سجَّلت المرأة السعودية حضوراً مميزاً في منتدى مسك العالمي في نسخته السابعة كقائدةً وخبيرةً وملهمةً وشابةً طموحةً، تتلمَّس طريقها للمستقبل، وعلى مدى 3 أيام في مطل البجيري بالدرعية وتحت شعار "فكّر وأثّر" استمتع حضور فعاليات مسك بما قدَّمته شخصياتٌ نسائيةٌ سعوديةٌ بارزة، حقَّقن إنجازاتٍ كبيرة، وتركن أثراً على المستويين المحلي والعالمي، وتمكَّن من تمثيل بلادهن في منظماتٍ دوليةٍ، وأدَّين مهامَّ مختلفة.
"سيدتي"، واكبت تواجد المرأة السعودية في منتدى مسك العالمي ، والتقت بسمة الميمان، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية، التي شاركت في جلسة "كيف يمكن لكلمة مرحبا البسيطة أن تكون بمثابة جسر بين الثقافات"، فأوضحت في تصريحٍ خاصٍّ، أن "منتدى مسك أصبح المعيار العالمي للشباب، وجعل مني محط اهتمامٍ وطموحٍ للمؤسسات من مختلف أنحاء العالم للتعاون معي"، وقالت: "ما يُقدَّم خلال المنتدى للشباب، يتوافق مع رؤية 2030 التي تدعم الشباب، وأقول لهم جميعاً: أنتم قادرون".
وسردت الميمان خلال الجلسة قصصاً، حدثت معها أثناء زيارتها عدداً من العواصم الأوروبية، وما سجَّلته من انطباعاتٍ راقيةٍ لدى الشعوب عن السعودية وشعبها، "وهو ما يعني دون أدنى شكٍّ دور الدبلوماسية في السياحية، وأنها نوعٌ من أنواع الترحيب والتحية بين الشعوب".
الانطباع عن السعودية
القصة الأولى للميمان، وقعت في مدينة ماربيا الإسبانية خلال صيف 2020، وكانت وقتها برفقة صديقةٍ نمساويةٍ داخل سيارة أجرةٍ، إذ دار بينهما حديثٌ حول السياحة في هذه المدينة، وتأثيرات كورونا في ذلك الوقت، وقالت: "يومها شاركنا السائق الحديث حول السياح العرب، فأخبرته صديقتي النمساوية أنني عربيةٌ، وعندها نظر إلي، وقال: هي ليست عربية، بل من بنات الملك فهد".
وأضافت: "ما أثار دهشتنا هو صغر سن السائق، وعدم معاصرته بالتأكيد للملك فهد، وزيارته إلى مدينة ماربيا، لكن ما هو واضحٌ أن هذا الأثر والانطباع الجيدين عن السعودية تناقلتهما الأجيال جيلاً بعد آخر، وكان لهما أبعادهما الكبيرة والممتدة إلى اليوم".
السعودية دولة عظمى
أما القصة الثانية، فدارت فصولها في إحدى حافلات لندن حين تعرَّفت الميمان على سائحةٍ من إسبانيا، وأخبرتها بدايةً أنها من الشرق الأوسط، فدار بينهما حديثٌ حول الأمثال العربية، خاصةً المصرية، واتَّفقتا على قربها من الأمثال الإسبانية، وقالت لها الميمان بعدها: "أنا من السعودية". فردَّت السيدة الإسبانية: "السعودية دولةٌ عظمى، توازي إقليم الشرق الأوسط كله، وسفير السعودية في إسبانيا هو أهم سفيرٍ لدينا في البلاد، وكان حينها السفير الأمير سعود بن نايف".
واستطردت الإسبانية متحدثةً عن معرض "ألوان السعودية" في بلادها، وذكرت: "الإقبال الكبير الذي حظي به المعرض، اضطرنا إلى طلب تمديده، وإتاحة الفرصة لمزيدٍ من الزوَّار للتعرُّف على السعودية من خلال الفن والثقافة والتراث".
المرأة الوحيدة
في حين دارت القصة الثالثة، التي روتها بسمة الميمان، عام 2013 عندما كانت برفقة الوفد السعودي في مهمة ضابط اتصالٍ ضمن دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أقيمت في زامبيا بقارة إفريقيا، مبينةً أنها كانت المرأة الوحيدة حينها، مع العلم أن السعودية من الدول القليلة التي تملك سفاراتٍ في تلك الدولة، "وهو ما جعلنا نسهِّل العمل للوفود الخليجية الأخرى التي لا تملك سفاراتٍ بها، بالتعاون مع السفارة السعودية"، وقالت: "التقيت هناك صحفيةً، وطرحت عليَّ سؤالاً عن سر حضوري الجمعية بوصفي المرأة الوحيدة في وفود الدول، خاصةً أنني من دولةٍ لا تسمح للنساء بقيادة السيارة وقتها، فأجبتها بأن وجودي هنا يردُّ على كل الأسئلة، فصحيحٌ أنني من دولةٍ لا تقود فيها النساء السيارة، وقتها، لكنني اليوم المرأة الوحيدة التي أرسلت إلى إفريقيا لتعمل ضمن وفد بلدها، وتتعاون مع وفود الدول الأخرى".
خلود عطار: الابتسامة وسيلة تواصل
كما شاركت رائدة الأعمال خلود عطار الرئيس التنفيذي لكاف للإعلان والمؤسس التنفيذي لمجلة ديزاين في جلسة : "كيف يمكن لكلمة مرحبا البسيطة أن تكون بمثابة جسر بين الثقافات" وتطرقت من خلاله كيف يمكن لابتسامة بسيطة أن تطلق العنان للحظة مفهومة عالميا من الهدوء والتواصل ,
لبنى العليان: انتهاز الفرص والتمسُّك بالشغف
واستضاف المنتدى كذلك رائدة الأعمال لبنى العليان، نائبة رئيس مجلس إدارة شركة العليان ،ورئيسة مجلس إدارة البنك السعود البريطاني " ساب " فتحدَّثت عن مسيرتها في مجال الأعمال، ودعم والدها لها، ومدى حبه لبلده ومدينته عنيزة، إلى جانب تعلُّمها الصبر والشغف منه.
وقالت العليان: "نحن النساء في السعودية قطعنا أشواطاً كبيرةً، وسعيدةٌ جداً وفخورةٌ بما يحصل من تغييراتٍ اجتماعية في بلدنا، وهو ما لم نتوقعه يوماً ما، ونصيحتي للشابات السعوديات باعتبارهن قائدات المستقبل أن ينتهزن الفرصة، ويبقين أقدامهن على الأرض، ويتمسَّكن بشغفهن وعائلاتهن، وهذه نصيحة والدي لي، والحمد لله عملت بها حرفياً وما زلت".
اقرأ المزيد : مسك بأكبر نسخة منذ انطلاقته تحت شعار "فكر وأثر"
خولة الكريع: الشغف والإلهام يصقلان القائد
البروفيسورة خولة الكريع، مديرة مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي، شاركت في جلسةٍ بعنوان "رؤية قيادية بالمجال العلمي" بمنتدى مسك، تطرَّقت خلاله إلى رحلة نجاحها في مجال الأبحاث العلمية إلى أن أصبحت واحدةً من أبرز العالمات السعوديات في هذا المجال على مستوى العالم.
الكريع: "أكَّدتُ في الجلسة أهمية الشغف والإلهام والإصرار، ومواجهة التحديات، وتقبُّل الأخطاء لتحقيق النجاح، وصقل قائدٍ مميزٍ".
وأكدت على أن أهم صفة من صفات القائد أن يكون قدوة لغيره.
الدكتورة سارة الثاري ابنة البروفيسورة خولة الكريع كان لها أيضا حضور مميز في المنتدى إذ حظيت بمحاورة الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة في الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي كانت بعنوان : ""الآن يبدأ مستقبل الشباب ".
كما حلت سارة ضيفة في جلسة بعنوان "كيف للشباب أن يزرعوا الأصالة "، أشارت فيه لضرورة اكتشاف الذات منذ وقت مبكر لتحقيق توافق وانسجام حقيقي.
ريانة برناوي: استغلال الفرص وتحقيق الطموحات
كذلك حلَّت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي ضيفةً على المنتدى، إذ تحدَّثت في جلسةٍ بعنوان "رحلة وطن" بمشاركة رائد الفضاء علي القرني، وبإدارة المهندسة مشاعل الشميمري.
واستعرضت برناوي: خلال الجلسة عن تجربتها في رحلة استكشاف الفضاء، وما قامت به من تجارب طبية.
ووجهت برناوي نصيحة ثمينة للشباب باستغلال ما يُقدَّم لهم من دعمٍ في هذا العهد الزاهر لتحقيق الطموحات، ومواصلة تحقيق الأهداف التي تطمح إليها السعودية في مجال الفضاء".
يشار إلى مشاركة أكثر من 40 ألف شاب وفتاة، في هذه النسخة من منتدى مسك الذي يُعد من أكبر المنصات الشبابية على مستوى العالم، حيث حضر فعالياته أكثر من 30 ألف زائر، فيما تفاعل أكثر من 10 آلاف مستفيد مع أنشطة المنصة الافتراضية؛ لتواصل بذلك «مسك» جهودها نحو تمكين الشباب، وتشكيل حلقة وصل بين القادة والمفكرين والمبتكرين والمبدعين، والشباب المبدع والطموح من أنحاء العالم.
اقرأ المزيد : اختتام النسخة السابعة من منتدى مسك العالمي بحضور لافت للقادة والشباب