابأس من أن تجتهد في الوصول إلى هذه البصمة، من خلال متابعة أو استعراض صور المشاهير والنخب والنجوم لتستعير من أحدهم ما تريد، ثمّ تسير من بعدها على خطى طريقته الخاصّة في اللبس ولمسته المميّزة في الاختيار..ولكن بشرط أن تستمرّ بذلك، لأنّ البصمة لا تأتي من طلّة أو اثنتين، باعتبارها أسلوباً يشي بشخصيّة صاحبها. وعموماً، فإنّ الأناقة لا تعني أن تغيّر في طلّتك كلّ يوم، مثلما أنّك لست بحاجة إلى خزانة ثياب كبيرة وممتلئة تُنافس بها شغف المرأة بالتسوّق. فالرجال لا يملكون إلا خيارات محدودة، كما أنّ خطوط الموضة والألوان لا تقفز عندهم صعوداً وهبوطاً، من موسم إلى آخر. ومن هنا، يأتي دور الذكاء في الاختيار والتنسيق واللعب على الطلّة بقليل من التغييرات.
الطلّة الكلاسيكيّة ..Prince Charles نموذجاً
ليس من الضروري أن تكون أميراً أو ثرياً أو أرستقراطياً كي تنجح في طلّتك الكلاسيكية مثل Prince Charles، بل المهمّ في الأمر هو ثقتك بنفسك وطريقتك الخاصّة في الالتزام بشروط الطلّة الكلاسيكيّة، مع إضافة الجديد الذي يطرأ على عالم الموضة الرجالية. ولا جدال في أنّ هذا الأمير هو واحد من أكثر الرجال أناقة في العالم، كما أنّه قد اختير كأيقونة للموضة البريطانية في عام 2012، حيث قال يومها، بكلّ تواضع: "يصعب عليّ، سيداتي سادتي، أن أعيش مع نفسي، بعد أن اكتشفت أنّ شخصاً قد اقترح أن أكون أيقونة موضة". ولكنّه على الرغم من هذا التواضع الشديد، ثمّة عنفوان يظهر في كلّ حركاته، وثقة كبيرة يترجمها في وقوفه أمام الناس، وكأنّ لسان حاله يقول: هذا هو أسلوبي في اللبس، وأنا فخور به". وهذه هي الوصفة السحرية لنجاح الطلة الكلاسيكية، إضافة إلى الاستمرار بها وإدامتها، سنة بعد أخرى. ونسأل هنا: على مدى سنوات عمر الأمير تشارلز البالغة 66 عاماً، هل يمكن أن تُشير إلى إحدى طلاته وتقول: لقد كان فاشلاً هنا؟ بالتأكيد لا، لأنه ظلّ لصيقاً بهذا الأسلوب، مع مجاراته للموضة واهتمامه بالتفاصيل، لأنّ الشيطان يكمن في التفاصيل، كما يقولون.
وإليك مجموعة من الطلات القديمة والحديثة للأمير تشارلز وستلاحظ هذا الخيط الذي يربط بين كلّ هذه الطلات، والذي يسمّونه بالأسلوب الكلاسيكي.
