هل تحب الشتاء؟ هل يأخذك غموضه وسحره لعوالم بعيدة؟ هل تجذبك زخات مطره وتساقط ثلوجه وبَرده للخروج استكشافًا لعالم الصمت والظلام والهدوء؟ وهل تلفح وجنتيك رياحه الغاضبة فتتجمد أطرفك وتتيبس أرنبة أنفك معلنة اعتراضها على إصرار أحلامك على المكوث خارجًا، فتعود مذعنًا لدفء المنزل سعيًا لإرضائها واسترضائها بما تيسر من دُثر وأغطية من صوف وفرو ووبر، فتجلس هادئًا ساكنًا قريبًا مرابضًا تداعب مخيلتك خيالات نيران المدفأة المتلألئة وهي تتلاعب ارتفاعًا وهبوطًا، هل تجد نفسك بحاجة لتمضية الوقت والاستمتاع بأبيات من الشعر تعيد الدفء لتلافيف أحلامك، والنبض لصقيع وجدانك والحياة لتيبس أفكارك، نظمها شعراء عاشوا هذه اللحظات وعبروا عنها بصدق ودقة وإبداع؟ ..وفق هذا السياق وفي ظل إطلاق السعودية على العام الحالي (2023) عام الشعر العربي، واحتفاءً بدوره الحضاري وقيمته المحورية في الثقافة العربية، سيدتي جمعت لك (من موقع goodreads.com) بعض أبيات شعر عن الشتاء من أبدع مانظمه الشعراء..
وكلَّ عامٍ حين يعشبُ الثرى نجوعْ، ما مرَّ عامٌ والعراقِ ليس فيه جوعْ
مطر، مطر، مطر
في كلِّ قطرةٍ من المطر، حمراءُ أو صفراءُ من أجنَّة الزَّهَرْ
وكلِّ دمعةٍ من الجِياعِ والعراة، وكلِّ قطرةٍ تُراق من دمِ العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد، أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياة...
مطر، مطر، مطر
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك
على دفاتري
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت
كل العصافير بلا منازل
سأنتزع علم بلادي عن ساريته
وأخيط له أكماماً وأزراراً
وأرتديه كالقميص
لم يكن كحلُهُ ساتراً للنجومِ ولم يكُ أبيضُهُ غيمَ صيفْ،
غريباً أتى حاملاً في يديهِ هموم الخريفِ روفي ظهرهِ نصفُ سيفْ،
على غير عادتهِ في البكاءْ لئيماً أتى وثقيلَ الظلالْ
شحيحاً يُشقِّقُ بالريحِ وجه الحقولِ ويضحكُ بالسرِّ خلف الجبالْ
هو القحطُ قالت عجوز السنونوِ ثم دعت قومها للرحيلِ
ولكنّ عصفورةً في القماطِ تبسّم في وجهها الحزن قالت:
على غير عادته في الخديعةِ سوف يعود إلينا الشتاءْ.
وخَلَتِ الحقول والأودية إلاَّ من الغربان الناعبة,
والأشجار العارية, فلزم سكان القرية أكواخهم...
وأصبحوا, ولا عمل لهم, يُفْنُونَ الحياة بجانِبِ المَوَاقِد
متذكّرينَ مآتي الأجيال الغابرة ومرَدِّدينَ, على مسامِع
بعضِهم, حكاياتِ الأيَّامِ والليالي.
يولد من قطرات الماء الأولى على عشب يابس.
فيصعد زفرات استغانة أنثوية.
عطشى إلى البلل
وعدٌ بزفاف كوني هو المطر.
وعد بانفتاح المغلق على الجوهر,
وحلول المطلق في ماهيّاتٍ....
هو المطر.
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ * * * أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بينَ حامر * * * وبين إكام بعد ما متأمل
وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة * * * يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة * * * وَلا أُطُمًا إلا مَشيدًا بجَنْدَلِ
من أنشودة المطر لبدر شاكر السياب
وكلَّ عامٍ حين يعشبُ الثرى نجوعْ، ما مرَّ عامٌ والعراقِ ليس فيه جوعْ
مطر، مطر، مطر
في كلِّ قطرةٍ من المطر، حمراءُ أو صفراءُ من أجنَّة الزَّهَرْ
وكلِّ دمعةٍ من الجِياعِ والعراة، وكلِّ قطرةٍ تُراق من دمِ العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد، أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياة...
مطر، مطر، مطر
من قصيدة إذا أتى الشتاء لنزار قباني
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك
على دفاتري
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت
كل العصافير بلا منازل
من قصيدة لمحمد الماغوط
سأنتزع علم بلادي عن ساريته
وأخيط له أكماماً وأزراراً
وأرتديه كالقميص
قصيدة عاد الشتاء، للشاعر أكرم الزعبي
لم يكن كحلُهُ ساتراً للنجومِ ولم يكُ أبيضُهُ غيمَ صيفْ،
غريباً أتى حاملاً في يديهِ هموم الخريفِ روفي ظهرهِ نصفُ سيفْ،
على غير عادتهِ في البكاءْ لئيماً أتى وثقيلَ الظلالْ
شحيحاً يُشقِّقُ بالريحِ وجه الحقولِ ويضحكُ بالسرِّ خلف الجبالْ
هو القحطُ قالت عجوز السنونوِ ثم دعت قومها للرحيلِ
ولكنّ عصفورةً في القماطِ تبسّم في وجهها الحزن قالت:
على غير عادته في الخديعةِ سوف يعود إلينا الشتاءْ.
ومن قصيدة لجبران خليل جبران :
وخَلَتِ الحقول والأودية إلاَّ من الغربان الناعبة,
والأشجار العارية, فلزم سكان القرية أكواخهم...
وأصبحوا, ولا عمل لهم, يُفْنُونَ الحياة بجانِبِ المَوَاقِد
متذكّرينَ مآتي الأجيال الغابرة ومرَدِّدينَ, على مسامِع
بعضِهم, حكاياتِ الأيَّامِ والليالي.
ويقول محمود درويش في قصيدة حضرة الغياب
يولد من قطرات الماء الأولى على عشب يابس.
فيصعد زفرات استغانة أنثوية.
عطشى إلى البلل
وعدٌ بزفاف كوني هو المطر.
وعد بانفتاح المغلق على الجوهر,
وحلول المطلق في ماهيّاتٍ....
هو المطر.
ومن شعراء القدماء معلقة امرئ القيس اللامية المشهورة والتي قال فيها عن الشتاء:
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ * * * أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بينَ حامر * * * وبين إكام بعد ما متأمل
وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة * * * يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة * * * وَلا أُطُمًا إلا مَشيدًا بجَنْدَلِ