"زوجي خاتم في إصبعي"، مقولة تتردد كثيراً على ألسنة النساء، إذ تذهب معظمهنَّ إلى الاعتقاد بأهميَّة تملك شريك الحياة قلباً وكياناً، ما يدفع بهنَّ للانسياق نحو الأفكار المتسلسلة التي تقود إلى ترسيخ فكرة أنَّ الزوج أداة لا بد من امتلاكها بالكامل. وبالتالي يستعملن مختلف أساليب خرق الخصوصية، ما قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.
المظاهر الخادعة
الاختصاصي الاجتماعي، الأستاذ عواض النفيعي، يشرح هذه المسألة قائلاً: أهم أسباب تعاظم غريزة حب التملك لدى المرأة تكمن في النمو والتطور السريع في المجتمع بما في ذلك تعدد وسائل التواصل التكنولوجية والاجتماعية، وضرورة وجود المرأة في التعاملات الرسمية خارج المنزل، وانبهار الزوجة أحياناً بالمظاهر الخادعة والمحيط المجتمعي الذي قد يمجد المرأة المسيطرة، كل ذلك قد يجعل شعور الغيرة في تفاقم لديها، وتهاب الزوجة من المستقبل فتسارع في التقليد الأعمى بتسخير ما تستطيع من وسائل التنصت والتجسس على الزوج، أضف إلى ذلك إلى أنَّ الزوج في بعض الاحيان يكون هو المتسبب الأول في خلق هذه السلوكيات الخاطئة لدى المرأة وذلك من خلال أسلوب تعامله الجاف أو الكتوم مع زوجته، لذلك ينبغي على الأزواج وضع النقاط فوق الحروف منذ نشأة هذا الرباط المقدس بمعرفة حدود الخصوصيات والصلاحيات، إضافة إلى إرساء مبدأ التشاور الدائم بينهما.
بحث عن جواب
ويرى المستشار الاجتماعي عامر الأسمري أنَّ حب التملك لدى الزوجة ليس أنانية أو نرجسية، بل هو بحث عن جواب يعيد لها استقرارها النفسي، لكن بالمقابل لا يحق لأحد الشريكين النبش في خصوصيات الآخر من دون صلاحية مسبقة، إذ إن عقد النكاح لا يحمل صكاً شرعياً بالتملك، بل هو بناء قائم على التراضي والتفاهم، وقد تخلق السلوكيات الخاطئة التي تقوم بها بعض النساء من الرجل، إنسانا مستبداً ومجاهراً قد يصل إلى التبلد تجاه زوجته أو ينهي حياته معها.
ويرى الأسمري أنَّ الرجل أيضاً يتحمل قدراً من المسؤولية إن أضحت زوجته امرأة شديدة الغيرة والتدخل، والقليل من التنازلات عن بعض الخصوصيات من قبل الزوج وشرح بعض الأمور المهمة الخاصة به لزوجته حتى لا تشعر بعدم الثقة والخوف من المجهول، يعزز القرب بينهما ويحل مشكلة التملك.
نسب عالميَّة ورأي شرعي
1- ذكرت دراسة أمريكية نُشرت في صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أنَّ 36% من النساء يعتقدن بخيانة أزواجهن ويتتبعن أثر أزواجهن للحصول على دليل يؤكد ذلك، بالمقابل 24% فقط من الرجال من يعتقد بذلك، وَ10% من الزوجات زرن مقر أعمال الأزواج للتأكد من وجودهم، وَ17% من النساء المترصدات لأزواجهن أصبن بالقلق واضطرابات النوم اضافة الى زيادة الوزن، كما أظهر استطلاع أجرته شركة سلاتر وغوردن للمحاماة أنَّ واحدة من كل عشر نساء طلبن التعاقد مع محقق خاص للتأكد من وفاء الزوج ورفع قضية للانفصال في حال تأكد خيانته.
2- وذكرت دراسة أجراها موقع التعارف الأميركي الشهيرSeeking arrangement شملت 22 ألف شخص من الرجال والنساء، أنَّ المرأة أكثر تطفلاً على خصوصيات شريكها وذلك بنسبة 73%، مقابل نسبة الرجال المتطفلين التي لم تتجاوز 23% فقط.
المزيد:
خطوات تعرفك إلى خطيبك قبل الزواج