إذا كان خطيبك عصبيًا وباردًا، ويبدو سعيدًا في لحظة وغاضبًا من العالم في اللحظة التالية، فاعلمي أن خطيبك ذو شخصية مزاجية، وقد تؤدي التقلبات المزاجية الشديدة إلى صعوبة التعامل مع شريكك دون أن يشعر بلوم نفسه بسبب مزاجيته المفرطة وعدم تحكمه بانفعالاته، والذي قد يجعلك تتساءلين عن كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية في العلاقات الرومانسية، وهل تكون أحد أسباب فشل العلاقة، سيدتي التقت اختصاصي التنمية البشرية د. سعيد إسماعيل ليخبرك عن كيفية التعامل مع الخطيب المزاجي.
• ما هي التقلبات المزاجية؟
يقول د. سعيد إسماعيل: تحدث التقلبات المزاجية عندما تتغير مشاعر الشخص بسرعة، حيث تتأرجح مشاعره وأحاسيسه ما بين الإحساس بالفرح تارة والحزن أو الغضب أو التوتر تارة أخرى هو أمر طبيعي بشري يحدث بسبب طبيعة الحياة ومشكلاتها وأحداث، بحيث أن معنى التقلبات المزاجية يجسد في داخله عناصر عدم القدرة على التنبؤ. في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث ذلك دون سابق إنذار. وكما ذكرنا فالجميع يعاني من التقلبات المزاجية من وقت لآخر، على أن الشخص عندما يعاني من تقلبات مزاجية متكررة وحادة، فمن المرجح أن يكون التعامل معه صعبًا، وبالتالى سيرغب شريكه في معرفة كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية في العلاقة.
• ما الذي يسبب تقلبات المزاج؟
في بعض الأحيان، تكون التقلبات المزاجية مجرد جزء طبيعي من الحياة، ولكن التقلبات المزاجية المفاجئة والسلوك العصبي في العلاقات يمكن أن تنتج عن مشكلة أساسية منها:
- تقلبات الشخصية: اضطرابات الشخصية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الحدية، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تقلبات مزاجية حيث يعاني الشخص من غضب شديد، وانفعال كبير بلا سبب أو حتى لأقل الأسباب.
- تناول بعض الأدوية: يمكن أن تحدث تقلبات مزاجية عندما يكون الشخص تحت تأثير مادة ما، قد يبدو سعيدًا ومتفائلًا، وبعض الوقت مكتئبًا أو سريع الانفعال أو غاضبًا.
- واقع تحت ضغط معين: في بعض الأحيان، تكون التقلبات المزاجية مؤقتة وتكون نتيجة لموقف مرهق، مثل التحديات في العمل، أو وفاة أو مرض أحد أفراد أسرته، أو الصعوبات المالية.
- الظروف الصحية الجسدية: يمكن أن تؤدي مشاكل الصحة البدنية لتقلبات مزاجية بسبب التغيرات في هرمونات الجسم والتوتر والقلق المرتبط بوجود مشكلة صحية.
• 10 طرق للتعامل مع تقلبات المزاج
يقول د. سعيد: يمكن أن تؤدي أعراض تقلب المزاج والسلوك غير العقلاني في العلاقات إلى جعل كلا الشريكين غير سعيدين، لذلك من الضروري تعلم كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية في العلاقة، فإذا أصبحت تقلبات مزاج شريكك مشكلة، فكري في استراتيجيات التكيف العشرة التالية:
- تحدثي معه : قومي بإجراء محادثة مع شريكك حول كيفية تأثير تقلبات المزاج عليك. ربما لا يكون شريكك على دراية بمزاجه المتغير بسرعة وكيف يؤذيك. اجلسي وناقش الأمر، لكن كوني هادئة وغير تصادمية.
- التحقق من صحة مشاعره: تحققي من صحة مشاعره من خلال الاعتراف بأن ما يشعر به حقيقي ومفهوم، حتى لو لم تفهمي السبب تمامًا، ويُظهر التحقق المزيد من التعاطف معه ويساعد في إنشاء مساحة آمنة لكي يعبر شريكك عن نفسه وما دفعه لهذا السلوك.
- كوني متعاطفة ومتفهمة: عبري لخطيبك عن قلقك عليه بسبب حزنه وانفعاله، واسألي عما قد يحدث وما إذا كان هناك شيء يمكنك القيام به للمساعدة. وحاولي أن تتفهمي موقفه.
- اعرضي المساعدة: إذا كانت تقلبات شريكك المزاجية ناتجة عن التوتر أو مشكلة في الأسرة، اعرضي عليك المساعدة. واسألي عما يمكنك فعله للتخلص من بعض الضغط الذي يواجهه.
- تعلمي كيفية التحكم في تقلبات المزاج بشكل طبيعي: إذا حدثت تقلبات مزاجية في سياق مشكلة تتعلق بالصحة العقلية مثل القلق، فهناك طرق لمساعدة شريكك على التحكم بشكل طبيعي في تقلب المزاج، وقد يكون من المفيد ممارسة بعض التمارين البدنية. قد يكون القيام بنزهة مسائية مع شريكك طريقة للتعامل مع التقلبات المزاجية.
- لا تأخذي الأمر على محمل شخصي: تذكري أنه إذا كان شريكك متقلب المزاج ويخرج غضبه أو انزعاجه منك، فهذا ليس خطأك.
- تعرفي على محفزات تقلب المزاج لدى شريكك: إذا كان شريكك متقلب المزاج استجابةً لضغوطات معينة، مثل الصعوبات المالية، أو حاجته للاسترخاء بعد يوم عمل طويل، أو مشادة كلامية مع أحد الجيران فتعاملي بهدوء وحاولى مساعدته قدر المستطاع.
- تحكمي في عواطفك: قد يكون من الصعب ألا تغضبي أو تنزعجي عندما يغضب شريكك، لكن الانفعال والهجوم لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، ولذلك ضعي في اعتبارك أنه لا يمكنك سوى التحكم في سلوكك وإدارة غضبك. عندما يكون شريكك متقلب المزاج، خذي نفسًا عميقًا وحاولي أن تظلي هادئة، لأن تقلب مزاجك من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم مزاج شريكك.
- استمعي إلى شريك حياتك: الاستماع الفعال يعني إعطاء اهتمامك الكامل لما يقوله شريكك دون مقاطعة أو إصدار أحكام. عند تعلمي كيفية التعامل مع شريك متقلب المزاج، يتيح لك الاستماع الفعال فهم مشاعره ووجهات نظره، مما يوضح له أنك تهتمين به وتقدرين عواطفه.
- ممارسة وتشجيع الرعاية الذاتية: إن العيش مع شريك يعاني من تقلبات مزاجية حادة يمكن أن يؤثر سلبًا عليك، لذلك من الضروري أن تعتني بنفسك. خذي وقتًا للقيام بالأشياء التي تستمتعين بها، مثل قراءة كتابك المفضل، أو الذهاب لركوب الدراجة، أو الاستمتاع بفترة ما بعد الظهيرة في حمام السباحة.
بالنهاية فقد يكون التعامل مع مشاكل التقلبات المزاجية في العلاقة أمرًا مرهقًا، لكن ممارسة الرعاية الذاتية يمكن أن تجدد نشاطك لتكوني أكثر استعدادًا لتكوني أفضل نسخة من نفسك لشريكك، كذلك شجعي أيضًا شريكك على الاهتمام بنفسه أثناء تقلباته المزاجية، واشتركي معه فى نشاط يجمعكما معًا فهذا سيقلل كثيرًا من التوتر ويعمل على إشعاره بالدعم ويعزز علاقتكما الرومانسية.
