الزواج هو أحد و أهم وأسمى العلاقات الانسانية، فهو يجمع بين الزوجين في إطار من المودة والرحمة والحب، لإنه ارتباط روحي وعاطفي أيضاً، إن أحسن أحدنا الاختيار، ولكن في بعض الأحيان وبعد أن تنطفئ شمعة الحب وتتحول المشاعر وتختفي، نجد أنه ليس هناك أي مشاعر أوشغف تجاه الآخر، وتظهر معاني الأنانية، وحب الذات، وهي من الأمور التي تنهي المشاعر وتقضي على الحياة الزوجية.
تقول استشاري العلاقات الأسرية أماني نبيل راضي لسيدتي: الزواج هو من أفضل العلاقات الإنسانية المتشابكة، فمن خلاله تتلاقى روحان معاً ويلتحم قلبان، فيتشاركان كل تفاصيل حياتهما بكل ما بها من اللحظات الحلوة واللحظات الصعبة، ويعتمد نجاح هذه الحياة على رغبة كل طرف في خلق نوع من التوازن في العلاقة، حتى لا تصبح الحياة الزوجية مجرد نوع من التعايش، ويُعد حب الزوج وتقبله وتقبل آرائه والتعامل معه بمودة ومحبة أحد أهم علامات ودلالات نجاح الحياة الزوجية، فلا بد أن يظهر هذا الحب والتقبل حتى ولو جاوره خلاف فى الرأي أو اختلاف بوجهات النظر...
• التركيز على مميزات الزوج
لا بد من التركيز على رؤية الإيجابيات وتجاهل النظرة السلبية للحياة ونقد الذات والزوج، وإتقان فن المديح، بل وتجنب مدمرات العلاقة الزوجية، والتغاضي عن أخطاء الزوج، واعلمي إنه لا يخلو أي إنسان من العيوب، وتلك الأمور تعتبر من أقوى الوسائل الدالة على حب الزوج، ومن ثمّ فعلى المرأة التركيز على مميزات الرجل اللطيفة والعشرة الطيبة معه، وأن تسترجع ذكرياتهما الجميلة، حتى تشعر بمزيد من الارتباط والحب مع شريكها.
• إجازة مؤقتة
مع اختفاء الشغف ومشاعر الحب الأولى قد تتحول المشاعر مع الوقت إلى غضب ونفور مع تقلبات الحياة الزوجية، على أن الابتعاد لفترة قصيرة قد يكون مفيداً للطرفين لاستعادة الهدوء النفسي، ويعتبر دافعاً قوياً لإعادة التفكير والنظر في الأخطاء، كما أنه يزيد طاقة الاشتياق بين الزوجين، كما أن البعد يساعد الزوجة على رؤية مختلفة لحب الزوج فتكون أكثر مرونة وشوقاً لإيجاد حل للمشكلة، وتكون فرصة لاستعادة الحوار الهادئ والبناء مع الزوج.
• قدمي الاهتمام
لا بد أن تقدم المرأة الحب والرومانسية للزوج عن طريق طرح الكلمات الجميلة والابتسامة المشرقة في وجهه، كما يجب تقديم الاعتذار إن كان هناك خطأ صدر منها، فهو سيزيد من محبة الزوج إليها والاقتراب منه، ولا بد من مشاركته مشاكله وهمومه ومحاولة الوقوف بجانبه وتخفيف بعض الضغوط عنه من مشاغل الحياة ومتاعبها، وتجنب إهمال الزوج وإعطائه الحقوق والواجبات، ومحاولة جعل الزوج في نظرك من أولويات الحياة، واعتباره هو أفضل رجل في العالم وإشعاره بذلك، والنظر إليه على أنه أقرب إنسان إليها وأنه هو السند في الحياة.
• مصارحة الزوج
يجب تحديد وقت هادئ ومناسب للحوار الصريح والواضح للمكاشفة والشفافية، ولا بد من تبليغه عن سبب تغير مشاعرك، وإذا كان زوجك على قدر من التفهم سيتفهم الأمر ويحاول معالجة المواقف، وكوني واضحة ومباشرة أثناء حديثك معه، وأخبريه أن تلك المشاعر قد تأثرت بداخلك واعرضي له الأسباب واقترحي له بعض الحلول، وسبب التغيير وأن الاستمرارقد تؤثر سلبياً على علاقتكما.
• السعي لتقوية الروابط
عن طريق خلق اهتمامات مشتركة بينكما في الحياة الزوجية، وتجنب التصرف عكس المشاعر والتظاهر بالحب أو إخبار الزوج بأشياء لا تعنيها، ولا تجبري نفسك أن تخالفي مشاعرك، ولكن بعض المحاولات للتصرف بود قد تسمح للحب أن يعود لحياتكما من جديد، اجتمعي مع زوجك إذا كانت مواعيدكما مختلفة على وجبة عشاء، وتحدثا عن أي شيء، استقبليه عند عودته من العمل، هاتفيه للاطمئنان عليه، شاهدا فيلماً معاً، المهم أن تقومي بالأشياء التي كنت تقومين بها في أول الحياة الزوجية والتي ينساها معظم المتزوجين خاصةً في الزيجات طويلة العمر، فإذا أرادت الزوجة الحب فيجب أن تضع أمام عينيها كيف تسعد نفسها وزوجها من خلال تقديم الحب لزوجها سواء بالكلمة الطيبة أو الابتسامة الجميلة وأن تعطيه الحنان وتجعله يشعر بالدفء في الحياة الزوجية.
• الاقتراب من الزّوج
المرأة بذكائها تستطيع أن تجذب الرجل وتجبره على الارتباط ببيته، وألا يبحث عن السعادة خارج المنزل، كما أن الاهتمام بأوقات الإجازة التي تقضيها الزوجة مع زوجها والهوايات أو العادات التي يمارسانها معاً كالراضة أو القراءة، والأخذ برأيه في كافة الأمور الحياتية يكرس أكثر لحب الزوج، ولذلك اطردي الوساوس والغيرة وقدمي المديح والثناء ولا تهملي حقوق زوجك واهتمّي به، وحاولي أكثر الاقتراب منه والوفاء برغباته وقضاء احتياجاته والذي سيزيدكما قرباً ويزيد من تقديره لك.
• لا تقابلي الحب بالإساءة
لا بد أن لا تقابلي حب الزوج وعطفه بالإساءة أو الاستهانة، فأﻗﺴﻰ ما يتعرض له المرء ﺣﻴﻨﻤﺎ يشعر بﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﺠﻔﺎﺀ، ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻫﻞ، فاجعلي زوجك أكمل رجل في نظرك وفي داخلك، فإنّ ذلك ممّا يثبته في قلبك، فالإنسان لا يدري أين يكون له الخير، فلربما كره شيئاً وفيه خير له.
• استشارة ذوي الخبرة
الحياة الزوجية تمر بفترات تحدث بها الكثير من الأمور وبعثرات كثيرة، فقد تحتاجين إلى استشارات هاتفية أو لقاء مع استشاري علاقات أسرية لعرض الأمر والاستماع للنصح والإرشاد.