يؤثر المخاض والولادة المبكرة على العديد من العائلات، ما يؤدي إلى ولادة الأطفال الخدج، وعند أغلبهم يتم التخطيط للولادة المبكرة، إذا أصيبت الأم بحالة صحية جديدة، أو كتوقع لأي عارض مفاجئ. "سيدتي وطفلك" تعرض قصص أربعة آباء وأمهات، يتحدثون بصراحة عن تجاربهم في إنجاب أطفال مبتسرين، ويقدمون النصائح للآباء الجدد ويحتفلون بمراحل نمو أطفالهم المبتسرين.
سلمى وأحمد وصعوبة تغيير الحفاض
ولد طفل سلوى الصغير في الأسبوع 29 ، فاعتبر من الأطفال الخدج، من دون أي تفسير لسبب خروجه إلى العالم مبكرًا. حيث ذهبت الأم إلى المستشفى بسبب انخفاض حركة الجنين، وهناك قيل لها إن ولادتها محسومة؛ بسبب انخفاض معدل ضربات قلب الجنين. ونقلت إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية طارئة، تتابع عن حالتها قائلة: "ولد طفلي الصغير بصحة جيدة، ولكنه كان بحاجة إلى القليل من المساعدة في التنفس باستخدام جهاز CPAP. كان الخروج من المستشفى من دون وجود طفل بين ذراعي أصعب شيء بالنسبة لي. كما أنني دخلت فجأة إلى عالم الرضاعة الطبيعية، كنت أعود إلى المنزل وأقوم بضبط المنبهات لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات من الرضاعة الطبيعية. ثم أعود إلى المستشفى لإرضاعه، وفي هذه الحالة لم أجد وقتاً لنفسي، وخفت الدخول في حالة اكتئاب الولادة، وهذا استدعاني لمشاورة الطبيب النفسي، وبمجرد أن تحدثت إليه، شعرت بتحسن كبير. لكنني كنت أراقب طفلي في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لقد وجدته منعزلاً، لكنني التقيت بمجموعة من الأمهات اللواتي يمررن بنفس حالتي، ودفعنا بعضنا البعض وصرنا نتناول الغداء معاً. كانت تمر علي أيام لا أتناول فيها الطعام طوال اليوم؛ لأنني لم أرغب في ترك طفلي بمفرده، ولكن في النهاية أدركت أن علي الاعتناء بنفسي، كي أتمكن من رعاية الطفل،
فيما تذكر زوجها أحمد، صعوبة تغيير حفاضه الأول في الحاضنة، إذ يقول: "كان أمرًا مخيفًا، وشعرت بضغط كبير. وبالخجل لأنني لم أتمكن من تقديم العون لطفلي الصغير والحساس، لكنني كنت أعلم أن هذا هو الأفضل بالنسبة له. كان وجود الكثير من الممرضات والأطباء الذين يخبرونني بأشياء مختلفة أمرًا مرهقًا، خاصة أنني أب لأول مرة. وعلى الرغم من كون الرعاية استثنائية، إلا أنها بيئة مختلفة تمامًا ويجب علي التكيف والثقة بغرائزك.
فاطمة والمعاناة من زيادة وزن الرضيع
كانت فاطمة مستعدة نفسياً للرضاعة الطبيعية، واعتبرتها شيئًا لا بد من القيام به، وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها منذ الولادة المبكرة، إلا أنني تمكنت من الحصول على المزيد من الحليب، تتابع قائلة: "كنت أعصر ثديي 8 إلى 10 مرات في اليوم، وأضع ملصق الحليب الخاص بي، وأخزنه، وأذيبه - وسرعان ما أصبح ذلك جزءًا لا يتجزأ من روتيني اليومي. وفي حوالي الـ 30 أسبوعًا، بدأت بوضع طفلي على الثدي من خلال أنبوب NG حتى يتمكن من البدء في ربط الشعور بالشبع مع الرضاعة الطبيعية، فقد كانت محاولة إرضاع طفل قد تعلم التنفس للتو أمراً صعباً وحساساً، ناهيك عن تعلم كيفية الإمساك بالثدي، وكلها تحدياتها مررت بها، وقد عاد طفلي إلى المنزل عندما بلغ الأسبوع 37 من الرضاعة الطبيعية والزجاجة. فاضطررت تغيير مواعيد الرضاعة، بسبب معاناة طفلي من زيادة الوزن، لكنني فخورة جدًا لأنني تمكنت من القيام بذلك. إنه صراع كبير بالنسبة له".
خديجة وعبدالله: وطلب المساعدة من الآخرين
عندما ولد طفل خديجة وعبدالله بشكل غير متوقع في الأسبوع 32، وجدا انفسهما في عالم الخداج، ولم تكن لديهما أي فكرة عما يجب فعله وتمنيا بعد عام لو أنهما كانا يدركان بعض التفاصيل، لاجتازا هذه المرحلة بنجاح أكبر، ونصيحتهما للآباء الذين يمرون بهذه المرحلة، يقولان عنها: "في هذه المرحلة، حتى عندما لا تتخيل أنك ستنجح. دع جسدك وأقدامك تحملانك، وسوف يأخذونك إلى حيث يجب أن تكون عندما لا يستطيع رأسك وقلبك استيعاب ما يحدث. خذوا الوقت الذي تحتاجونه لأنفسكم أيضًا. سيأتي يوم أو وقت أثناء تجربتك في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) أنتم بحاجة فيه إلى استراحة من زيارة المستشفى، خذوها، إنه الشيء الصحيح لكم ولطفلكم، وعلى الرغم من أن رحلة كل شخص مختلفة، إلا أن أولئك الذين جربوا وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) يمكنهم مساعدتكم ويريدون ذلك وعليكم الاحتفال بكل إنجاز وتقدم لطفلكما، واستمتعوا بكل اللحظات، مهما كانت الطريقة التي يتغذى بها".
نورا: احتفظت بمذاكرات لكلتا الفتاتين
أنجبت نورا فتاتين صغيرتين، ولدتا بشكل غير متوقع وسابق لأوانه للغاية. ولدت الأولى في الأسبوع 28 والثانية في الأسبوع 31. تتابع قائلة: "لقد مررنا بتجربتين مختلفتين للغاية فيما يتعلق بالولادات المبكرة ووحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. كانت المرة الأولى صعبة للغاية حيث كنا على وشك فقدان ابنتي الكبرى. ولحسن الحظ، فقد نجت على الرغم القصور في نضجها، إلا أنها الآن في حالة جيدة للغاية. فيما تجربتنا الثانية في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لم تكن مختلفة كثيراً، وقد وجدنا أنه من المفيد الاحتفاظ بمذكرات لكلتا الفتاتين. إن القدرة على كتابة كل شيء ساعدتنا حقًا في معالجة أفكارنا وعواطفنا كما أنها تمثل تذكارًا جميلاً للنظر إليه مرة أخرى. أنصح كل أم، تمر في هذه الحالة، بالتحدث إلى الممرضات أو الأطباء حول كيفية رعاية طفلها ولا تشعري بأنك لا تستطيعين الاعتناء به. راقبي التغذية بالأنبوب، وتغيير مجسات الجلوس، وتغيير الحفاضات، وحتى إعطاء بعض الأدوية. إذا كان لدى طفلك أشقاء في المنزل، فقد يكون من الصعب إدارة وقتك. تواصلي مع الأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم. من المهم عدم الضغط على نفسك أو الشعور بالذنب بشأن قضاء الكثير من الوقت في المنزل، أو في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وإذا اكتشفت أن طفلك يعاني من إعاقة ما فلا داعي للذعر. قد يبدو الأمر وكأنه نهاية العالم، لكنه مجرد بداية لعالم جديد. قد يكون هناك الكثير من المعلومات التي يجب عليك استيعابها في البداية، وقد تشعرين بالإرهاق الشديد، لكن حاولي أن ترتاحي، وتحصلي على المساعدة والدعم المتاح للعائلات خارج وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ولا تشعري وكأنك وحيدة. تواصلي مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وابحثي في المجموعات للعثور على آباء في مواقف مماثلة. وحاولي ألا تقارني نفسك بالآخرين، فلا يوجد طفلان متماثلان وينموان بنفس القدر. والأهم من ذلك، أن تتذكري أن الأطفال المبتسرين لديهم عادات مفاجئة قد تفوق قدرة الأطباء". .
تعرّفي إلى المزيد: احذري.. عوامل تزيد من مخاطر الولادة المبكرة
نصائح وإرشادات لرعاية الطفل المبستر
1 – واظبي على عادة ملامسة الجلد للجلد التي تسمى"رعاية الكنغر"
في وحدة حديثي الولادة. عندما يتم إخراج طفلك من الحاضنة أو سرير الأطفال، ضعيه مباشرة على بشرتك في هيئة الصدر إلى الصدر. يساعد هذا طفلك على التكيف مع الحياة خارج الرحم. ويهدئه، ويعمل على تنظيم معدل ضربات القلب والتنفس ودرجة الحرارة. لكن انتظري قليلاً إذا لم تكن حالة طفلك مستقرة، واطلبي من الممرضات معلومات أكثر عن الرضيع، و أن يوضحوا لك طرقًا بديلة للتواصل مع طفلك. وانتظري حتى يصبح طفلك جاهزاً لذلك.
2 - ابدأي بالرضاعة الطبيعية
نعم، لا يزال بإمكانك الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، لا يستطيع جميع الأطفال في وحدة حديثي الولادة تناول الحليب على الفور؛ يتلقى هؤلاء الأطفال جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها من خلال أنبوب رفيع في الوريد؛ وبغض النظر عن الظروف، لا يزال حليب الثدي يلعب دورًا حيويًا في تغذية طفلك ونموه وتطوره. لذا فإن الخطوة الأولى هي التحدث إلى فريق رعاية طفلك. اطلبي منهم أن يتحدثوا معك عن متطلبات تغذية طفلك وأن يوضحوا لك كيف يمكنك إرضاع حليب الثدي واستخراجه وتخزينه أثناء وجود طفلك في المستشفى. وعندما لا يكون مستعدًا لتناول حليب الثدي في البداية، وعندما يكون طفلك جاهزاً لوضعه على ثديك، تعلمي طريقة الإمساك به، وتحدثي إلى الممرضة حول استخدام أدوات مفيدة للرضاعة الطبيعية، قد تمنح طفلك حافزًا أكبر للامتصاص، وتساعد في نقل الحليب من الثدي. لكن تذكري أن الرضاعة الطبيعية قد لا تكون ممكنة في بعض الأحيان؛ بسبب الظروف المحيطة بوصول طفل سابق لأوانه.
3 – ساعدي طفلك على الارتباط بك
اعلمي أن طفلك يحتاجك أكثر من أي شخص آخر. ومجرد سماع صوتك المألوف سيحفز إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، المعروف أيضًا باسم هرمون الحب، وهو ضروري لنمو الدماغ. إذا تم نقل طفلك إلى وحدة حديثي الولادة مباشرة بعد الولادة وكنت تتعافين من الولادة، يمكنك أن تطلبي من شريكك التقاط الكثير من الصور لطفلك كما أن العديد من وحدات الأطفال حديثي الولادة يلتقطون صورًا لتقديمها لك أيضًا. إن النظر إلى صورته سيساعدك على التعرف على طفلك ويساعدك على الشعور بالتواصل أثناء فترات الانفصال. ستوفر رائحتك أيضًا راحة كبيرة لطفلك. فاحصلي على قطعة قماش ناعمة، وامسحي بها جسدك؛ ثم اتركيها في سرير الطفل، وفي كل مرة تري طفلك قومي بتبديل القطعة. إن النظر إلى الصور الفوتوغرافية وشم رائحة طفلك سيساعدك أيضًا على إفراز حليب الثدي في أوقات الانفصال. وتحققي بانتظام لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء يحتاجه طفلك. فربما يكون الأمر مجرد شراء قبعة صغيرة، تزين راس طفلك.
4 - تعلمي طريقة التقاط طفلك من الحاضنة
هناك طريقة معينة لحمل الطفل في الحاضنة وهي الإمساك المريح به، كشكل مهدئ من أشكال اللمس، وحافظي على ثبات يديك على جسدك. لأن الأطفال المبتسرين غالبًا ما يجدون الأيدي الثابتة أكثر هدوءًا من التمسيد، واطلبي من الممرضة التي تعتني بطفلك أن توضح لك كيفية القيام بذلك. هناك شيء آخر يمكن أن يهدئ الطفل غير المستقر وهو مص اللهاية أو يده، فهو يقلل الضغط عنه، كما أنه يساعده على تهدئة نفسه، فيحافظ على الطاقة، ما يساعده على الانتقال إلى الرضاعة عن طريق الفم بشكل أسرع.
5 - اطلبي الدعم من شريكك
يتطلب الترحيب بطفل جديد في العائلة نهجًا جماعيًا، خاصة عند مواجهة ظروف غير متوقعة. فالتواصل المفتوح أمر حيوي. وأنتما تواجهان تحديات عاطفية بشكل منفصل. حيث تعتبر الرعاية الذاتية أيضًا ذات أهمية قصوى؛ وعندما يكون كل تركيزك على طفلك، يجب عليك أيضًا التحقق من احتياجاتك الخاصة؛ في وقت قد تشعرين فيه وكأن عالمك مقلوب رأسًا على عقب، لا تنسَي السعادة التي يمكن أن تجلبها لك الألفة. وقد تكون في وجبة منزلية أو مكالمة هاتفية مع أحد الأصدقاء للاستماع إلى أخباره الجديدة هي ما تحتاجينه للحصول على القليل من المساحة.
6 - تذكري الحصول على الدعم عند مغادرة طفلك المستشفى
تذكري أن تأخذي الأمور بثبات، وتستمري في الحصول على الدعم من المحيطين بك، لأن رعاية طفلك في المنزل قد تبدو مختلفة تمامًا. فقد تكونين متحمسة وخائفة في الوقت نفسه، لكن لا تنسي أن الطبيب جاهز للرد على تساؤلاتك ومساعدتك، ولا تقلقي فطفلك الصغير سيعتاد على أجواء المنزل، وإذا كان يجد صعوبة في الاستقرار، فحاولي تشغيل بعض الضوضاء البيضاء وتجربة الأضواء المهدئة. واحتضنيه ببطء في الصباح وانظري إلى تعابير وجه طفلك الصغير واستمتعي بالتجول به في أنحاء منزله الجديد.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.