يزداد الاهتمام البشري في إمكانية التعامل مع المخلوقات الفضائية، ولطالما كان السؤال الذي يشغل عقول الكثير من المهتمين منذ فترة طويلة: كيف يجب علينا أن نتعامل مع الكائنات الفضائية إذا حضرت إلى كوكبنا؟
قدم الخيال العلمي من خلال فيلم "إي تي" الصادر سنة 1982 تصورات محتملة لتعامل البشر مع الزوار المزعومين من كواكب أخرى، لكن يبقى السؤال الأهم: هل المخلوقات الفضائية كائنات تعامل باعتبارها درجة ثانية أو مرتبة أقل من البشر؟
إن الموروث الشعبي لدى العديد من الثقافات العربية يقدم المخلوقات الفضائية بوصفها كائنات ذات قدرات عقلية متطورة، وذكاء معرفي يفوق قدرات البشر التعليمية، حيث أن جميع أفلام الخيال العلمي كـ " ديستريكت 9" إنتاج عام 2009" تصور المخلوقات الفضائية على أنها ذات امكانيات تكنولوجية متفوقة على البشر، ولديها القدرة على غزو كوكبنا الأرض. لذلك علينا التخلص منها وإبادتها.
مع تزايد الاهتمام بالعالم الفضائي وإمكانية وجود حياة أخرى، يقدم بعض الخبراء بحسب تقرير وكالة ناسا ووكالة "UNOOSA” " مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، الجواب عن السؤال الذي يشغل تفكير العديد من الشباب، هل المخلوقات الفضائية صديقة أم عدوة؟ وكيف يمكننا أن نتعامل معها إن حضرت إلى كوكب الأرض؟
هل تؤمن بوجود المخلوقات الفضائية؟
حتى الآن، لم يتم العثور على دليل قاطع يشير إلى وجود مخلوقات فضائية تحاول التواصل مع البشر. لكن وبحسب الدراسات فمن المرجح أن نجد في المستقبل القريب إشارات حسب التقرير لوجود حياة على كوكب المريخ، لكائنات شبه بشرية كما تصورها أفكار الخيال العلمي في الأفلام والمسلسلات.
فقد أثبت أن البحث المستمر عن حياة خارج كوكبنا الأرض يضعنا أمام إشكالية في التعامل مع هذه المخلوقات إن وجدت، وعن الكيفية الصحيحة لردة فعلنا إذا تحقق الأمر. مع الأخذ بعين الاعتبار أن المخلوقات الفضائية من المرجح أن تكون ذكية جدًا وعلى هيئة مختلفة تمامًا عن البشر.
هل تمتلك المخلوقات الفضائية حقوقًا؟
وضع المجتمع الدولي بعد انتهاء أهوال الحرب العالمية الثانية حقوق عالمية للانسان غير قابلة للمساس بها، تكفل لكافة الأفراد باختلاف مواقعهم وانتماءاتهم المساواة في تلك الحقوق ضمن ميثاق "حقوق الانسان 1948"
إالا أن النموذج العملي والأقرب لبناء تصور حول كيفية تعاملنا مع المخلوقات الفضائية في حال عثرنا عليها، هو كيفية تعاملنا مع حقوق الكائنات غير البشرية التي تتواجد على كوكبنا، كالحيوانات.
التعامل مع الفضائيين
على الرغم من أن العديد من الدول باتت تعترف بأنه لدى الحيوانات القدرة على الشعور بالضيق أو الراحة. إلا أن مجموعات حقوق الحيوان لم تحرز إلا تقدمًا بسيطًا في منح الحقوق للمخلوقات الحيوانية بناءًا على هذا الاحساس.
وبذلك فأن الخبراء يتفقون على تقديم نموذج مشابه لتعامل مع الكائنات الفضائية يستند على أسس التعامل مع الحيوانات بوصفها كائنات غير بشرية. لكن حتى الآونة الأخيرة لا يبدو أن هنالك مخطط واضح يتعلق بعقد نقاش دولي حول حقوق الكائنات الفضائية، ليبقى التساؤل قائمًا: هل سنتعامل مع المخلوقات الفضائية بوصفها مكافئة أم صديقة للبشر كما الحيوان؟
هل المخلوقات الفضائية أكثر ذكاءًا من البشر.
يشير الخبراء وعلماء الفضاء لدى مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء بأن غياب المنهج والآلية المحددة والمتفق عليها في التعامل مع الكائنات الفضائية في حال وجدت بعض الدول نفسها مضطرة لذلك. يضعنا أمام تساؤل يحدد الآلية التي عليها أن نتعامل بها مع هذه المخلوقات، باختصار: هل سيكون الفضائيون ودودين أم عدائيين؟
يعتقد مجموعة من الخبراء بأن من البديهي أن نتصور بأن المخلوقات الفضائية في غاية الذكاء والوعي طالما أنها تمتلك القدرة على السفر إلى الأرض، مؤكدين بأنها ستكون كائنات أكثر تقدمًا منا بشكل مرعب وخطير طالما استطاعت الوصول إلينا أولا. وبذلك علينا أن نطور قانونًا دوليًا للتعامل معها كما البشر.
ماذا لو عثرت علينا الكائنات الفضائية؟
يسعى مكتب حماية الكواكب التابع إلى وكالة ناسا إلى حماية كوكب الأرض والكواكب المستكشفة. ويرى الخبراء بأن عثور الكائنات الفضائية من كوكب آخر على كوكبنا والوصول إلينا يضعنا أمام تصور واحد في حينها، فقد لا تكون حماية حقوقها هي الأمر الذي يتوجب علينا أن نقلق حياله، بل علينا أن نكون أكثر قلقًا حول مصيرنا نحن كبشر.
يقول أحد العلماء: إن وصول الكائنات الفضائية إلى كوكب الأرض يعني بأنهم أكثر تقدمًا منا بشكل هائل، مضيفًا بأن التصرف المثالي يتلخص بشراء الكثير من البيتزا المجمدة والهروب إلى أعالي الجبال. فهو غير متأكد إن كان سيمنح الفضائيون لسكان الأرض حقوقهم أو الفرصة للنجاة؟
هل سننجو من لقاء الكائنات الفضائية؟
قضية في غاية الأهمية تشغل عقول العلماء والباحثين في مجال علوم الفضاء. وبالرغم من أن العلم لا يستطيع أن يقدم إجابة محددة وواضحة عن المستقبل ومخاوفه، إلا أن هنالك العديد من أفلام الخيال العلمي والتي قدمت مجموعة تصورات عن لقاء أبناء كوكب الأرض بالزوار المزعومين بحسب موقع NETFLIX ، وأبرزها:
الفيلم الأول بعنوان "LOST IN SPACE"، والذي يتحدث عن ارتطام سفينة "عائلة روبنسون" الفضائية بسطح كوكب فضائي غريب، يتَحدّون كل الصعاب للنجاة والهرب... ولكن المخاطر الخفية تحاصرهم
أما الفيلم الثاني بعنوان "Another Life" والذي يتحدث عن قطعة أثرية فضائية هائلة إلى الأرض، فتقود "نيكو بريكنريدج" بعثة فضائيّة لتعقّب مصدرها وإجراء أوّل تواصل مع حضارة فضائية... فما ينتظرها؟
والفيلم الثالث والأخير بعنوان: "Extinction" حيث تقضّ هواجس الغزو الفضائيّ مضجع ربّ أسرة، حتّى يواجه أسوأ كوابيسه عندما تُهاجم قوّة فضائيّة كوكب الأرض، وتبدأ بإبادة جميع سكّانه.
المصدر: .nasa.com
اقرئي المزيد: ليست فيلماً خيالياً.. علماء يعتقدون أن "القمر" كان وطناً للفضائيين