قبل عدة سنوات، ظهر في الإعلام شاب اسمه "ماريو"، قرّر أن يُصبح نسخة ثانية من الفنانة نانسي عجرم، فأخضع نفسه لمجموعة من الجراحات التجميلية، بلغت تكلفتها 18 ألف دولار. يومها أشار ماريو إلى أنّ التشابه الكبير بينه وبين فنانته المفضّلة، دفعه إلى أن يكمل المشوار حتى النهاية، مستعيناً بتطور الجراحة التجميليّة لكي يحصل على شكل شبه مطابق لشكل نانسي.
شبيه أصالة
ويبدو أنّ ما قام به ماريو شكّل دافعاً لبعض الشبّان إلى السّير على خطاه، إذ انتشرت منذ مدّة قصيرة على شبكة الإنترنت صورة لشاب آخر، يُشبه الفنّانة أصالة، كان خضع لعمليّة تحوّل جنسيّ ولعدد كبير من الجراحات التجميليّة، وقيل إنّه أنفق 350 ألف جنيه لكي يُحقّق مراده.
من بعده، ظهر شابٌ ثالث، يُشبه الفنانة إليسا، مستعيناً بالجراحات التجميلية لكي يُحقق حلمه. ولم تطل المدّة، حتى أطلّ قبل أيّام معدودة على الناس شاب أكّد أن إعجابه بـ"لوك" الفنانة أحلام دفعه إلى السفر إلى أمريكا، للحصول على لوك مماثل، وأيضاً من خلال الجراحة التجميلية.
فهل ستشهد الفترة المقبلة مزيداً من الإقبال على هذا النوع من الجراحات التجميلية؟ وما هي التقنيات المستخدمة فيها؟ وكيف يُحلّل علم النفس إقدام بعض الرجال عليها؟ وما هو موقف الفنانات منها؟
رأي الطبّ التجميليّ
من الناحية التقنية، يؤكّد طبيب جراحة التجميل نزار شهاب أنّ منح الرجل، من خلال الجراحة التجميلية، شكلاً مشابهاً لشكل فنّانة معيّنة، يتطلّب خطوات عدّة، أولاها خطوة تحويل مظهره إلى مظهر امرأة، فيما الخطوة الثانية تتمثل بإعطائه ملامح الفنانة التي يرغب في التشبّه بها، ثمّ الخطوة الثالثة تتمثل بإخضاعه للعلاج بالهرمونات. وعادة، تركز الجراحات التجميلية على تصغير الأنف وتكبير الصدر والفم وإزالة الشعر بواسطة الليزر.
ولكن هل يتحوّل طالب هذه الجراحات إلى نسخة طبق الأصل من الفنانة التي يبحث عن التشبه بها؟! يجيب د. شهاب بالقول: "هذا الأمر غير ممكن! ولكن إذا كان الرجل يملك في الأساس مقوّمات شكليّة شبيهة بشكل الفنانة التي يرغب في أن يكون مثلها، عندها يمكن الحصول على شكل قريب من شكلها".
وعن موقفه الأخلاقيّ كطبيب من رفض أو قبول هذه الجراحات، يوضح شهاب: "عادة تُفرض علينا هذه الجراحات فرضاً مع أننا نرفضها داخليّاً. عندما يقصدني رجلٌ ويطلب جراحة مماثلة، فإنني أشرح له وجهة نظري، فإذا أصرّ على موقفه فلا يسعني سوى الإذعان والرضوخ لطلبه، خصوصاً أنّه لا توجد أيّ آثار سلبيّة لها".
كما أشار د. شهاب إلى أن إقبال الرجال على العمليات التجميلية التي تمنحهم مظهراً يُشبه مظهر النساء تزداد عاماً بعد عام، ولكنه لا يملك إحصاءات دقيقة عن نسبة الرجال الذين خضعوا لها.
رأي علم النفس
يرى الاختصاصي والباحث في علم النفس الدكتور عباس مزهر أنّ الرجل الذي يخضع إلى هذا النوع من الجراحات يُعاني من اضطراب في هويته الجنسيّة، تدفعه إلى التماهي مع الشخصيّة الذي يتمثل بها". فهو في طفولته قد عانى من التماهي مع الأم وليس مع الأب، أي أنّ توجّهاته العاطفيّة كان متّجهة نحو الأب، ما يعني من الناحية النفسية أنّ عقدة "أوديب" عنده معكوسة. هذه الحالات تصنّف في خانة الشذوذ، لأنّ من يطلب هذا النوع من الجراحات لا يكون راضياً عن "ذكورته"، فيتّجه إلى جعل هويته الجنسية هويّة أنثويّة، كما يمكن تصنيف هذه الحالات أيضاً في خانة الانحراف الجنسي".
وعن الأسباب التي تدفع الرجل إلى أن يتحوّل إلى شبيه لفنانة شهيرة، يوضح د. مزهر" بالقول: "هو يُريد أن يستعرض نفسه أمام الجمهور ليقول: "أنا أصبحت هذه الفنانة، فانظروا إليّ كيف أصبحت امرأة جميلة"، لأنّه يريد تأكيد هويته الجنسية الجديدة أي هويّة الأنثى. فهو عندما يتماهى مع شخصية الفنانة المشهورة تكون لديه "رغبة استعراضية"، ويحتاج إلى جمهور يستعرض أمامه مفاتنه، لأنه يبحث عن إثبات نفسه، لأنّ الذات عنده تتحوّل إلى ذات الفنانة التي يتماهى بها، وبالتالي يعتقد في نفسه أنه نانسي، أصالة، إليسا أو أحلام".
وعمّا إذا كان الرجل يختار الفنانة التي يبحث عن التشبّه بها بشكل واعٍ ومدركٍ، يقول: "الاختيار يكون واعياً وإراديّاً، ولكن المحرّكات الأساسية تكون عميقة جداً ومتجذّرة في لا وعيه".
وتحدّث د. مزهر عن الفرق بين الشخص الذين يخضع لعمليّة تحول جنسيّ كامل، وبين الذي يقتصر التغيير عنده على الشكل الخارجي، فيشرح بأنّ "الأول يتّجه إلى إثبات هويته على المستوى الجسديّ، لأنه يرفض بشكل قاطع دوره الذكوريّ، بل حتى أنه يريد أن يختبر اللذة الجنسيّة الأنثوية. أي أنّه يريد أن ينهي دوره الذكوريّ كلياً، أما الثاني، فيعيش حالة تأرجح بين ذكورته وبين الأنوثة التي يسعى إلى تحقيقها، أي أنه يعيش ازدواجية في التفكير، تقوده في مرحلة لاحقة إلى أن تكون لديه ميول جنسية مزدوجة bisexual))".
ونفى د. مزهر تحول هذه الحالات إلى ظاهرة، معتبراً أنها "مجرّد حالات مرضيّة محدودة، لأنّ الظاهرة تتميّز بالشيوع والانتشار. ولكن يبقى السؤال: "هل يمكن أن تتحوّل هذه الحالات إلى آفة مرضيّة بين الناس؟ لا أعتقد، لأنّنا عندها سنصبح أمام مجتمع مريض يسعى كلّ شخص فيه إلى تغيير هويته الجنسيّة. ولكن لا بدّ من معالجة هذه الحالات ليس على مستوى النفسي فقط، بل أيضاً على مستوى الإعلام والمؤسسات الاجتماعية، لأن تدّخلها ضروريّ للحدّ من انتشارها".
رأي الفنانات
الفنانة أمل حجازي رأت أنّ الطبّ وجد لخدمة الإنسان، ولكن هؤلاء الرجال يستغلّونه ليغيّروا في الهيئة التي خلقها الله. وأنا أشعر بأسفٍ كبير، لأننا وصلنا إلى هذه المرحلة من "الشواذات".
الفنانة ألين لحود اعتبرت أنّ الرجال الذين يسعون إلى التشبه بالنساء، يعانون من النقص والمرض ومن انعدام الثقة بالنفس. وشخصيّاً أتمنى ألا يزيد عددهم، وإن كنت لا أستبعد ذلك".
الفنانة ميكاييلا أوضحت أنه لا يحق لها أن تدين أو أن تؤيد هؤلاء الرجال، "بما أنّهم اتّخذوا قرارهم بالتحوّل إلى نساء، شرط ألا يلحقوا الأذى بأنفسهم، وألا يندموا في مرحلة لاحقة على الخطوة التي قاموا بها".
تابعوا أيضاً
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"